قال السفير الهندى، سانجاى باتاتشاريا، إننا نهتم دائمًا بأن تكون علاقتنا مع مصر علاقة معاصرة على كل المستويات، ولهذا فإن ترجمة رواية "أجنحة الفراشة" تمثل لنا العلاقة والاتصال الوثيق بين الثقافتين المصرية والهندية.
جاء ذلك خلال احتفالية إطلاق الترجمة الأوردية لرواية "أجنحة الفراشة" للكاتب المصرى الكبير محمد سلماوى، مساء اليوم، الإثنين، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الـ49، بحضور محمد سلماوى، والسفير الهندى سانجاى باتاتشاريا، والمترجم الهندى الدكتور محمد قطب الدين، الذى حضر من الهند للمشاركة فى إطلاق ترجمة الرواية، والدكتور أحمد القاضى أستاذ اللغات والأدب والمستشار الثقافى السابق فى نيودلهى.
وأضاف سفير الهند: إنه من المهم لنا أن نظل ملتزمين بالكتب الورقية وما لها من تقاليد وتراث في زمن ينصرف فيه العديد عن الكتاب الورقي والتوجه إلى المحتوى الرقمي، مشيرًا إلى أنه في شبابه كانوا يحصلون على الكتاب كهدية عيد الميلاد إلى القدر الذي أصبح فيه عدد الكتب المقتناة يمثل عمر الواحد منا وكان يقال لنا إن الكتب هى الكنز الحقيقي.
وأشار الكاتب الكبير محمد سلماوى، إلى أن مترجم الرواية أبلغه قبيل الندوة بأن رواية "أجنحة الفراشة" سوف تتم ترجمتها إلى اللغة الهندية.
وفى بداية حديثه، أوضح الدكتور أحمد القاضى، أنه لا يوجد فرق بين اللغة الأوردية واللغة الهندية، عدا الخط الذى تكتب به اللغتين، فهما وجهان لعملة واحدة، فالهند ترعى اللغة الأوردية بجانب 21 لغة أخرى، فالهند بلد كبير به لغات عديدة، وثقافات عديدة، إضافة إلى احتضانها العديد من الأديان، ما يدل على عالميتها.
وأشار "القاضى" إلى أنه لدينا فى مصر ما يقرب من 5 أقسام تدرس اللغة الأوردية، تحت مسمى اللغات الشرقية فى جامعات مصر، وهو اهتمام يظهر إلى أى مدى تهتم مصر بتبنى جميع اللغات، أما عن الترجمة فإن برنامج الماجستير والدكتوراه لطلاب اللغة الأوردية لابد أن يحتوى على ترجمة لبعض الكتب الأدبية، وبعض هذه الكتب صدرت عن المركز القومى للترجمة.
كما أشار أحمد القاضى إلى أنه سبق وأن اقترح على الكاتب الصحفى حلمى النمنم، حينما كان وزيرًا للثقافة، أن يكون هناك متخصصون فى اللغات الهندية يقومون باختيار أعمال تترجم إلى اللغة العربية، سواءً فى هيئة الكتاب، أو المركز القومى للترجمة، مضيفًا: فعندما توليت منصب مستشار ثقافى لمصر، حرصت على تصدير الفكر المصرى للهند، وكان على رأسهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ومحمد سلماوى، وجمال الغيطانى، وصلاح عبد الصبور، ولطيفة الزيات، وفى اليوم العالمى للغة العربية، فى 2015، أطلقنا ترجمة رواية "القاهرة الجديدة" للكاتب نجيب محفوظ.
وأضاف "القاضى": إن ما أتمناه من هيئة الكتاب فى عملية نقل الفكر المصرى إلى الهند، هو أن تقوم بإرسال الكتب التى تشارك بها فى معرض الهند الدولى للكتاب، إلى الجامعات الهند، وكذلك أوصى سفير الهند، بأن يتم العكس، بأن ترسل الكتب الهندية التى تشارك بها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، إلى أقسام اللغات الشرقية، ليقوم الطلاب فى الجامعات لدينا بترجمتها ودراستها.
وقال الدكتور محمد قطب الدين، مترجم رواية "أجنحة الفراشة" إلى اللغة الأوردية، إن الترجمة من العربية إلى اللغة الأوردية يتبين لنا أن الآداب الأوردية ارتفع شأنها نتيجة تأثرها بالترجمات عن اللغة العربية، مشيرًا إلى عدد الأعمال الأدبية التى تم ترجمتها من اللغة العربية إلى اللغات الهندية، معددًا خلال كلمته أسماء هذه الكتب الأدبية التى تتنوع ما بين الرواية والقصص القصيرة والشعر، والسير الذاتية، مؤكدًا على أنه لا تزال حركة ترجمة الأدب العربى إلى اللغة الأوردية نابضًا بالحياة فى الهند.
واجهت مشاكل خلال ترجمة رواية "أجنحة الفراشة" وسهلها على أحمد القاضى، فالمشاكل التى أواجهها لا يواجهها المترجمون فى الهند خاصة إذا ما كان الكاتب غير موجودًا على قيد الحياة، فيقفون أمام جملة لا يفهمون معناها، إلا أن أحمد القاضى ساعدنى فى ذلك.
ومن بين المشاكل التى يواجهها المترجمون فى الهند، هو عدم وجود قاموس من اللغة العربية إلى اللغة الأوردية، أما المشكلة الثانية، فهى الكلمات العامية الدارجة فى الروايات أو الآداب العربية، وهو ما يخلق مشاكل لغير الناطقين باللغة العربية، كما يصعب أيضًا الوصول إلى أماكن جغرافية تذكر الأعمال الأدبية، مثل ميدان التحرير، حينما قرأته فى رواية "أجنحة الفراشة" ظننته يشبه ميدانا آخر لدينا، ولهذا فلابد أن يكون هناك دليل جغرافي يساعد المترجمين للوصول ومعرفة الأماكن التى يذكرها الكتاب.
وقال الكاتب محمد سلماوى، إن هذا الكم الكبير من الترجمات التى تمت من اللغة العربية، إلى الأوردية، يظهر لنا هذا الجهد الكبير المبذول من المترجمين فى ظل غياب القاموس العربى إلى الأوردية، ثم اكتشفنا أنه ليس هناك قاموس من اللغة العامية على الرغم من أن 90% من المسرح المصرى كتب باللغة العامية، فيما عدا المسرح الشعرى، وهو ما يجعلنا نبدى تقديرنا على الجهد الكبير فى التعامل مع هذه المشاكل.
ووجه محمد سلماوى سؤالاً إلى مترجم الرواية، والقاضى حول الصعوبة الشديدة فى إيجاد أى رواية مترجمة من اللغة العربية إلى الأوردية، وهل هذه الترجمات تتم فى إطار العمل الأكاديمى فقط؟، وإذا كان، فهل التقصير من التوزيع، وعدم لفت انتباه القراء إليها؟.
فقال أحمد القاضى، إن السبب الرئيسى هو أنها حبيسة الأدراج، نظرًا لرفض دور النشر لطباعة الترجمات الأوردية عن اللغة العربية، فهى أهم عقبة أمام الباحثين، ولهذا توجهت إلى هيئة الكتاب، والمركز القومى للترجمة لاختيار عدد من هذه الأعمال لنشرها، والعمل على نشرها فى الهند.
ومن جانبه توجه محمد سلماوى بتوصية إلى هيئة كتاب، بإنشاء سلسلة تحيط القارئ بآداب القريبة منا، ولا نعرف آدابها إلا حينما تنشر هذه الآداب إلى اللغات الأوروبية، مؤكدًا أنه لا يستطيع أحد تنفيذ هذه التوصية إلا هيئة الكتاب التى تسعى دومًا لإفادة القارئ ولا تسعى للربح.
وقال الدكتور محمد قطب الدين موجهًا حديثه إلى "سلماوى": لو كانت السفارات العربية فى الهند اهتمت بالترويج إلى الآداب العربية لأصبح الوضع الآن مختلفا، ففى الحقيقة نحن مشتاقون للتعرف على آدابكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة