رسائل وزير الأوقاف لطلاب جامعة القاهرة: المساجد كجميع مؤسسات الدولة تقف على الحياد من الانتخابات الرئاسية.. والمشاركة مطلب شرعى وواجب وطنى.. وأكرم القصاص: مصر تستهدف تعمير 3 أضعاف الرقعة السكنية

نظمت جامعة القاهرة، اليوم، الأحد، ندوة "الشباب وبناء المجتمع"، فى إطار موسمها الثقافى للعام الحالى، ووجه فيها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رسائل معينة بخصوص الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات المرتبقة هى مطلب شرعى وواجب وطنى، قائلا: "لما نقول مطلب مقالناش غزوة صناديق زى غيرنا أو اللى هينتخب هيدخل الجنة واللى مش هينتخب هيروح النار وإنما نطالب بالإيجابية".

وأضاف جمعة: "نحن أصحاب الحضارة المصرية والإسلامية نريد أن نعطى العالم كله درسا عظيما فى التحضر والإيجابية وإدراك التحديات التى تواجه الدولة الوطنية والعمل على بناء الدولة الوطنية وأننا أهل للديمقراطية لبناء دولة تأخذ الإنسان المصرى إلى آفاق أوسع"، مؤكدا أن المشاركة فى الانتخابات المقبلة متطلب ديمقراطى ومظهر حضارى ومطلب شرعى وواجب وطنى".

وأوضح أن الدولة المصرية خلال هذه الأيام تعمل كفريق عمل متكامل لتطوير التعليم وبناء الشخصية المصرية الحضارية القادرة على القيادة فى جميع المجالات، قائلا: "فى آخر مؤتمر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية انتهينا بالإجماع إلى أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان وكل ما يدعم قوة الدولة الوطنية من صميم الدين وكل ما يدعو لإضعاف الدولة وإفشالها يتناقض مع الأديان إلى أبعد الحدود".

وأكد وزير الأوقاف أن الإسلام لم يضع شكلا محددا لنظام الحكم يصب به الناس صبا، قائلا: "الإسلام وضع قواعد عامة فى الحكم الرشيد وهى تحقيق العدل ومنع الفساد وحرية المعتقد والعمل على قضاء حوائج الناس بغض النظر عن شكل الحكم وطريقته"، قائلا: "لا يصلح أن يأتى بعض الناس ويقرروا عمل ميلشية مسلحة تخرب وتوقع وتضعف الدولة، كما لا يصح أن يكون هناك نظام يحفظ الأمن الداخلى وفى نفس الوقت نظام آخر يحاكم الناس".

وتابع وزير الأوقاف، أن جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها المساجد لن تكون طرفا فى أى عملية حزبية أو اتجاه فهى على الحياد المطلق، مؤكدا أن التوجيه أن كل المؤسسات تكون على الحياد المطلق، قائلا: "ننأى بمساجدنا عن الانحياز فى أى اتجاه أو توظيفها توظيفا انتخابيا أو سياسيا".

وأشار إلى أن الخطاب الدينى من الولايات العامة وهو الولاية على الصلاة والمساجد، مضيفا أنه لا يصح أن تخطف جماعة معينة مجموعة من المساجد لتقود الشباب لصالح الجماعة وأهدافها، قائلا: "كل التنظيمات الدينية التابعة للجماعات والجمعيات خطر على الدين والدولة لأنها تعلى مصلحة الجماعة على مصلحة الدين والوطن ولابد أن نكون فى إطار الولاية العامة التى هى مسئولية الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء".

من جانبه، أكد الكاتب الصحفى أكرم القصاص، رئيس التحرير التنفيذى لـ"اليوم السابع"، أن المشاركة ليست فقط سياسية وإن كانت السياسة جزءا مهما منها، موضحا أن هناك دولا ليس لديها موارد طبيعية وإنما بالعلم تقدمت مثل اليابان والبرازيل، موضحا أن أكثر أصحاب الثروات فى قائمة فوربس وغيرها هم أولئك الذين صنعوا الابتكارات والتطبيقات الجديدة التى تسهل حياة الناس.

وأضاف القصاص، أن مصر تقود معركة ضد الإرهاب والوكالة ومعارك أخرى ليست طبيعية ليس بناء أو معمار فقط وإنما بناء مجتمعات كاملة، موضحا أن المصريين كانوا يعيشون فى 5 % فقط من مساحة مصر، وما تشهده الآن من تنمية يستهدف 3 أضعاف هذه المساحة فى ظل الزيادة السكانية.

وأوضح أن العدالة والمساواة لا تعنى بالضرورة أن يظل الفقراء فقراء ويتم تقديم المساعدات لهم ولكن فرصا للتنمية، قائلا: "كل ما نريده أن يعيد الإنسان النظر حوله فى خرائط المنطقة ويدرك التغيير حوله، مشيرا إلى أن الجيش فى مصر تجنيد إجبارى، قائلا: "أخبرونا عندما كنا جنودا فى الجيش المصرى أننا نؤدى ضريبة الدم عن الشهيد فى كل حروب مصر".

وقال إن جامعة القاهرة أقيمت بجهود أهلية وكانت نموذجا لمشاركة المجتمع المصرى فى بناء مستقبله ورهانات المصريين على تعليم أبنائهم، قائلا: "لابد من الإشارة إلى أبطالنا الشباب الذين يقودون أشرف المعارك للدفاع عن هذا الوطن ولا نتحدث فى ذلك من فراغ، لأننا عندما نستمتع بالأمن ونغلق علينا الأبواب ونمارس حياتنا الطبيعية هو نتاج لجهد ودماء هؤلاء الشهداء الذين يدفعون دمائهم ويصنعون أساطير بالفعل فى حربهم على الإرهاب".

من جانبه، بدأ الكاتب الصحفى عبد الرازق توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، كلمته بندوة "الشباب وبناء المجتمع" بجامعة القاهرة اليوم بمطالبة الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، مؤكدا أن هناك شباب سقطوا شهداء من شرفاء هذا الشعب من الجيش والشرطة من أجل حماية وأمن الوطن، وأنه لولاهم لم يكن هناك وطنًا آمنًا.

وأضاف توفيق: "مصلحة الشباب أن يوجد تعليم محترم، وكذلك صحة جيدة، ومصر تعتزم خلال فترة قليلة تدشين مشروعًا هامًا لتطوير التعليم والصحة، مصر بصدد إنشاء دولة حديثة، فهى تحاول تحقيق أحلامها، واسترداد مكانتها فى المحافل الدولية، مصر تأخذ قرارها النابع من إرادتها وشعبها، فمصر لا تركع إلا لله سبحانه وتعالى".

من جانبه، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القارهرة، أن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أحد أهم قاطرات مكافحة الإرهاب فى مصر، وأنه يعمل بنفس الحماسة التى تولى بها الحقيبة الوزارية.

وأضاف الخشت، أن قوة وتأثير اليوم السابع كموقع وصحفية لا تخفى على أحد وبصمات أكرم القصاص واضحة وثرية بمهنيته وآرائه الفكرية والصحفية والوطنية المتعددة، قائلا: "هذه القامات تلائم طبيعة الموضوع وهو المشاركة الإيجابية فى بناء المجتمع"، مؤكدا أن مصر تسعى للنهوض منذ ما يزيد عن قرنين من الزمان منذ عهد محمد على وما يحدث هناك عقبات ومؤامرات خارجية تتكالب على مصر منذ عهد محمد على والخديوى إسماعيل وثورة يوليو.

وتابع الخشت: "اليوم مصر تسير بقوة وبسرعة على الطريق السريع للتنمية تقود حربين واحدة للتنمية والأخرى حربا ضارية ضد الإرهاب والمؤامرات الخارجية التى تريد لمصير مصير سوريا والعراق وليبيا"، مؤكدا أن مصر وفى القلب منها الشباب على كل فرد فيها أن ينهض بنفسه، ومصر الدولة هى مصر الشباب وتنهض بجهد الجميع ولابد أن نبدأ بأنفسنا.