قصة نجاح جديدة تحدت المستحيل لتكتب سجلاً جديدًا لآلاف من القصص التى يجسد بطولتها ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر، خاصة مع تخصيص العام الجارى من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى عامًا لهم.. بطلة هذه القصة هى أحلام أحمد جلال ابنة محافظة الإسماعيلية التى فقدت بصرها فى سن مبكرة، إلا أنها لم تستسلم وتمكنت من الحصول على 3 درجات علمية، بالإضافة إلى تعلمها مهنة التريكو لتصبح أشهر كفيفة مدربة لحياكة التريكو فى مدن القناة.
منذ أن فقدت أحلام أحمد جلال بصرها وهى فى عمر الرابعة، كان والدها على دراية بأن ابنته تحتاج إلى رعاية خاصة كطفلة تهوى اللعب، وينتظرها مستقبل مظلم بعدما فقدت البصر.
تعامل الأب وإرادة الابنة حولتها إلى حاملة شهادة جامعية من كلية الآداب و3 درجات علمية بدبلومات للتربية الخاصة فى التعامل مع الإعاقات البصرية والسمعية، ومدربة لأعمال التريكو والأشغال اليدوية وبمدرسة النور والأمل بمدينة الإسماعيلية وجمعية خاصة برعاية المكفوفين.
تقول أحلام لـ"اليوم السابع"، "والدى كان له دور كبير فى أن أعيش دون أن أشعر بأى فارق بينى وبين أخواتى وجيرانى المبصرين، لأنه كان يعرفنى على العالم من حولى عن طريق اللمس وحفظ أشكال الأشياء، حتى أنى كنت ألعب فى الشارع مع الجيران بشكل طبيعى".
وتضيف، وهى تبتسم، "كنت أتمنى أن أكون رسامة ولكن لم أستطع وبدأت فى التريكو والخياطة والتشكيل بالخرز، وحاليًا أدرب الأطفال فى مدرسة النور".
تقترب "أحلام" من سن المعاش، وتأمل أن تستمر بعد التقاعد فى تأهيل الأسر التى بها طفل أو شخص كفيف على طريقة التعامل معه، ليستطيع أن يُدمج فى المجتمع، وتبدأ مشروعات لتنمية الأسر للتعامل مع الأطفال المكفوفين، وتستطيع الأم التعامل مع الطفل تجارى تحركاته ويدمج بشكل سوى طبيعى".
وتقول "عندما أتعامل مع أسرة أصيب طفلها بفقد البصر نتجنب إعاقة البصر ونهتم بتنمية بقية الحواس، لأن الطفل الطبيعى تنمو مهارات كل حاسة بنسبة 84%، ومع فقد البصر يستطيع الطفل تنمية بقية الحواس بنسب أكبر من الطبيعى، وقد ينبغ فى مهارات أخرى.
تبلغ نسبة فاقدى البصر زهاء واحد من بين كل 200 شخص (39 مليون نسمة فى العالم) طبقًا لإحصائية منظمة الصحة العالمية، فيما يعنى 246 مليونًا آخرين من ضعف البصر بدرجات تفرض عليهم قيودًا معتدلة أو شديدة.
كما تصيب تداعيات فقدان البصر أيضًا مئات الملايين من البشر غالبًا ما يكونوا من أقارب المصابين، إذ يكرسون حياتهم لمساعدة فاقدى البصر.
تشرح "أحلام" كيفية تعاملها مع الألوان، بأنها تستعين بأسرتها فى التمييز بين الألوان التى تستخدمها فى مشغولات التريكو، عندما تعلمت من والدتها تنسيق الألوان، وتقول "أمى كانت تحدثنى بأن لون كذا يناسب لون كذا وهكذا تعلمت تنسيق الألوان، وأستعين بالخبرة البصرية لمن حولى".
تحرص "أحلام" على عدم تضخيم إمكانياتها، كما أنها لا تهون من آثار انبهار من يراها لأول مرة وهى تمسك عصى التريكو وتحيك الملابس.
تقول: "الفضل كله لأبى الذى لولاه ما تعرفت على الحياة، حتى أنى أستمتع مثل الجميع بالجلوس ليلاً فى ضوء القمر، تخيلت المشهد ورسمتها فى مخيلتى حتى أنى أتحدث عنها، ولما لا فالناس حين تحب أن تستمتع بالمناظر الطبيعية تغمض عينيها لتحتفظ بالمشهد فى ذاكرتها وتراه بعيون مغمضة، وأنا كذلك أفعل هذا، وأبتسم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة