لم يقوَ جسده النحيل على تحمل التعذيب الشديد، ففضل الرحيل على مواصلة العيش فى الجحيم، الطفل «آدم» البالغ من العمر أربعة أعوام، فارق الحياة، نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد على يد أبيه وزوجته اللذين انتُزعت من قلبيهما الرحمة، فكيف يمكن لأب أن يستمتع بتعذيب فلذة كبده حتى الموت! لتسدل محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمحكمة شمال القاهرة بالعباسية، الستار على تفاصيل هذه القضية البشعة بمعاقبة، الأب وزوجته بالسجن المشدد لمدة 6 سنوات مع الشغل.
وكشفت تحقيقات نيابة حوادث جنوب القاهرة، التى باشرها المستشار أحمد معاذ سيف النصر، مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة، والتى استمرت قرابة 9 ساعات، عن مشاهد أكثر بشاعة ومأساوية وفظاظة وإجراما، فى واقعة مصرع طفل على يد والده وزوجة أبيه عقب تعرضه لوقائع تعذيب وضرب أسفل ظهره بمنطقة الخليفة.
ومن جانبه، أقر الأب فى تحقيقات النيابة العامة، أنه تزوج منذ 5 أشهر عقب وفاة زوجته الأولى، وحضرت زوجته الجديدة لتقيم معه وولده، وأضاف الأب المتهم أن زوجته الجديدة فى بعض الأحيان كانت تعتدى على نجله بالضرب بداعى تربيته، إلا أنها تمادت وصارت تقضى أوقات فراغها فى تعذيبه عن طريق ضربه بخراطيم المياه البلاستيكية ومنعه من تناول الطعام حتى يتألم ولا يقدر على مقاومة الجوع فيظل يتوسل لها لتطعمه.
وتابع حديثه أمام النيابة العامة: أدت تلك الأفعال إلى إصابة الطفل بالضعف والهزال، ومن ثم بأنيميا حادة نتيجة سوء التغذية وحرمانه من الطعام، ومن أثر التعذيب عليه بدأ يفقد قدرته على النطق، وأصبح لا يستطيع التحدث، وأصيب بالتبول اللاإرادى، وهو ما أثار غضب زوجتى أكثر، حيث كانت تحتجزه فى غرفة مغلقة دون طعام لعقابه على التبول دون إرادته وتلطيخ السجاد، واستكمل ودموع التماسيح فى عيونه: كنت أشاركها فى بعض جلسات تعذيب الطفل.
وأضاف الأب المتهم أنه فى يوم الواقعة خرج وزوجته، وعندما عادا إلى المنزل وجدت الزوجة أن المجنى عليه «الطفل» أخذ بعض الطعام من المطبخ، فضربته وأجبرته على تقيؤ ما أكله، فأصيب الطفل بحالة فقدان للوعى ولفظ أنفاسه الأخيرة.
واعترفت زوجة الأب المتهمة بالجريمة فى أقوالها أمام النيابة بعد علمها بأقوال الأب، وأكدت أن زوجها والد الطفل المجنى عليه كان أيضا يقوم بتقييد نجله بالحبال ويحتجزه داخل غرفة ويتركه وحده بالشقة لعدة أيام، وأضافت أنه أيضا كان يضربه إذا دخل المطبخ بحثا عن الطعام، وأنه عندما يراه يتبول دون إرادته كان يبرحه ضربا باستخدام حزامه الجلد.
واستطردت المتهمة فى اعترافها قائلة: يوم الواقعة وعقب وفاة الطفل نتيجة ضربه لتقيؤ الطعام، اتفقنا على إلقائه من البلكونة والادعاء بسقوطه لإخفاء الجريمة.
انتقلت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية إلى مستشفى أحمد ماهر لمناظرة جثة الطفل المتوفى، وتبين وجود آثار تعذيب دموى منتشرة بجميع أعضاء جسده، وثبت أن وفاته بسبب نزيف داخلى، فقررت النيابة العامه إحالة المتهمين محبوسين إلى المحاكمة الجنائية، لاتهامهما بتعذيب نجل الأول 4 سنوات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وجاء ذلك عقب ورود تقرير الطب الشرعى للطفل الضحية، والتحريات النهائية للمباحث، لتصدر المحكمة قرارها المتقدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة