اختتمت وزارة العدل اليوم الأحد، فعاليات اليوم الأول لورشة العمل التى تنظمها الوزارة تحت عنوان "سبل مكافحة الفكر الإرهابي"، برئاسة المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل، وبحضور ممثلين عن وزارة الدفاع والأمن القومى والخارجية والهيئة العامة للرقابة الإدارية والأزهر.
وبدأت المراسم بإعلان المستشار حسام عبد الرحيم عن انطلاق فعاليات الورشة التى أكد أن الهدف منها قيام وزارة العدل بمسئوليتها الوطنية فى مواجهة آفة الإرهاب الأسود والتطرف الفكرى لمساندة كافة المؤسسات المعنية بذلك، وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة المصرية.
كما تضمنت الفعاليات محاضرتين الأولى ألقاها، الدكتور محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية نيابة عن فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وأكد عفيفى من خلال محاضرته عن أهمية دور الأزهر التنويرى ومسئوليته الأساسية فى دحض المفاهيم المغلوطة لبيان حقيقة الإسلام، وتوضيح مفاهيم هامة مثل الدولة الإسلامية والخلافة والجهاد والجاهلية والتكفير، وتصحيح هذه المفاهيم المغلوطة، وتحديد مقاصدها على النحو الصحيح.
وأوضح أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن تركيا حاولت سحب البساط من الأزهر ومصر بتشويه شيخه الإمام أحمد الطيب إلا أنها فشلت .
وحسم عفيفى الخلاف فى كل ما هو يتسبب فى الغلو والتطرف، مؤكدا على دور المؤسسة فى ترسيخ مفاهيم التعددية والابتكار والإبداع لمواجهة الفكر الإرهابى، مشددًا على استنكار الأزهر الدائم والأبدى لكافة الممارسات الإرهابية، مدللا على ذلك بالبيان الصادر عن هيئة كبار العلماء، والذى أقر أن كافة التنظيمات الإرهابية وممارساتها خارجة تماما عن تعاليم الإسلام، وتستلزم التصدى لها بكل حسم وبكافة الوسائل والتى انتهج الأزهر بعضها بتطوير المناهج ومواكبة تطورات العصر مع الحفاظ على التعمق فى التراث واستيعابه، فيتم التجديد بالضوابط المعلومة.
وأشار أمين عام مجمع البحوث الإسلامية إلى استحداث مقرر للثقافة الإسلامية لتدرس فى المعاهد الأزهرية لتصحيح المفاهيم المغلوطة وترسيخ مفهوم المواطنة، موضحًا أن الآليات التى ينتهجها الأزهر تعتمد على تدريب الوعاظ لإنقاذ الشباب من السموم التى تدسها بعض مواقع التواصل الاجتماعى، وكذلك تدريس الأزهر للمذاهب الفقهية المتعددة حتى المذاهب المختلفة مع الأزهر ذاته لتدعيم مبدأ تقبل الآخر.
وأضاف أن الأزهر يقوم بدوره على المستوى المحلى والعالمى سواء عن طريق دور لجان الفتوى أو عن طريق مركز الفتوى الإلكترونية لرصد الفتاوى الخاطئة، والتى تصدر بلغات مختلفة، والتى تدمر المجتمع الإسلامى.
وذكر عفيفى أن من جهود الأزهر فى هذا المجال رحلات الأمام الاكبر التى يقوم بها لكافة دول العالم، وفى مقدمتها لقاء فضيلته ببابا الفاتيكان وما أسفرت عنه تلك اللقاءات من نتائج مجدية ومثمرة لمواجهة الفكر الإرهابى فى كافة أنحاء العالم.
فيما اختتم محاضرته عن أهمية دور الأزهر الشريف فى دعم ومؤازرة القوات المسلحة المصرية، فيما تبذله من دماء شريفة لتطهير أرض الوطن من كل من يريد النيل منه، وذلك عن طريق الارتقاء بالحس الأمنى لدى المواطنين، ونقل الشعور بالأمان لكافة فئات الشعب المصرى.
كما تناولت المحاضرة الثانية للدكتور سامى عبد العزيز الأستاذ بكلية الإعلام مهارات الحديث والتواصل مع وسائل الإعلام، وتوضيح الفروق بين الفنون الصحفية وسمات الحديث الإعلامى والملكات الإقناعية لدى المتحدث الإعلامى، لضمان كفاءة توصيل الرسالة الإعلامية.
وبذلك فقد تكاملت المحاضرتين، الأولى تناولت أحكام مضمون الرسالة، والثانية أحكام توصيلها لوضع تصور متكامل عن مواجهة الفكر الإرهابى بفكر تنويرى ومستحدث غير تقليدى.
ويذكر أن هذه الورشة تعقدها وزارة العدل على مدار يومين، وستكون ضمن سلسلة من ورش عمل مقبلة تطرح المزيد من الموضوعات التى تمس أولويات الوطن فى الوقت الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة