أحمد عبد المعطى حجازى: الشعر لغة الإنسان الأولى.. القاهرة أصبحت مدينة بلا قلب ولا عقل والخرافات تتسيد.. لفظ النكسة اختراع هيكل.. النص على أن الشريعة الإسلامية أصل التشريع "خطأ".. وندمت على هجاء العقاد

الأحد، 04 فبراير 2018 08:28 م
أحمد عبد المعطى حجازى: الشعر لغة الإنسان الأولى.. القاهرة أصبحت مدينة بلا قلب ولا عقل والخرافات تتسيد.. لفظ النكسة اختراع هيكل.. النص على أن الشريعة الإسلامية أصل التشريع "خطأ".. وندمت على هجاء العقاد جانب من اللقاء الفكرى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى: "إن الشعر هو اللغة الأولى للإنسان، وذلك لأنها تخاطب كل الحواس وتثير العاطفة وتملأ الوجدان وتحتوى العقل، كما أن الشعر هو اللغة الكاملة قبل أن تتعدد إلى فنون أخرى، فاللغة قبل أن تبقى فلسفة كانت شعرا، والشعر هو اللغة المجازية قبل التجريد والتصوير، مثلما الحال فى لغة أهل الريف التى لا تزال تتميز بكثرة الصور والتجسيد".

 
WhatsApp Image 2018-02-04 at 6.29.31 PM
 

وأضاف "حجازى"، خلال لقائه الفكرى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن الفنون الأخرى تتميز بالإيقاع، وما يميز الشعر عن الكتابات الأخرى أن إيقاعاته منتظمه، موضحا أن اللغة قبل أن تكتب هى أصوات، وعلينا أن نفخر كمصريين بأننا عرفنا الكتابة قبل كل الأمم.

 

وأوضح عبد المعطى حجازى أن الثقافة إنسانية وليست معزولة عن الآخرين، وهى فى جوهرها حوار بين الناس، مستشهدا بتجربة رفاعة الطهطاوى، عندما طلب منه معلمه حسن العطار أن يهتم بالثقافة الفرنسية.

 

وقال أحمد عبد المعطى حجازى إنه عندما جاء إلى القاهرة عام ١٩٥٥ كانت وقتها بلا قلب، أما الآن فأصبحت بلا عقل أيضا، وذلك بعدما انتشرت الخرافات وأصبحت الثقافة الموجودة معادية لحقوق الإنسان، وللفكر، والعلم، وللدولة الوطنية.

 
WhatsApp Image 2018-02-04 at 6.29.32 PM (1)
 
 

وتابع "حجازى": "يجب على المثقف أن يكون مستقلا وحرا وأن يكون له الحق فى التعبير، وأن يقول رأيه فى الدولة، وأن تحفظ له السلطة الحق فى ذلك".

 

وأشار عبد المعطى حجازى إلى أن ما حدث عام ١٩٦٧ كان هزيمة وليس نكسة، وهذه الكلمة اخترعها محمد حسنين هيكل ليدارى بها الهزيمة، وذلك كون معناها أن تتقدم ثم ترتد، وأن الهزيمة كانت بسبب ما حدث فى الخمسينيات والستينيات، حيث قضت سلبيات تلك الفترة على كل الإيجابيات، مثل إيقاف العمل بالدستور والاستيلاء على أجهزة الإعلام كلها، وبالتالى أصبح كل شىء يحدث فى السر، وأن تأثير مع حدث فى ٦٧ بسبب ما حدث بعد 1952.

 

وتابع "حجازى": أتذكر، الآن، كلا من نجيب سرور ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور، وما حدث معهم، حيث عانى هؤلاء فى حياتهم، كما عانى من كان قبلهم، فمن يتحدث حاليا عن لطفى السيد وطه حسين وسلامة موسى ولويس عوض ينبغى أن تكون لدينا شجاعة الاسترجاع للتاريخ وقدرة المواجهة الحقيقة، وأن يكف عن التصفيق والامتثال وأن نشارك بناء عن معرفة حقيقية".

 

وقال عبد المعطى حجازى إنه على الأجيال الجديدة الاستفادة من الأجيال السابقة، لأن الثقافة تراكمية ومعرفة الأجيال متوالية. وتابع "حجازى": "الحوار الذى دار بينى وبين العقاد كان قاسيا وحادا ووصل إلى أن هدد العقاد بالاستقالة من المجلس الأعلى للفنون إذا شارك الشباب فى المهرجان الأدبى للشعر فى دمشق، حتى أن يوسف السباعى ترجاهم بألا يشاركوا فى المهرجان، ولهذا السبب استقال العقاد من المجلس، بسبب دفاعه عن الشعر التقليدى"، وأوضح حجازى أنه ندم على قصيدة الهجاء التى كتبها فى العقاد لكى يثبت له أنه يستطيع أن يكتب شعرا تقليديا.

 
WhatsApp Image 2018-02-04 at 6.29.33 PM (2)
 

وأضاف حجازى: "فى الحقيقة لم أصل إلى ما وصل إليه العقاد، فعندما كنت رئيس تحرير مجلة إبداع لم أمنع أى شاعر يكتب النثر من النشر، مع أننى أرى قصيدة النثر شعرا ناقصا، والشعر بدون وزن ليس شعرا كاملا، وكما أن لشعراء النثر الحق فى أن يخرجوا عن قواعد الشعر التقليدية فأنا لى كامل الحق فى انتقادهم".

 

وتابع "حجازى": "أنا لن أتحدث عن ثروات الخليج، فالثروات الحقيقة فى مصر رغم أننا لم نستغلها ونستثمرها بعد، مثل الصحراء الواسعة، والصناعات الوطنية التى يجب أن نهتم بها، مثلما فعل الصينيون، فينبغى أن تنهض الصناعة المصرية، وقبل كل شى لا بد أن تنهض الثقافة المصرية لأنها أساس كل شىء"، مشيرا إلى أن الثقافة تنهض بالحرية والنهضة العلمية، وبأعمال المفكرين الكبار، مثل على مبارك ومحمد عبده وقاسم أمين، ولا بد من إحياء هذا الفكر مثلما طالب توفيق الحكيم فى كتابه "عودة الروح".

 

وفسر حجازى ذلك بأن الظلاميين يريدون أن يعودوا بنا إلى ثقافة القرن التاسع عشر، وأعتقد أنهم نجحوا لأن ثقافتهم هى السائدة، ومواجهتهم ليست بالشرطة فقط، بل بالثقافة أيضا، وذلك حتى ننقى ثقافتنا من الأوبئة والأمراض، لما لنا من تاريخ كبير كمصريين، فلا بد من التعلم من أخطائنا كما علمنا مسبقا غيرنا.

 

وتابع "حجازى" أن كلمة علمانية تتجسد مع القول "أنتم أعلم بشئون دنياكم" وهى تهدف لكف رجال الدين عن التدخل فى حياة العامة، وأن نحدد ما نختاره فى حياتنا، وهى ليست الكفر ولا الإلحاد كما يدعى الكاذبون الأفاقون، وأن نص الدستور بأن الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع أو الأساسى هى خطأ، وهى ما منحت الفرصة للإخوان وسببت هذه الفوضى ونحن ندفع حتى الآن ثمن المساومة التى حدثت بين السادات والإخوان.

 

واختتم حجازى كلامه بأنه يدين لتجربة المعيشة فى باريس بالكثير، لأنه ساعدته على مراجعة نفسه ومواقفه السابقة، إضافة إلى أنه تلقى من الثقافة هناك ما لم يتلقاه فى مصر، فنحن ندين فى مصر لمن تأثروا بهذه الثقافة مثل محمد عبده وقاسم أمين وطه حسين وتوفيق الحكيم ودرية شفيق.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي نبيل

مرحبا بتاريخنا الثقافي

الانسانية عطاء متواصل على مر العصور والثقافات والالسنة-- لاشك في ذلك- وكل مثقف يعلمه ويحترمه -- وعلى كل المثقفين توعية المتعلمين ثم البسطاء بهذه الحقيقة -- أما مايحدث من تضارب في الاراء الدينية فهو ايضا يحتاج الى توعية المثقفين من رجال الدين لا المتعلمين منهم فقط -- اما ان الشريعة هي اصل التشريع فمعناه ان يكون القانون متمشيا مع الدين الاسلامي في جوهره - وهذا  لايعني تقييد مناشط الحياة أو الفكر أو البحث العلمي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة