أكرم القصاص - علا الشافعي

دراسة تجيب عن سؤال: لماذا تصاعدت حدة صراعات الغاز فى شرقى المتوسط؟

الأحد، 25 فبراير 2018 11:04 م
دراسة تجيب عن سؤال: لماذا تصاعدت حدة صراعات الغاز فى شرقى المتوسط؟ حقل ظهر
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجابت دراسة حديثة نشرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة عن سؤال مهم يشغل بال المتابعين للاكتشافات الغازية الكبرى فى مياة البحر الأبيض المتوسط، وهو لماذا تصاعدت حدة صراعات الغاز فى شرقى المتوسط؟!

وقالت الدراسة التى أعدتها الباحثة ريم سليم إن اكتشافات الغاز فى منطقة شرقى المتوسط تسببت فى تصاعد حدة التوترات الإقليمية التى تُنذر باحتمالات حدوث مواجهات عسكرية بين الدول المطلة على المتوسط، حيث تسببت الصراعات على تقاسم مناطق الاستكشاف وترسيم الحدود ومسارات أنابيب التصدير والتنافس بين المراكز الإقليمية للطاقة فى تغير خريطة التحالفات الإقليمية.

وأضافت الدراسة أن تلك الاكتشافات الكبرى أدت أيضا إلى تصاعد التحفز العسكرى بين مختلف الأطراف فى المتوسط، وصعود حدة التهديدات الجيوسياسية فى المنطقة، ما قد ينعكس سلبًا على عمليات الاستكشاف إذا ما تسببت التوترات فى عرقلة أنشطة التنقيب والإنتاج أو إعاقة تأسيس مسارات للتصدير للقارة الأوروبية مستقبلًا.

ورأت الدراسة أنه على الرغم من أن أعمال التنقيب والحفر فى هذه المنطقة قد تصاعدت منذ عام 2009، إلا أن النزاع حول هذه الحقول لم يحتدم بشكل واضح إلا خلال هذا العام، وهو ما يرجع إلى عدد من الأسباب التى يتمثل أهمها اكتشافات حقول الغاز بعد أن تزايدت أنشطة التنقيب والحفر فى منطقة شرق البحر المتوسط من قبل شركات الطاقة العالمية.

ولفتت الدراسة إلى أن تقديرات بعض هذه الشركات تشير إلى أن هذه المنطقة تقوم على بحيرة من الغاز تكفى لسد حاجة الأسواق الأوروبية لمدة 30 عامًا، وهو ما تأكد بعد اكتشاف حقل "تمار" من قبل شركة نوبل إنرجى الأمريكية فى عام 2009، الذى يخضع لسيطرة الحكومة الإسرائيلية.

ونوهت الدراسة إلى أنه من أبرز أسباب تصاعد حدة صراعات الغاز فى شرقى المتوسط صعود الدور المصرى، إذ تواجه الدول المنتجة للغاز فى منطقة المتوسط صعوبات تتعلق بكيفية نقل الغاز المنتج إلى الأسواق العالمية، فعلى سبيل المثال قامت إسرائيل بالإعلان فى أبريل 2017 عن إنشائها خط أنابيب بالبحر المتوسط لنقل الغاز الطبيعى إلى أوروبا، حيث يمتد لمسافة طويلة وصولًا إلى قبرص واليونان وربما إيطاليا بتكلفة تصل إلى ستة مليارات يورو، بيد أنه مكلف، وفى تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" تحت عنوان "العداء الجيوسياسى يخيم على آفاق اكتشافات الغاز فى المتوسط" تم طرح مسارات بديلة لنقل الغاز الإسرائيلي، حيث رأى التقرير أن الخيار الأقل تكلفة هو خط بين تركيا وإسرائيل، بيد أن هناك خلافات بين الدولتين، كما أن حالة العداء العربية الإسرائيلية تحول دون مد الأنبوب فى المياه الإقليمية لكل من لبنان وسوريا.

وخلصت إلى أن مصر لا تواجه مثل هذه الصعوبات، حيث تمتلك محطتين للغاز الطبيعى المسال، ويمكن نقل الغاز المصرى بسهولة إلى كل من أوروبا وآسيا عبر قناة السويس، وذلك بحسب التقرير، ويمكن لدول أخرى فى منطقة شرق المتوسط أن تقوم بشحن غازها عبر الموانئ المصرية، ويبدو أن مصر تسعى لاستثمار هذه الفرصة بشكل جيد، حيث صرح "طارق الملا" وزير البترول والثروة المعدنية المصرى فى فبراير 2018 قائلًا: "نسعى لتحويل مصر إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول يكون بمثابة مركز إقليمى استراتيجى للطاقة من خلال إنتاج هذه الطاقة من موارد مصر أو عبر استيرادها من الدول المجاورة لتلبية جانب من احتياجات السوق المحلى حال الاحتياج إليها، وأيضًا للأسواق الرئيسية فى دول أخرى"، وهو ما عبّر عنه تقرير صادر عن البرلمان الأوروبى فى عام 2017: "يبدو أن مصر تمتلك مفتاح مستقبل غاز شرق المتوسط".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة