سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 فبراير 1968.. مظاهرات حاشدة تصل مجلس الأمة وطلاب يجتمعون برئيسه «السادات» ويفسدون محاولة لاندساس الإخوان

السبت، 24 فبراير 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 فبراير 1968.. مظاهرات حاشدة تصل مجلس الأمة وطلاب يجتمعون برئيسه «السادات» ويفسدون محاولة لاندساس الإخوان انور السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحاط المتظاهرون بمجلس الأمة، بعد أن دخلت لجنة تم تشكيلها من طلاب جامعة القاهرة إلى المجلس، لمقابلة رئيسه «أنور السادات» يوم 24 فبراير «مثل هذا اليوم» 1968، حسب تأكيد شعراوى جمعة وزير الداخلية وقتئذ فى مذكراته «شهادة للتاريخ»، إعداد محمد حماد، عن «مركز الأهرام للنشر- القاهرة».
 
خرجت المظاهرات من جامعة القاهرة، اعتراضًا على ضعف الأحكام الصادرة ضد قادة الطيران فى نكسة 5 يونيو 1967 «راجع: ذات يوم..20، 21، 22، 23 فبراير 2018»، وحين وصلت إلى مجلس الأمة كان قوامها نحو 40 ألفا فى تقدير عبدالغفار شكر بكتابه «منظمة الشباب الاشتراكى» «مركز دراسات الوحدة العربية-القاهرة»: «مضيفا: «هناك التقوا بالتظاهرة الطلابية من جامعة عين شمس، ويقودها من أعضاء منظمة الشباب، معتز الحفناوى، هانى الحسينى، عادل بدوى، أحمد الحمدى، فرج فودة».
 
يؤكد «شعراوى» أن الطلاب هتفوا بحل الاتحاد الاشتراكى، وطالبوا بالديمقراطية والحرية، وشعارات كبيرة، ويضيف: «أمرت بحراستها من قوات الشرطة، لأنى لم أكن أتصور أننى سوف أقمع المظاهرة بالقوة»، ويؤكد «وائل عثمان» فى كتابه «أسرار الحركة الطلابية- هندسة القاهرة 1968-1975»: «ظهرت على الفور قوات الأمن، لكنها لم تكن لتستطيع أن توقف زحفنا، فقامت فقط بتنظيم خط سير المسيرة السلمية حتى انتهت عند مجلس الأمة، وطوال الطريق كان التعبير الشعبى رائعا، وخرج الرجال والنساء، الصغار والشيوخ يلوحون بأيديهم ويهتفون تأييدا للطلبة».
 
يذكر «شكر» أن الغضب تصاعد عند الطلاب بعد اصطدامهم بالشرطة وإطلاق الرصاص عليهم، فاتخذت هتافاتهم منحى عدائيا يطالب بإقالة شعراوى جمعة، وهتف البعض بسقوط «الديكتاتورية، غير أن أحمد شرف الطالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وقتئذ، يقدم فى كتابه «براءة سياسية» تفاصيل أوسع للمشهد، مشيرا إلى أن الشعارات طالبت عبدالناصر بالتغيير، لكنها لا تسحب الثقة منه: «مطلب ثورى يا ناصر..تغيير ثورى يا ناصر.. تغيير جذرى يا ناصر» و«الثورى على رأس النظام..والقاعدة آخر تمام»، و«جماهير تسعة وعشرة هم حماة الثورة»، ويرصد من كانوا على النقيض، قائلا «فى شارع منصور أمام واجهة محطة باب اللوق، شهدت شابا ضخم الجثة، قوى الصوت، يهتف بشعر شعبى كله إثارة، تنضح من كل كلماته، أفكار العداء للثورة والاشتراكية، يدعو فقط للحرية، ولكن قدرته التهيجية تبلغ ذروتها عندما يكرر لزمته الشعرية: «ضيعتونا.. ضيعتونا»، ووجدنا مجموعة من ذوى الأبدان الضخمة يتقدمون لرفعه، ويجرون به نحو عربة شرطة «بوكس»، وقذفوا به بداخلها، كان هذا الزميل هو المرحوم فرج فودة المعيد بزراعة عين شمس آنذاك».
 
ويؤكد شرف، أن الطلاب واجهوا محاولات المندسين، وأفسدوا ثلاث محاولات أرادت التخريب. 
 
الأولى، بدأت حين توجه الطلاب من جامعة القاهرة لكلية الفنون التطبيقية لضم طلابها، وفى فناء الكلية اعتلى طالب نافذة، وخطب بنبرات دلت على أنه من الإخوان المسلمين، ومن حوله تصايحت مجموعة قليلة بشعارات تقرن سقوط الديكتاتورية بشعارات دينية، وواجه «شرف» ذلك بالخطابة فسبته هذه المجموعة، وهتفت بسقوط الشيوعية.
 
أما المحاولة الثانية، فكانت فى وجود نفس مجموعة «الفنون التطبيقية» أمام مديرية أمن الجيزة تطالب الجميع بمحاصرة المديرية وإحراقها، وتم مواجهاتها بشعار: «الشرطة ويا الشعب، والجيش ويا الشعب»، «عاشت وحدة القوى الوطنية ضد الرجعية والاستعمار»، ويؤكد «شرف» أن رفاق عرب من اليمن والسودان وإريتريا كانوا مشاركين أخرجوهم من المظاهرة.
 
أما المحاولة الثالثة فكانت فى منتصف كوبرى الجامعة بظهور أشخاص يدفعون عربة يد خشبية يعلوها رجل يرتدى جلبابا صعيديا، ويهتف: «يسقط حكم الدكتاتورية.. يسقط حكم الفرد المطلق»، ويعلق شرف: «أثار هذا الهتاف ضحك الجميع، وخاطبت هذا الشخص، ماذا تريد أن تقول، فرد:«وأنا مالى، همه اللى قالوا لى كده»، وسأله زميل: يعنى أنت ضد عبدالناصر؟ صرخ: يا بوى، أبدا والله، وأخذ يشير على من دفعوه: «يا ولاد الكلب، يا ولاد الرفضى دنتم رجعية»، يؤكد شرف: «انهال الجميع ضربا وتكسيرا على هذه المجموعة».
 
بلغت المظاهرات مجلس الأمة، ودخل ممثلو الطلبة، ويذكر وائل عثمان: «ناقش أنور السادات رئيس المجلس، مطالب ممثلى الطلبة ووعد بدراستها، وبعد تسجيل الأسماء، تنبهوا لما قد يلحق بهم، فكشفوا عن مخاوفهم له فطمأنهم، قائلين: «يا ولادى.. بشرفى لا المخابرات، ولا المباحث العامة ستتعرض لكم»، وأعطاهم رقم تليفونه الخاص فى المجلس للاتصال به فى حال وقوع أى مكروه لهم».
 
يؤكد «شعراوى» أنه بعد لقاء السادات، انصرف معظم المشاركين فى المظاهرة، لكن مجموعة اتجهت إلى ميدان التحرير، وتجمع حولهم مجموعة من مثيرى الشغب، وتخوف أن يحدث حريق للقاهرة بواسطتهم، ويكشف أن الرئيس عبدالناصر كان يتصل به تليفونيا دون تدخل منه، لكنه كان يسأله: «كيف تسير الأمور؟ وخطتك إيه؟»، فيعرض شعراوى مخاوفه، وخطته لتفريق المتواجدين فى الميدان، ووافق عليها، وبدأ التنفيذ، واعتقل طلابا كانوا فى لقاء السادات، مما ترك أثرا كبيرا فى نفسه وحساسية لفترة طويلة.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة