أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

قصة الكاتب الأمريكى الذى فضح العلاقات الشاذة بين تل أبيب وواشنطن

الإثنين، 26 فبراير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، حيث يعتبر كتاب جورج بول، الدبلوماسى السابق بالخارجية الأمريكية، الصادر عام 1992 بعنوان «الارتباط العاطفى: التورط الأمريكى مع إسرائيل»، وما يحمله من وثائق وروايات لشخصيات شاركت فى صناعة القرار الأمريكى، مرآة حقيقية لطبيعة العلاقات بين واشنطن والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
 
ولفت الكتاب إلى أن الرئيس الأمريكى الراحل جون كيندى جاء إلى السلطة بتعهد قطعه على نفسه بتأييد حق تقرير المصير الفلسطينى والعمل على حل مشكلة اللاجئين. وكتب رئيس وزراء إسرائيل ديفيد بن غوريون إلى زعماء اليهود الأمريكيين «إسرائيل ستعتبر هذه الخطة تهديداً لوجودها يفوق فى خطورته كل التهديدات التى صدرت عن الرؤساء والملوك العرب»، وفى نهاية الأمر نجح الإسرائيليون وأصدقاؤهم فى الضغط على كيندى وتغيير موقفه، والتأكيد على أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل إذا ما تعرضت لهجوم».
 
تقارير مراكز الأبحاث الأمريكية تشير إلى أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل منذ عام 1948 دعما دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا، بلغ حتى الآن ما يزيد على 100 مليار، فى إطار المنطق الاستراتيجى للعلاقات بين الجانبين وما تمثله من توازن سياسى وعسكرى فى المنطقة العربية وفق رؤية واشنطن، وهذا ما يفسر استمرار المشاورات وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن عدد من الملفات الأمنية والسياسية فى المنطقة، فضلا عن استمرار جهود الارتقاء بالتعاون العسكرى التقنى وتنسيق العمليات المختلفة.
 
تمثل الولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة لإسرائيل الحليف الاستراتيجى الذى يساندها فى تحقيق مصالحها، وتمثل تل أبيب بالنسبة لواشنطن أهم ركيزة من ركائز الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وتأمين مصالحها. ومن هنا فإنه من الصعب مجرد التصور بفك الارتباط بين الجانبين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، خاصة أن العلاقات مع الدول العربية لم تتأثر مع انتشار القواعد العسكرية الأمريكية فى أغلب دول المنطقة.
 
وفى السنوات الماضية خرج علينا الكاتب السياسى ستيفن هادلى بورقة تحت عنوان «إسرائيل وأمريكا ومنطقة الشرق الأوسط الهائجة»، ونشر هذا البحث مترجما فى المرصد السياسى وكشف فيه مزيدا من الأسرار التى لم تكن معروفة قبل عده سنوات وأغلب تلك الأحداث كانت فى 2014 وأثرت بالسلب حتى الآن، لأنها كشفت النقاب عن العلاقات بين إسرائيل وأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط.
فى 2014، خاطب مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق ستيفن هادلى منتدى سياسى فى معهد واشنطن، وذلك فى أعقاب مشاركته فى المؤتمر السنوى لـ«معهد دراسات الأمن القومى» فى تل أبيب و«مؤتمر الأمن فى ميونيخ». وقد شاركه فى المنتدى المدير التنفيذى لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف والمستشار فى المعهد دينيس روس، وفيما يلى ملخص المقرر لملاحظات السيد هادلى، وقد نُشرت ملاحظات السيدان ساتلوف وروس فى المرصد السياسى 2204، والمرصد السياسى 2207 على التوالى.
 
الإسرائيليون هم أقل اضطراباً من التهديد الاستراتيجى الذى يواجه سوريا وأكثر قلقاً من التدخلات التكتيكية الرامية إلى إرساء الاستقرار على جبهة الجولان والتعامل مع المخاطر التى يشكلها «حزب الله»، وفى حين يشعر الإسرائيليون بالتهديد الناشئ من اقتراب تنظيم «القاعدة» والجماعات الأصولية السنية من حدودهم بسبب الأزمة السورية، إلا أنهم لا يعتبرون أن هذه المنظمات تمثل المشكلة الأكثر إلحاحاً، وما زالوا ينظرون إلى إيران بأنها تشكل التهديد الأكثر خطورة كما يظلون منشغلين فى المناقشات الداخلية بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين.
 
تشير الملاحظات الأخيرة من المنطقة إلى أن أقلية من الإسرائيليين يتمنون لو لم تشرع الولايات المتحدة مطلقاً فى المفاوضات مع إيران، رغم أنهم لا يقترحون سياسة بديلة. ومع ذلك، هناك مخاوف أوسع انتشاراً بشأن صياغة شروط مواتية لاتفاق شامل من خلال الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل تبنى موقف صارم فى المفاوضات، وعلى وجه الخصوص هناك اختلاف حقيقى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ما إذا كان الخط الأحمر المرسوم لإيران يهدف إلى منع امتلاك سلاح نووى أو منع امتلاك قدرات تصنيع الأسلحة النووية، ولا يريد الإسرائيليون أن تكون إيران دولة تقف على العتبة النووية. بيد، أن إيران هى فى الواقع دولة تقف بالفعل على العتبة النووية ويرجح أن تظل كذلك، فقد تم تجاوز هذا الخط.
 
ويشير الكاتب إلى أنه كان من الواضح أن الإيرانيين لن يقبلوا باتفاق لا يتضمن السماح بدرجة من درجات التخصيب. إن التفاصيل بشأن مقدار التخصيب المسموح به والعوائق التى تم إقرارها سوف تحدد كمية الوقت المتبقى حتى يكون باستطاعة الأطراف الخارجية اكتشاف أية محاولة لتجاوز ذلك الاختراق، فضلاً عن الوقت المتاح للرد بشكل كاف على مثل هذه المحاولة. وإذا تؤدى المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق يوفر ضمانات كافية، أى تمديد كبير للوقت المتاح للكشف عن الاختراق الإيرانى، فعندئذ من المرجح أن توافق إسرائيل على برنامج تخصيب محدود للغاية عوضاً عن البديل المتمثل بشن ضربة عسكرية إسرائيلية. «يتبع»..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة