قضى عمره المهنى كله رجلًا حقيقيًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان بشهادة كل من خدم معهم من رؤساء ومرؤوسين، وهو ما جعله والحمد لله محبوبًا للغاية منهم جميعًا طوال سنوات عمره الوظيفية التى تقترب من الثلاثين عامًا، ولمَ ولا وهو من كان حريصًا طوال الوقت على التحلى بأقصى درجات النبل والشهامة والخلق الرفيع فى تعامله مع الجميع، هذا فضلًا عن حرصه الشديد على تطبيق أعلى معايير الإتقان والإبداع فى كل عمل أسند إليه، وهوماجعل كل من تتلمذ على يديه يتبوأ أعلى المناصب والدرجات، ولقد تعرض لظلم شديد ثلاث مرات أثناء مسيرته المهنية الناجحة بدرجة كبيرة ومؤثرة، ولكنه كان يتجاوز ذلك فى كل مرة بإيمانه العميق بقدرة الله جل وعلا، وبصبره الشديد على المكاره فكان يعود فى كل مرة أقوى مما كان بكثير، وكان الله يكافئه على ذلك بدرجة تفوق الوصف، وكيف لا وهو أكرم الكرمين، وأرحم الراحمين.
ولأنه لا يجيد أساليب التزلف والنفاق وحمل المباخر لأنه تتلمذ على أيدى من علموه منذ صغره أهمية أن يحرص طوال حياته أن يحيا رجلًا أبيًا وشجاعًا ولا يخشى فى الحق لومة لائم، فقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يبتليه طوال عام كامل حتى الآن بمسخ بشرى متسلق ومكروه من جميع من حوله ولكنه للأسف شاءت الظروف أن يكون فى موقع سلطة يشهد الله أنه لا يستحقه على الإطلاق، ويحاول من خلاله بكل ما أوتى من نفس مريضة وقلب أسود وحقد دفين أن يهدم له ولأسرته الفاضلة كل عمل يوفقه الله إليهم بكدهم وتعبهم، ولما استشارنى ماذا يفعل، قلت له: نصيحتى الخالصة لك.. ارفع يديك إلى السماء وقل: يارب.. لقد جاوز الظالمون المدى، وسترى نصر الله العزيز المؤزر لك ولأسرتك من فوق سبع سماوات عما قريب بإذنه تعالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة