الجنس من المتعة للموت.. مرض "متلازمة الإثارة الدائمة" يجعل المرأة تصل لرعشة الجماع 200 مرة يوميا دون علاقة.. مريضات من كل العالم: نشعر بالعار.. التخدير محاولة علاج فاشلة.. وانتحار سيدتين بسبب الألم النفسى

الجمعة، 09 فبراير 2018 03:13 م
الجنس من المتعة للموت.. مرض "متلازمة الإثارة الدائمة" يجعل المرأة تصل لرعشة الجماع 200 مرة يوميا دون علاقة.. مريضات من كل العالم: نشعر  بالعار.. التخدير محاولة علاج فاشلة.. وانتحار سيدتين بسبب الألم النفسى متلازمة الاثارة الجنسية الدائمة
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الأطباء فى مصر لا يحددون طبيعتها عضوية أم نفسية ويؤكدون صعوبة التعامل مع الحالات

 
لم تتم عامها العشرين بعد عندما اختبرت هذا الشعور لأول مرة، فى الحقيقة إنه لم يكن مجرد شعور بل إنها مجموعة كاملة من الأعراض تبدو فى ظاهرها أنها أمر طبيعى إلا إنها مشكلة صحية لم تعيها عندما صدمت بها لأول مرة، حيث إنها تفاجأت خلال يوم روتينى باحمرار فى الوجه مع ارتفاع فى ضغط الدم غير طبيعى وزيادة معدلات ضربات القلب مع سرعة فى التنفس وتشنج فى العضلات وكل ذلك كان مصحوبا بإثارة عالية تستهدف حالة من النشوة، وكأنها تصل لذروة العلاقة دون أن يلمسها شخص أو يتحدث إليها، زادها الرعب عندما تكرر هذا الأمر مرارا بطريقة متتالية، حتى إن صوت السشوار فى مركز التجميل الذى كانت تعمل به كان يثيرها ويجعلها تتفاعل تلقائيا دون تحكم.
 
هذه كانت حالة سارة كارمن، بريطانية الجنسية، التى صرحت بها فى الـ24 من عمرها، حيث إنها من أوائل الحالات المرضية التى عرضت مشكلتها مع متلازمة الإثارة الجنسية الدائمة "PGAD" فى وسائل الإعلام خلال عام 2007، ولفتت النظر إلى هذا المرض الذى تم اكتشافه منذ التسعينيات لكن لم يناقش حتى من قبل الأطباء وقتها، والذى جعلها تصل لذروة الإثارة نحو 200 مرة يوميا فقط خلال 6 أشهر من بداية إصابتها.
 
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "news of the world" البريطانية، ربطت سارة ما بين تناولها لمضادات الاكتئاب فى عامها الـ19 وما حدث لها من وصولها للإثارة سريعا  دون توقف وأحيانا دون مؤثرات، وبالتالى منعها ذلك من ممارسة حياتها الطبيعية خوفا من القيام بذلك أمام الزبائن فى مركزالتجميل، وكانت تدعى حدوث شد فى أطرافها عندما ينتابها ذلك وتستأذن لبعض الوقت، فقد أصبح أى صوت أو حركة أو إحساس بالنسبة لها مصدر استثارة متزايد.
 
كشفت حالة سارة عن حالات كثيرة غيرها من اللاتى كسرن حاجز الصمت وتحدثن عن مرضهن ورحلتهن مع أعراضه الموصومة بالشعور بالعار والإحراج، وبالفعل توالت الحالات يوما تلو الآخر إلى الأشهر القليلة السابقة، حيث تحدثت سيدة تسمى أماندا مؤخرا عن المرض مصحوبا بحلقات تسجيلية على شبكة البى بى سى، بينما لم نعرف عن هذه المتلازمة شيئا فى مصر، التى انقسمت بين تخصصات الطب النفسى والنساء والتوليد.
 
حالة أماندا أصغر مصابة
إحدى الحالات
 

طبيعة ما تعانى منه السيدات المصابات بمتلازمة الإثارة

فى هذا السياق، قالت الدكتورة أسماء عبد العظيم أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الزوجية إن متلازمة الإثارة الجنسية الدائمة هى عبارة عن حالة استثارة دون أى نشاط جنسى أو تحفيز، حتى عندما لا يكون هناك سبب للشعور الجنسى، حيث تشعر المصابة بأنها تواجه هزات الجماع باستمرار، ويمكن أن تستمر لساعات أو أيام أو أسابيع فى كل مرة، وتم الإبلاغ عن إصابة النساء به إلا أنه نادر فى الرجال. 
 
وأضافت أخصائية العلاج النفسى أن هذا اضطراب جسدى حسى من الممكن أن يتكرر لدى الحالة من 50 إلى 200 مرة فى اليوم، وتبدو المشكلة عضوية بينما لها جانب كبير نفسى، فإن الضغوط النفسية قد تكون أهم أسبابها لذلك هو مرض عضوى من مؤثر نفسى، فالضغوط التى تواجهها والكبت الشديد ينتج عنه ذلك خاصة الكبت الجنسى.
 

الشعور بالذنب والإحراج يمنع السيدات من الشكوى

وأوضحت أخصائية العلاج النفسى أن المشكلة فى تكتم السيدات على مشكلتهن مع الشعور بالإحراج الشديد لما يواجهنه غير مدركات أنه مرض، ومن بين الحالات القليلة جدا التى واجهتها كانت حالة لديها المتلازمة وتركز على هذه المشكلة دون التعامل مع سببها، ودوافعها حيث كانت تشكو عدم الشعور بالأمان وفقدان الحب والإحساس بالدونية وأنها غير مرغوب فيها.
 
وأشارت إلى أن هذه المتلازمة تؤدى إلى اضطرابات جديدة كمضاعفات لما تواجهه الحالة، فتنظر لنفسها أنها غير محترمة وتشعر بالخجل والعزلة وعدم التكيف مع المحيطين وشعور بالإرهاق والأرق والتعب النفسى ويتبعها شعور بالذنب والألم.
 

تفسير حدوث الإثارة المستمرة

فيما قال الدكتور محمد جبريل أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر إن المشكلها لها شق نفسى وآخر عضوى، فبعض السيدات يكون لديهن استثارة مستمرة وأسبابها الأساسية غالبا نفسية، أما عن تفسير الحالة فتكون عبارة عن حساسية طرفية مفرطة فى الأعصاب الحسية، وبالتالى أى شىء ينبهها وإن كان بالتفكير يجعلها فى حالة الاستثارة، فالجزء النفسى أساسى وهو السبب وراء تنشيط المراكز المسئولة فى المخ عن الاستثارة، ومن ذلك أيضا إذا تعرض الشخص لحادث أدى للتأثير على هذه المناطق من المخ.
 
الدكتور محمد جبريل
 

أطباء النفسية والنساء يختلفون فى تصنيف الحالة

وعن العلاج أكد أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر أن التعامل مع هذه الحالات صعب، فلا يوجد دواء معين، وقد لا تتحسن، مضيفا أن الأساس فى التعامل معها هى طمأنة المريضة وشغل وقتها بالرياضة والقراءة وتصفح المجلات مع تلقى بعض العقاقير التى قد يوصفها طبيبها النفسى.
 
وأوضح جبريل أنه واجه عددا قليلا من الحالات وعلم عن أعراضها وبعد التشخيص طلب بتحويلهن لطبيب نفسى للمتابعة والعلاج، بينما أكدت الدكتورة أسماء عبد العظيم مختصة العلاج النفسى أنها طلبت تحويل الحالات التى واجهتها إلى طبيب نساء، وهو الأمر الذى يعكس مشكلة جديدة وهى عدم إمكانية الأطباء من تحديد المشكلة ما إذا كانت عضوية أو نفسية وما إذا كانت يمكن علاجها أم لا؟
 

عدم إيجاد علاج سبب فى انتحار السيدات حول العالم

فى عام 2012 انتحرت سيدتان مصابتان بهذا المرض وهذا ما وصل لوسائل الإعلام فقط، بينما قد يكون هناك الكثير ممن لا يفصحن من الأساس عن مرضهن، وتمثلت هاتان الحالتان فى حالة من الولايات المتحدة وأخرى من هولندا، حيث أنهيتا حياتهما بعد عدم إيجاد حل، منهم سيدة عاشت 16 عاما تشكو من هذا المرض وتأثيره المدمر على حياتها، ولأنها لم تتلق المساعدة المناسبة قررت الانتحار لتضع هى النهاية لآلامها.
 
الانتحار
الانتحار
 

سيدات يروين مأساتهن مع متلازمة الإثارة

اختلفت النساء المريضات فى شكوتهم بحسب التجربة التى مررن بها وطبيعة تقبل الآخرين لها، فقليلات من حصلن على الدعم وكثيرات من تأثرن بالسلب فى حياتهن ولم يجدوا أحدا يفهم ما يمرون به، فكانت مشاعرهن عبارة عن إحساس بشكل دائم على وشك النشوة التى لا يمكن إكمالها، وكإنها نوع من الإمساك المزمن للبظر.
 
فبحسب ما نشرته صحيفة "theguardian" البريطانية، تبين أن معاناة السيدات كان أكبر من احتمالهن فى أوقات كثيرة ومن بين ذلك عرضت مجموعة من أبرز شكاوى المريضات بهذه المتلازمة فى أنحاء العالم.
 

كيم البريطانية.. تعانى من عدم القدرة على النوم والخوف من ركوب القطار

كيم رمزى امرأة بريطانية تبلغ من العمر 46 عاما عاشت مع مرض مستعصى لمدة ست سنوات، تصف تجربتها كركوب دراجة نارية جسدية، قائلة: "يبدو وكأنك خارج نطاق السيطرة"، مشيرة إلى الخوف الناجم عن ظهور الأعراض فى محيط عملها وحياتها بأكملها، حيث إن صوت القطار نفسه كان يزيد من حساسية الأعضاء التناسلية الشديدة.
 
كيم كانت تعمل ممرضة لذلك كانت تجربتها مختلفة نوعا ما مع المرض عن غيرها، فكان لديها الكثير من المعرفة الطبية عن حالتها، مؤكدة أن ما يتشارك فيه كل مريضات المتلازمة طبقا لجروب الدعم الذى كانت عضوا فعالا فيه، هو الألم الشىء الوحيد الذى يتقاسمنه معا.
 
فى البداية، حاولت وضع كل تركيزها على عملها، وعملت بقوة لمدة شهر، إلا أنها كانت تستيقظ وسط الليل تعانى من الأعراض، ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل إنها بدأت تعانى نوعا آخر من الألم وهو طريقة التعامل معها أنها سيدة وقحة خاصة أن مرضها من الأمراض المحرجة والموصومة بالعار.
 
كيم رمزى المصابة بمتلازمة الإثارة
كيم رمزى المصابة بمتلازمة الإثارة
 

كيلى الكندية.. تشكو تزايد الرغبة فى ممارسة العادة السرية وانقطاع العلاقة الزوجية

"الناس يسمعون النشوة ويعتقدون أنها شىء جيد، لكن أن تكون مؤهلا لهزة الجماع 24 ساعة فى اليوم، إلى الدرجة التى لا يمكنك فيها النوم، أو حتى التفكير فهذا ليس متعة"، هكذا قالت كيلى كندية الجنسية التى تبلغ من العمر 33 عاما، وتعانى من متلازمة الإثارة منذ عام، حيث تكشف عن مشكلة جديدة وهى رغبتها الجامحة فى ممارسة العادة السرية للتخلص من حالة النشوة العالية لكن كان هذا الأمر يزيد من أعراض المتلازمة.
 
ومن هنا كانت معركتها مع تجنب القيام بذلك، والاتجاه نحو العلاج السلوكى المعرفى، حيث كانت تجد فى أنشطة مثل التأمل الذهنى والسباحة مهدئا لها، معبرة عن علاقتها الزوجية التى لم تحظ بأى تقدم كما يتخيل المحيطون بها بل أصبح زوجها لا يمارس معها العلاقة خوفا من زيادة أعراضها وتسبب فى ألم أضافى لها، حتى تمنت كيلى ألا يكون لها مهبل حتى تتخلص من هذا العذاب النفسى الدائم.
 
وعن العلاج لم تجد كيلى أى وسيلة تشفيها على الرغم من وصف الطبيب لدواء يخفف من آلام العصب التى تشعر به، قائلة إنه فى الأساس دواء لعلاج الصرع، لكنها تضطر لتناوله، ولا تتمكن من مناقشة معاناتها مع أصدقائها وتدعى أن لديها مشكلة فى المثانة حتى ملاحظة أعراضها أمامهن، مؤكدة أن المشكلة ليست فقدط فى أصدقائها أو علاج الصرع الذى تأخذه ولكن الأصعب على الإطلاق هو عدم معرفة الكثير من الأطباء بحالتها وتخيل بعضهم أنها تتصنع هذا الشعور.
 

ريبيكا الأمريكية.. سنها قارب على السبعين وجربت كل شىء لتشفى

ريبيكا أمريكية تبلغ من العمر 66 عاما عانت من متلازمة الإثارة لمدة 12 عاما تقريبا، وحاولت التعامل في البداية مع حالتها من خلال طرق لتخدير المهبل، فاستخدمت كل شىء من الواقيات الذكرية المليئة بالثلج إلى مرهم مخدر قوى جعلها حجزت فى المستشفى بسبب انتفاخ الأعضاء التناسلية.
 
حاليا، وجدت حل مهدئ لها وفعال من خلال استخدام جهاز تحفيز العصب الكهربائى، هذا الجهاز يستخدم عادة لعلاج آلام الظهر، ويرسل نبضات صغيرة من الكهرباء فى قاعدة العمود الفقرى. 
 
أماندا عند بداية إصابتها مع والدتها
أماندا عند بداية إصابتها مع والدتها
 

أماندا الأمريكية.. أصغر مصابة بمتلازمة الإثارة فى سنها الـ13

أماندا مكلولين، 23 عاما، من الولايات المتحدة، عاشت مع المشكلة لمدة 10 سنوات، بحسب ما ذكرته صحيفة الدايلى ميل البريطانية، حيث عانت منها فى سن الـ13 لأول مرة وكانت تشعر بألم فى ساقيها وحوضها بشكل سىء جدا، وأصبحت غير قادرة على القيام بأى شىء ونادرا ما تترك منزلها، وعلى الرغم من إصابتها منذ عشر سنوات لكن لم يتم تشخيصها بالمرض حتى ست سنوات من الإصابة، وأقرت والدتها فيكتوريا أنها وعائلتها لم يفهموا حالة ابنتهما فى البداية وتخيلوا أنها أصبحت عاهرة تريد ممارسة العلاقة بشكل مستمر فى سن صغير.
 
أماندا حاليا تأخذ 30 نوعا مختلفا من الأدوية لتخفيف الألم الناجم عن حالتها، كما أنها تستخدم الثلج لتخفيف تورم الحوض، ويقف بجانبها شريك حياتها الذى يساعدها ويتفهم حالتها، وصورت حلقات تسجيلية عن حالتها ومعاناتها المستمرة.
 
 
 

الوصمة من المرض تحول دون معرفة عدد المصابات الفعلى

بسبب وصمة العار المرتبطة بالمرض من الصعب معرفة عدد النساء اللاتى يعشن مع متلازمة الإثارة، كما أنهن يخجلن من التماس العناية الطبية، وعلى الرغم من عدم حصر أعداد المصابات الفعلى إلى الآن، لكن تم التوصل للأسباب وراء عدد كبير من الحالات على الرغم من اختلافها، فوفقا لتقرير صدر مؤخرا عن الدكتور ديفيد جولدماير، وهو متخصص فى الطب الجنسى فى مستشفى سانت مارى فى لندن، ترتبط المتلازمة بعدد من الأمراض، التى تسبب ضغط العصب الفرجي الذى يحمل الإحساس حول الأعضاء التناسلية، وينتج عن مشاكل الصحة العقلية القائمة مثل القلق والاكتئاب، أو الحوادث التى قد تنتهى بآلام أسفل الظهر وظهور أعراض المتلازمة، فهو اضطراب عصبى، كما تم الربط بين تناول مضادات الاكتئاب والإصابة بالمتلازمة لدى أخريات.
 

كيف تعامل الأطباء فى العالم مع حالات متلازمة الإثارة؟

بحسب ما ذكره موقع "healthline" الطبى، تعامل الأطباء مع حالات متلازمة الإثارة من خلال عدد من العلاجات التى لا تشفى من المرض لكنها تعاملت جيدا مع الأعراض كمهدئ للحالة الدائمة ومنها:
 
- جيل التخدير.
- العلاج الكهربى، والذى يستخدم إذا كان المريض يعانى اضطراب عقلى مثل ثانى القطبين  أو القلق الشديد.
- العلاج عن طريق تحفيز العصب الكهربائى من خلال الجلد، والذى يستخدم التيارات الكهربائية للمساعدة فى تخفيف ألم العصب.
- أظهرت دراسة حالة عن امرأة شحصت بالاكتئاب أن العلاج الدوائى خفض أعراض المرض مثل مضادات الاكتئاب وبعض الطرق النفسية جانبا لجنب، مثل العلاج السلوكى المعرفى الذى يعمل على السيطرة على المشاعر السلبية وردود الفعل الخاصة بالشخص.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة