محمد الدسوقى رشدى يكتب:خريطة لعبة الغاز بين مصر وتركيا وإسرائيل

الأربعاء، 21 فبراير 2018 02:57 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب:خريطة لعبة الغاز بين مصر وتركيا وإسرائيل حقل ظهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
177
 
 
تقول القاعدة الثابتة، إن هجوم عدوك واجتهاده فى الصراخ للتشكيك فى خطوة تتخذها أنت لمصلحة وطنك، مؤشر ودليل قوى على صحة تلك الخطوة، ومكاسبها لصالحك، يصاب العدو بهستيريا التشكيك والهجوم إذا كان مسارك ثابتا وصحيحا، ونتائجه قوية.
 
تخبرنا دفاتر أمثالنا الشعبية بعبارة مدهشة: «عينى فيه وأقول إخى»، وتلك العبارة الشعبية هى خارطة الطريق التى تمكنك من تفهم وإدراك كل هذا الهجوم القطرى والتركى على مصر عبر وسائط إخوانية أو فيسبوكية أو نشطاء الخصومة مع الدولة، فيما يخص القضية الأخيرة المتعلقة بالغاز وإسرائيل ومصر.
قل ولا تقل:
 
قل اتفاق بين شركة إسرائيلية وشركة خاصة مصرية لتسييل الغاز وتصديره لأوروبا، ولا تقل «مصر تستورد الغاز من إسرائيل، وهنا كانت بركة الماء العكر التى قرر الإخوان ومن تبعهم الصيد فيه للهجوم على الدولة المصرية، وهنا أيضا كان الفخ الذى سقطت فيه بعض المواقع ووسائل الإعلام المصرية وهى تستخدم التوصيف الخطأ بأن مصر تستورد غازا من إسرائيل، وهنا كانت النكتة بأن كل النشطاء والإخوان صدقوا وآمنوا وتعاملوا مع ماورد فى رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلى وكأنه كلام مقدس، رغم أنهم هم أنفسهم طالما أخبرونا بأن الحكومات الإسرائيلية ملوك التلاعب بالأخبار والمعلومات لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة.
 
هل يمكننا أن نسير بهدوء معا فوق خريطة معلوماتية تشرح لنا طبيعة ماحدث..
 أولا مصر لم توقع اتفاقية لاستيراد الغاز من إسرائيل، مصر تنتج مايكفيها من الغاز الآن، وطبقا لكل المعلومات والإحصائيات الواردة فى الدوريات العلمية ومراكز الأبحاث مصر على موعد مع تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز بفضل الاكتشاف الجديد الذى حمل عنوان حقل ظهر.
 
 ثانيا: ماحدث هو اتفاق مع شركة خاصة، والاتفاق لا يتضمن ولا يعنى ولا يشير بأى صورة إلى أن الغاز القادم من إسرائيل لهذه الشركة سوف يتم استخدامه محليا، الاتفاق يتضمن توفير هذه الشركة محطات لإسالة الغاز الطبيعى حتى يكون قابلا للتصدير لأوروبا وآسيا، وقبل أن تسأل ولماذا مصر تحديدا، سوف تخبرك المعلومات فى النقطة الرابعة.
 
 رابعا: مصر كانت من الدول السباقة بالمنطقة فى إنشاء وتأسيس بنية تحتية لتسييل الغاز، ولذلك يتعامل سوق الطاقة العالمى مع مصر على أنها مركز لتداول وتسويق وتوزيع الغاز الطبيعى المسال فى منقطة البحر الأبيض المتوسط، وفى هذا التخصص يوجد فى مصر محطتان فى منطقة الدلتا وتحديدا فى إدكو ودمياط، تملك الدولة المصرية فيهما حصصا بالمشاركة مع شركاء أجانب، بالتفصيل فى مصنع إدكوا تساهم الهيئة المصرية العامة للبترول بنحو %12، والشركة المصرية القابضة «إيجاس» بنسبة %12، وشركة «شل» بـ%35.5، وشركة بتروناس الماليزية بـ%35.5، ومعهم شركة « إنجى» الفرنسية بحوالى %5، وفى دمياط تملك شركة إسبانية حق الإدارة، مع شراكة من شركة «إينى» الإيطالية، بينما تملك الشركة المصرية «إيجاس» أسهم تقدر بـ%10، والهيئة المصرية العامة للبترول «%10».
 
 خامسا: باختصار مصر لا تحتاج إلى غاز إسرائيل، الشركة الخاصة تحصل على هذا الغاز، لإعادة تصديره فى صورة غاز مسال إلى أوروبا وآسيا، وهو نفس الأمر الذى سيحدث مع قبرص أو أى دولة أخرى فى المنطقة ستلجأ لمصر بصفتها مركزا مهما يمتلك هذه القدرة، وهو مايعنى نشاطا اقتصاديا جديدا فى مجال الطاقة يجعل مصر دولة محورية فى هذا المجال، بتحولها لمركز مهم لإنتاج الطاقة أو العمل فى مجالها، وبالتالى ستحقق مصر مكاسب عديدة فى المستقبل سواء كانت مادية بتحولها إلى مركز لإسالة الغاز الإسرائيلى أو اليونانى أو القبرصى وإعادة تصديره، بالإضافة إلى مكسب مهم وهو تحول مصر إلى قوة كبيرة فى مجال الطاقة ومصدر غاز أوروبا وبعض مناطق آسيا.
 
سادسا: الهجوم القطرى والتركى بالألسنة الإخوانية لا علاقة له بإسرائيل أو غيره، بل سببه الرئيسى هو خسارة قطر وتركيا لهذه الجولة أمام مصر، تركيا تحديدا كانت تطمع أن تكون هى مركز الطاقة فى منطقة الشرق الأوسط أو البحر الأبيض المتوسط تحديدا، وفشلها فى ذلك وفوز مصر فى هذه المعركة يعنى خسائر اقتصادية وسياسية للأتراك وانتقاص من حصصهم فى سوق الغاز ومجالات الطاقة عموما، وربما الهستيريا التى أصابت أردوغان منذ ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان ثم اكتشاف حقل ظهر تفسر لك أطماع أردوغان التى ضاعت الآن، وينتقم لضياعها باستخدام الإخوان فى الهجوم على مصر وتشويه صورتها والتشكيك فى الدولة وقدرتها بسبب فوزها فى معركة كان يحارب هو من أجل الاستحواذ عليها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

مقال رائع

برافو 👏👏

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Ragheb

توضيح

طب ليه مفيش مسؤول رسمى او اى ممثل للحكومة او الدولة طلع بيان كذب فيه ناتنياهو خصوصا ان شركة الغاز المصرية فيها جزء مملوك للدولة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة