تنطلق يوم الأحد المقبل فاعليات المؤتمر الدولى الأول الإمام جلال الدين السيوطى.. ملتقى العلوم الشرعية والعربية "بكلية البنات الإسلامية بفرع جامعة الأزهر بأسيوط، والذى يستمر على مدار يومين، بحضور الدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر والدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء كليات الجامعة، وباحثين من 12 دولة.
وأكد الدكتور صلاح رمضان المتحدث الإعلامى بالمؤتمر فى بيان له اليوم، إن هذا المؤتمر يهدف إلى الدفاع عن التراث الإسلامى الصحيح، والرد على الهجمات المشبوهة التى تحاول النيل من تراثنا العربى والإسلامى بأكاذيب مغلوطة ومشوهة، ويكشف الضوء عن أحد أهم أعلام وعلماء أسيوط ومصر فى القرن العاشر الهجرى، وهو الإمام (جلال الدين السيوطى ت 911ه،) فضلا عن موسوعية هذا العالم الجليل، وتنوع جهوده فى فروع العلوم الشرعية والعربية والتاريخية، وغيرها من أنواع العلم، ولهذا فإنه يحظى بزخم كبير وحرص واسع من الباحثين للمشاركة فى هذا المؤتمر.
وأضاف "رمضان" إن المؤتمر يهدف إلى إظهار مدى ترابط العلوم الشرعية والعربية فى تراث واحد، حيث ولدت كلها فى رحاب القرآن الكريم والسنة المطهرة، ضبطاً، وفهماً، واستنباطاً، ونمت وإزدهرت ونضجت على أيدى علماء هذين الأصلين العظيمين، وتمثل هذا فى عقل وقلب الإمام جلال الدين السيوطى، وتراثه المطبوع والمخطوط والمفقود، بما يعد شاهداً على هذه الحقيقة المغيبة عن كثير من العقول، ويكشف ويرسيخ أصالة هذه العلوم لدى إمام قد تلاقت لديه فى تفاعل علمى عجيب، فعلوم الحديث عند السيوطى تشمل "علم أصول النحو، وعلوم البلاغة عنده أثْرتـ علم التفسير، وعلوم اللغة" مما أسس عليه أصول الفقه، وعلوم القرآن ، وبنيت علوم الإعجاز على أساس علمى العقيدة والنقد الأدبى، والتحذير من كتابات العابثين من المحدثين الطاعنين فى بعض علوم القرآن الكريم، واللغة، وأصول الفقه تحت لافتات مشبوهة تدعى قراءات حديثة أو معاصرة، إذ إن هذه العلوم كلها موسوعة واحدة، مترابطة، ومبنى بعضها على بعض، فالطعن فى رواة الحديث وكتبه تمهيد للطعن فى حُجية السنة فى التشريع والفقه، والطعن فى العربية وعلومها تمهيد للطعن فى القرآن الكريم وأحكامه … وهكذا.
وسيناقش المؤتمر إشكاليات أشاعت فى الأوساط العلمية والثقافية، أكاذيب تروج لها مؤسسات مشبوهة فى الداخل والخارج، ترمى التراث العلمى الإسلامى ورجاله بالسطحية، والجمود، والعقم، والظلامية، لاسيما فى القرون الخمسة السابقة على الحملة الفرنسية 1798-1801م ، وقد خُدع بأكاذيبهم كثير من عامة المثقفين العرب والمسلمين، وتكاد ترسُخ فى عقولهم مثل هذه الافتراءات لكثرة ترددها بمراكز الثقافة، وأجهزة الإعلام ، بل دخل غير قليل منها مقررات الدراسة فى مراحل التعليم المختلفة.
فكانت فكرة هذا المؤتمر عن شخصية عاشت تلك القرون تقريباً، متمثلة فى الإمام جلال الدين السيوطى (ت911هـ)، حيث تألق نجمه فى منتصف هذه الحقبة بعقليته الواعية الجامعة، واجتهاده السديد الموفق، ومشاركاته المجتمعية الحية، ومؤلفاته الموسوعية المتخصصة، ورسائله الصغيرة الدقيقة التى تعالج أحداثاً جزئية خاصة فى مجتمعه الصغير أو الكبير .
وأضاف أن محاور المؤتمر هى جهود الإمام السيوطى فى الفقه، وأصوله والتفسير، وعلوم القرآن، والحديث، وعلومه وشروحه، وأصول الدين والتصوف، والنحو وأصوله، وفقه اللغة ومعاجمها والبلاغة والإعجاز، والدراسات الأدبية والنقدية، والتاريخ والسير، وبيان مدى ترابط العلوم الشرعية والعربية، وإثراء بعضها بعضاً .
ويشارك فى المؤتمر باحثين من دول "مصر، الجزائر، الأردن، السعودية، السودان، العراق ، ليبيا ، المغرب ، الإمارات ، باكستان ، نيجيريا ، الهند ، كازاخستان، فلسطين، لبنان، ماليزيا ، اليمن ،أندو نسيا"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة