حلف الأطلسى يدرس بدء مهمة تدريب أكبر فى العراق تحت ضغط ترامب

الأربعاء، 07 فبراير 2018 02:44 م
حلف الأطلسى يدرس بدء مهمة تدريب أكبر فى العراق تحت ضغط ترامب ترامب - أرشيفية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تجدد ضغوطها على شركائها الأوروبيين فى حلف شمال الأطلسى لبدء مهمة طويلة الأجل فى العراق للتدريب وتقديم المشورة لتفتح من جديد قضية خلافية فى التحالف المتوجس بعد أن مضت عشر سنوات على مهمة فى أفغانستان.

وقال خمسة دبلوماسيين كبار فى حلف شمال الأطلسى إن وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس بعث برسالة إلى مقر الحلف فى يناير تدعو إلى تشكيل بعثة رسمية للحلف فى العراق بقيادة دائمة أو شبه دائمة لتدريب القوات العراقية.

وبعد حرب استمرت نحو ثلاث سنوات مع تنظيم داعش تريد واشنطن ضمان عدم عودة المتشددين للظهور مرة أخرى. ورغم أن للحلف مدربين فى العراق بالفعل فإن عددهم أقل من 20 فردا.

ومن المتوقع أن يبحث وزراء الدفاع بدول الحلف المطلب الأمريكى فى بروكسل الأسبوع المقبل ومن المحتمل أن يصدر قرار فى هذا الشأن فى قمة تعقد فى يوليو تموز.

وقال الدبلوماسيون إن ماتيس ترك فى رسالته الكثير من التفاصيل مفتوحة لكنه أشار إلى تطوير الأكاديميات العسكرية وعقيدة عسكرية لوزارة الدفاع العراقية.

ومن الأفكار الأخرى التى استند إليها الدبلوماسيون إدراج التدريب على التخلص من القنابل وصيانة المركبات التى ترجع إلى العهد السوفيتى وكذلك التدريب الطبى.

وقال دبلوماسى كبير فى الحلف مشترطا إخفاء هويته "الولايات المتحدة تضغط بشدة من أجل دور لحلف شمال الأطلسى فى العراق، ليس دورا قتاليا بل مهمة طويلة الأجل".

وأضاف الدبلوماسى "هذا الأمر يبدو مثيرا للريبة مثل أفغانستان" مشيرا إلى الحرب الدائرة منذ فترة طويلة والتى يمول فيها الحلف القوات الأفغانية ويدربها.

وقال "قلة قليلة من الحلفاء تريد ذلك".

وامتنع جونى مايكل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن مناقشة ما إذا كان ماتيس قد أرسل رسالة للحلف أم لا لكنه قال "الإدارة مستمرة فى البحث عن سبل يمكن من خلالها أن يبذل الحلفاء المزيد للتصدى للتنظيمات الإرهابية" ،وقال مسؤول فى الحلف إن التحالف "يدرس السبل التى يمكن لنا بها أن نعزز جهودنا فى التدريب".

وقال الدبلوماسيون إن رؤساء الأركان فى دول الحلف سيقدمون للوزراء عددا من الخيارات لتأسيس مهمة فى العراق فى حين أن ينس شتولتنبرج الأمين العام للحلف بحث هذه المسألة مع رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى الذى يؤيد الفكرة.

ويمثل الضغط الأمريكى جزءا من مطلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يتجاوز التحالف الغربى مهمته الأساسية المتمثلة فى الدفاع عن أراضى دوله ويساعد فى وقف التشدد .

وكان ترامب وجه تعنيفا للحلفاء فى مايو أيار الماضى فى قمة عقدت فى بروكسل حذر فيها من وقوع مزيد من الهجمات فى أوروبا إذا لم يبذل حلف الأطلسى المزيد لوقف المتشددين. كما أن الرئيس السابق باراك أوباما كان يسعى لدور أكبر للحلف فى الشرق الأوسط.

وأثار المسؤولون الأمريكيون حينذاك إمكانية أن يتولى الحلف إدارة التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية مثلما فعل الحلف فى المهمة التى قادتها واشنطن فى أفغانستان عام 2003.

وترى الولايات المتحدة أن خبرة الحلف الطويلة فى أفغانستان تجعله فى وضع مثالى لتأهيل القوات العراقية بعد استعادة الأراضى التى سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وللولايات المتحدة أكثر من 5000 جندى فى العراق.

غير أن الحلفاء الأوروبيين يخشون الانجراف إلى مهمة خارجية أخرى مفتوحة باهظة الكلفة لا تحظى بتأييد شعبى فى الداخل وتنطوى على مخاطر.

وفى لفتة موجهة إلى ترامب وافق الحلف المؤلف من 29 دولة العام الماضى على الانضمام للتحالف. ومع ذلك فقد أصرت فرنسا وألمانيا على أن القرار رمزى فى الأساس.

لم تتطرق المناقشات إلى حجم أى مهمة يحتمل أن يقرها الحلف غير أن الدبلوماسيين قالوا إن من الضرورى أن تكون هذه القوة أكبر كثيرا من الفريق الحالى لتهدئة ترامب، وربما تشمل المهمة مراكز تدريب إقليمية خارج بغداد.

وقال دبلوماسى ثان "هذا مجال يمكننا أن نبرهن على أهميته" مشيرا إلى أن الحلفاء يدركون جيدا الانتقادات التى أثارها ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016 أن الحلف "عتيق" لأنه لا يبذل جهدا أكبر للتصدى للمتشددين.

ومن شأن تنفيذ مهمة رسمية للحلف زيادة التمويل وتجميع القوات وترتيب وضع يسمح ببقائها فى الميدان لفترة أطول، ومن المشاكل الصعبة ما إذا كان المدربون العسكريون سيحتاجون حماية ومن سيوفرها لهم.

كما قال الدبلوماسيون إن العراق سيحتاج إلى تقديم طلب رسمى لاستقدام مهمة الحلف. وسيتوقف هذا الأمر على الأرجح على فوز العبادى بفترة جديدة فى الانتخابات التى تجرى فى مايو أيار إذ أن مرشحين منافسين تدعمهم إيران يعادون فكرة بقاء القوات الأمريكية فى البلاد.

غير أن الدبلوماسيين قالوا إن الضغوط أكبر لأن حلف شمال الأطلسى لم يتمكن حتى الآن من متابعة طلب مماثل للتدريب وتقديم المشورة من الحكومة الليبية التى تدعمها الأمم المتحدة فى طرابلس لأن فصائل متنافسة ما زالت تسيطر على ليبيا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة