محمود سعد الدين

أزمة فقر القيادات

الأحد، 25 فبراير 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من بين الجرائم التى لا يتجاهلها التاريخ هى أزمة فقر القيادات وعدم وجود البديل، وتفتيت أى محاولة لإنتاج مدير فى المستقبل، والمدير هنا دلالة على الإدارة، فيمكن أن يكون المدير وزيرا أو نائبا بالبرلمان أو وكيل وزارة أو رئيس حزب أو حتى مدرس كفء فى مدرسة ابتدائية بصعيد مصر.
 
لهذا السبب، لعدم وجود مدير شاطر تحت التجهيز تضيع مئات من الفرص لتحسين العمل وتحسين المنظومة الأكبر فى دولة بحجم مصر، جرب أن تجرى استطلاعا بين عدد من الموظفين الأكفاء أو حتى بين عدد من المدراء التنفيذين لشركات مهمة ستكتشف أن النسبة الأكبر من شطارتهم لم تكن بسبب توجيهات سيادته أو تعليمات حضرته إنما كانت من شطارة الفرد نفسه واجتهاده وعمله على نفسه لشهور طويلة وستجد القاسم المشترك أيضا هو «ثقل دم» سيادة المدير وتفننه فى «إيقاف المراكب السايرة».
 
لهذا السبب، نفتقد البديل فى حياتنا، أو ما يكمن أن تطلق عليه «رقم 2» فى كل مؤسسة، ابتلينا بأن كل مدير يجلس على الكرسى لا يريد أن يتركه، ينام ويصحى من أجله فى المقام الأول، يرفض أى محاولات للإصلاح ويقف حائط صد ضد أى تنبؤات لدى جيل صاعد يحلم بأن يكون مديرا.
 
عانت مصر سنوات طويلة من هذا الحال واكتشفنا واقعنا المؤسف واصطدمنا بالحقيقة بعد ثورة يناير، جرى تفريغ حقيقى لقيادات الدولة ورموزها، تقريبا 4 أو 5 طبقات من المراتب الوظيفية المهمة بالدولة تم إقصاؤها، فكانت المفاجأة أن من أدار ومن جلس على الكرسى فى المصلحة الحكومية أو بالوزارة أو بشركة القطاع العام، هو رجل بلا إمكانيات، يدير بأهل الثقة لا أهل الكفاءة، يعين الأقارب ويبعد كل غريب.
 
كثيرون من النخبة المصرية والشخصيات العامة تناولوا أزمة فقر القيادات دون طرح مشروع حقيقى لإنتاج القيادات والكوادر، لم يمهدوا الطريق أمام شاب فى العشرينات لأن يحلم بأن يكون مدير شركة بعد 30 عاما أو روائيا كبيرا يحصل على نوبل بعد 20 عاما أو رائدا للعمل الأهلى بعد 10 سنوات، أو أن يكون طلعت حرب أو أحمد زويل.
 
بلا شك أن المشروع الرئاسى لتأهيل الشباب هو النواة الحقيقة لإنتاج هذه النوعية من الكوادر التى نحلم بها ونتمناها ونرغب فى انتشارها بكل المؤسسات والمصالح الحكومية، حتى الآن تخرج 3 دفعات من برنامج التأهيل الرئاسى، وجميع المؤشرات تتجه إلى تغير فى الفكر والرؤية بين من يدخل ومن يتخرج، وأظن أن الأمل بإنتاج كوادر ستتزايد فرصه ببدء العمل فى الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب فى مصر، والتى ترفع شعار «التعليم أولا» وتلعب الدور الأكبر فى تكوين شاب مصرى متطلع لكل ما هو جديد ويهتم بحب البلاد ويهدف لأن يكون رقما فى معادلة تاريخها بالمستقبل.
 
خريجو الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب هم النواة الحقيقة للقيادة فى مصر بعد 20 عاما من الآن، منهم سيكون الوزير والمدير والمعلم ورئيس الجمهورية أيضا.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد العزيز

التعليم

يأتي التعليم في المرتبة الأولى عندما نتحدث عن إعداد القيادات و لكي نتحدث عن تصحيح مسار التعليم يجب اختيار القيادة السليمة لتولي ملف التعليم و بالتالي فالأمران متشابكان. أقترح على سيادتكم مناقشة المواصفات الواجب توافرها في القيادة المناسبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة