حسن مجدى

ديمقراطية السينما الأمريكية

الأحد، 04 فبراير 2018 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنا واحد من الملايين المهووسين بالسينما الأمريكية، تلك الروائع التى يقدمها لنا صفوة من العباقرة فى هوليوود كل يوم، ولكن إلى جوار ذلك الإبداع والأفكار والفن، توجد رسائل لا تتغير فى تلك السينما، وحدود لا يمكن عبورها لأى شخص، ولم نجد فيلما واحدا يتجاوزها.

فى السينما الأمريكية يمكن أن تسمح الديمقراطية والحرية بمشاهد التعرى والقبلات وحتى الشذوذ، ولكن لم نر فى فيلم أمريكى واحد ما يحمل إهانة للجيش الأمريكى، ولو لمرة واحدة، وإن تصادف ووجد ضابط فاسد، فيجب أن يقدم الفيلم بجواره المئات من الضباط الصالحين الذين يهزمونه فى النهاية ويقصونه من الجيش الأمريكى العظيم، من المستحيل أن نجد الرئيس الأمريكى فى صورة غير صورة البطل الهمام المستعد للتضحية بحياته من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة.

أين الديمقراطية فى السينما الأمريكية التى يمكن أن تسمح بفيلم يهين الجيش الأمريكى الذى ضحى بحياة الآلاف من أبنائه وارتكب آلاف المجازر فى العراق ليحصل بوش على النفط؟، أين الديمقراطية الأمريكية من فيلم ساخر عن بوش نفسه؟.

دعنى أقول لك إن الديمقراطية الأمريكية لا تقف فقط عند عدم السماح بإنتاج فيلم يسيئ لمؤسسات الدولة سواء جيش أو رئيس أو حتى شرطة، فنموذج ضابط الشرطة الفاسد فى أى فيلم أمريكى مثله مثل ضابط الجيش لا يمكن أن يتحدث عن مؤسسة فاسدة، فبجوار هذا الضابط الفاسد يجب أن يظهر عشرات الضباط المخلصين الذين يواجهونه، ولكنها تتخطى ذلك لإنتاج أفلام بمليارات الدولارات من أموال دافعى الضرائب لغسل سمعة الجيش الأمريكى فى الحروب على مر التاريخ، بداية من إبادة الهنود الحمر، وصولا إلى تدمير أفغانستان والعراق وغيرهم.

نحن هنا لا نطالب بالقضاء على الديمقراطية فى الفن أسوة بما يحدث فى هوليوود التى أكن لها كل التقدير على المستوى الفنى واستمتع بأعمالها مثل أى مشاهد، ولكننا نقول أننا فى الوقت الذى نبحث فى عن مزيد من الديمقراطية فى بلادنا، لا يجب أن ننجرف لما يقدم لنا من تصورات عن الديمقراطية والحرية، فالحرية فى الولايات المتحدة الأمريكية أن ننتقد عراق صدام لنصل إلى عراق داعش، وأن نهاجم الديكتاتورية فى اليمن لنحطم اليمن ونحولها إلى شبه دولة، وأن نلعن تخلف النظام فى ليبيا لنحصل على نفطهم، ولكن حينما ننتناول الجيش أو الشرطة أو حتى الرئيس الأمريكى فيجب أن نقدمه فى صورة البطل الذى يحارب بجواره "كابتن أمريكا" ويقف بجواره المتحولون فى الحرب العالمية الثانية إلى آخر مظاهر التمجيد رغم أن ما فعله النظام الأمريكى فى العالم هو أكثر ما جلب الخراب لهذا العالم لصالح حفنة من المنتفعين فى وول ستريت والمناصب العليا الأمريكية.

نحن هنا لا نتحدث لصالح نظام ولا أحاول إقناعك بالقبول بأقل من ما تستحقه مصر من نظام ديمقراطى، ولكنه محاولة للتنبيه أن نبحث عن ديمقراطية لا تهدم بلادنا، ديمقراطية لمصلحتنا شعبا ودولة وليست لصالح من يعترفون بالعداء لنا ولبلادنا.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

ديمقراطية حمدين وماكين التى تعتمد على بيانات مضللة وكاذبة للنيل من استقرار مصر !!

هل يصلح حمدين او اى من المساكين حوله لان يترشحوا لرئاسة مصر ؟ الاجابة بسيطة بالطبع لا لا لسبب بسيط انه لم ينجخ احد منهم في تكوين حزب شعبى يلتف حول برنامجه الكثيرون  فهناك فارق بين الاستقواء بالخارج لارضاء الصهيونى ماكين وامثاله الحاقدون على مصر وبين النزول الى الشارع والاستقواء بالشعب ولكن للاسف لا يستطيع احد من هؤلاء ان ينزل الى الشارع خوفا من مواجهة رد فعل غاضب من الجماهير لانهم جعجعة على الفاضى ولم يقدموا اى حلول واقعية لمشاكلنا من خلال احزابهم السياسية الخربانة !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة