حازم صلاح الدين

كيف نصنع بطلا أوليمبيا؟..(2)

الجمعة، 23 فبراير 2018 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أواصل خلال مقال اليوم الحديث حول كيفية المساعدة فى صناعة بطل أوليمبى يرفع اسم مصر عالياً فى المحافل الدولية خاصة أننا مقبلين على عديد من البطولات على رأسها أوليمبياد طوكيو 2020.

 

تحدثنا فى المقال السابق عن أهمية تدشين صندوق دعم الرياضيين برعاية خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وكيفية دعم تلك الفكرة حتى تحقق النتائج المطلوبة منها ، واليوم نرصد أشياء أخرى يجب وضعها فى الاعتبار خلال مشوار تأهيل بطل أوليمبى بعيداً عن الدعم المادى، وهى على سبيل الأمثلة وليس الحصر:

 

1- الإعداد البدنى للاعب مهم جدًا، وهذا آخر شىء نفكر فيه، رغم أن هذا جزء لا يتجزأ من الإعداد المهارى، فنحن نفتقد إلى التخطيط السليم، ولا نستفيد من العلوم الرياضية الحديثة، ففى مصر نحن نرهق اللاعب منذ صغره بتدريبات القوة والأثقال، وندخله بطولات كثيرة، بجانب عدم توافر الإمكانيات والأجهزة الخاصة بالمرونة والقياسات اللازمة للبناء البدنى الصحيح للأطفال والناشئين، بالإضافة إلى أننا لا نتبع برامج الإعداد البدنى بسبب مشاكل عديدة، مثل عدم الربط بين العلم والتطبيق، والعلم والملاعب.

 

ومن المتعارف عليه أن اللياقة البدنية لها عامل كبير فى صناعة البطل، لكن ما الطرق السليمة التى تجعلنا نصل لهذا الهدف والتصدى للمغريات التى تجعل الرياضى يخرج على القواعد التدريبية؟.. هذا الأمر له أكثر من جانب، أولاً: أى نتيجة نصل إليها لابد أن تكون لها مقدمات، والمشكلة تكمن فى أننا نفتقد التخطيط السليم، فالبطل الرياضى بالخارج توضع له خطة منذ دخوله المجال الرياضى، وبالتالى فليست لدينا محصلة تساوى الدول المتقدمة.. ثانيًا: التدريب يعتمد بشكل أساسى على علم وظائف التخطيط الرياضى، وكيف نستطيع أن ننمى قدرات اللاعب على أساس علمى حتى لا نتسبب فى أى إصابات للاعب، وقليل جدًا من المدربين الذى يعتمد على هذا الأسلوب العلمى.. ثالثًا: الظروف الحياتية والتنظيم اليومى للاعب يختلف عن الوضع فى أوروبا، فاللاعب الناشئ لدينا لا يجد وقتًا للتدريب، فمعظم وقته منحصر بين المدرسة والاستذكار، فى ظل عدم وضوح رؤية التعليم، فالبطل لابد أن يتم إعداده للبطولة قبلها بفترة زمنية كبيرة. رابعًا: الانتقاء، فهو ضرورى لكى يحدث تصنيف وتوجيه سليم لكل لاعب، فلابد من معرفة اللاعب الذى يتم اختياره والمواصفات التى يتم اختياره على أساسها، وفقًا لما يتناسب مع اللعبة الرياضية.

 

2 - التغذية لها دور فعال فى حياة الرياضى، فهى عامل مكمل، لكنه مهم فى الوقت ذاته، وكما يرى متخصصو التغذية لابد أن يكون هناك نظام غذائى سليم للرياضى، خاصة الذين يرغبون فى المنافسة على البطولات الكبرى..فالأسلوب الخاطئ فى التغذية، وعدم اهتمام الرياضى بالنظام الغذائى السليم كعامل مساعد لتزويده بالطاقة التى يحتاجها جسمه، ليقوى على ممارسة نشاطه الرياضى بحيوية، وتعويض جسمه ما يفقده فى أثناء الممارسة، حيث إن بعض الرياضيين يفضلون تناول أنواع معينة من الأطعمة دون الأخرى، فى حين أن الجسم يحتاج إلى عناصر غذائية متكاملة.

 

3 - من أهم السلبيات التى يجب التغلب عليها ومواجهتها فى تجهيز أبطال مصر للمنافسة الجدية فى الأولمبياد، هى الاهتمام بالعلاج النفسى، فمن المعروف أن الإعداد الرياضى للاعب يشتمل على 4 جوانب: إعداد بدنى- مهارى-  خططى- و نفسى، ومشكلتنا تكمن فى أننا نعتمد على 3 مراحل فقط «البدنى- المهارى- الخططى»، فمعظم الاتحادات الرياضية ترى أن الإعداد النفسى عملية تابعة، فمادام اللاعب يتمتع بمهارة بدنية ولياقة عالية فالأمر منتهٍ، لكن الحقيقة أن عدم الاهتمام بالجانب النفسى للاعب المصرى من أهم الأسباب التى قد تعوق تحقيق النجاحات المطلوبة، لأن عدم التأهيل النفسى للاعب يؤدى إلى إصابته بصدمة عندما يرى منافسه، فاللاعب عندما يذهب للبطولة ينبهر بالجو الجديد وبالافتتاح، لكن سرعان ما ينتهى هذا الانبهار أمام نقص تنمية المهارات النفسية، وعدم الثقة بالنفس فى مواجهة الضغوط والمشكلات، ومن ضمن أهم المشكلات التى يواجهها اللاعب أيضًا دراسته، فهو يجد نفسه إما أنه سيفقد مستواه العلمى بسبب تزامن بعض البطولات مع دراسته وامتحاناته، أو أنه سيفقد البطولة، وهذا بالتأكيد ضاغط نفسى شديد عليه.

 

بعيداً عما سبق.. أؤكد مرة أخرى أن الإعلام له دوره فى هذا الشأن، لأنه حلقة الوصل بين الرياضيين والجماهير المحبة للرياضة، والتى ترغب فى الفرحة بوجود أبطال يشرفون مصر فى المحافل الدولية، لكن الكارثة عندنا فى مصر أن الإعلام الرياضى بجميع طوائفه، سواء الصحف أو القنوات الفضائية، لا يرى من الرياضة إلا كرة القدم، ولا يرى من كرة القدم سوى الفرق الكبيرة التى تحقق النجاحات، مثل الأهلى والزمالك اللذين إذا حققا بطولة تجد الصفحات الرياضية تهلل هنا وهناك، على عكس الألعاب الفردية التى لا تحظى سوى بخبر أو تصريح عابر لا أكثر.

 

فمن الضرورى أيضًا الاهتمام بالألعاب الفردية إعلاميًا ، وعدم الاقتصار على كرة القدم فقط ، ويجب اختفاء النغمة الإعلامية السائدة بأن الجمهور مذاقه كرة القدم فقط، فنحن لم ندخل عقول الجماهير، وبكل تأكيد فإن الألعاب الأخرى لها جماهيرها، بالإضافة إلى أنه يجب القضاء على فكرة أن الإيرادات التى تعود من وراء كرة القدم أكثر بكثير من الألعاب الأخرى التى تحقق عائدًا ضئيلًا جدًا، بل لابد أن تكون هناك دعاية إعلامية جيدة ، وعلى سبيل المثال أبطال مصر يحققون أرقامًا قياسية فى دورة الألعاب الأفريقية بالكونغو ، ولا يوجد أى اهتمام إعلامى مرئى ومسموع ومقروء.

 

الأجدى للإعلام اهتمامه بأبطال الألعاب الفردية، ودعمهم بدلاً من افتعاله الأزمات بين الأندية، مثل الأهلى والزمالك، وتأثيره السلبى على الرياضة والرياضيين، حيث إنه يزيد التعصب لدى الجمهور.

 

ختامًا.. يجب التأكيد على أن الفرصة خلال الفترة الحالية مواتية جداً لصناعة بطل أوليمبى فى ظل وجود اهتمام خاص بأبطال الألعاب الفردية من الرئيس عبد الفتاح السيسى ، حيث إنه كان حريصاً الفترة الماضية على دعمهم بكل قوة واستقباله الدائم لهم بعد كل إنجاز يحققوه ودعوتهم للمشاركة فى مؤتمرات الشباب حتى يكونوا قدوة للجميع، كما يجب توجيه الشكر إلى القوات المسلحة  لتقديمها العديد من الأبطال على الساحة الرياضية ودعمهم أيضاً طوال الفترة الأخيرة.. فهل نستغل الفرصة ونصنع أبطال جدد يرفعون اسم مصر عاليًا؟!







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة