"فى شارع مدرسة الثانوية العسكرية بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، تعيش "ميرفت" الفتاة الشابة فى حالة رضا تام، تسعد جميع من حولها من أشقائها والأطفال لم تبخل عليهم بشىء، تحدت محنتها وتفوقت دراسيا، وأصبحت تدرس للأطفال طريقة برايل وتعد جميع أنواع الأطعمة لأشقائها".
"ميرفت محمود حفنى عاشور"، مثال للصبر والاجتهاد والرضا بقضاء الله، تعرضت فى الخامسة عشر من عمرها عندما كانت طالبة فى الصف الأول الثانوي، إلى فقد بصرها فجأة دون أى أسباب، وتجاوزت محنتها وحصلت على ليسانس أداب قسم علم نفس، ثم دراسات عليا فى التربية الخاصة ودبلومة فى التخاطب وتعمل أخصائى نفسى بمدرسة ميتكيس بمدينة بلبيس.
تروي"ميرفت "قصتها قائلة: لدى 7 أشقاء ترتيبى فى الوسط، ووالدى كان يعمل فى تصليح الدراجات ووالدتى ربة منزل، ونعيش بمنزل العائلة بمركز بلبيس، وفجأة أثناء استيقاظى من النوم فى صباح أحد الأيام عندما كنت طالبة بالصف الأول الثانوى العام، شعرت بأنى أريد مشاهدة "نور ربنا"، وتوجهت بنظرى نحو السماء، وكان منظر العصافير جميلا، وبدأت أدقق وأتأمل فى جمال الكون وأقول سبحان الله، وساعتها انتابنى إحساس بأنى أول مرة وآخر مرة سأرى نور ربنا، وبعد دقائق شعرت أن نظرى سحب منى ولم أر شيئا، ومن هنا بدأت قصتى وأنا أعتبرها بداية وليست نهاية.
وتابعت أن أسرتها عرضتها على عدد كبير من الأطباء، جميعهم عجزوا عن تحديد سبب فقدان بصرها، وأخبرها أحد الأطباء بأن نظرها سوف يعود لها فجأة كما سحب فجأة، ومن هنا قررت أن تعيش على الأمل وتوقفت عن الذهاب لأى أطباء.
وأوضحت أن أحد أصدقاء والدها طالب بضرورة استمرارها فى الدراسة، بسبب حبى للتعليم جدا، وتم إلحاقى بمدرسة النور بالزقازيق، وكانت داخلية قضيت بها عامين، وحصلت على درجات كبيرة فى الثانوية العامة، ولم أكن أعرف جيدا طريقة "بريل"، وحققت النجاح، وقررت الالتحاق بقسم علم النفس بكلية الأداب بجامعة الزقازيق، وبعدها قمت بمواصلة دراستى بعمل دراسات عليا.
وأكدت، "بعد ما أنهيت دراستى ووفاة والدى ووالدتى، قررت أن أبحث عن فرصة عمل لكى أعتمد على نفسى وأحقق ذاتي، وبعد ثورة 25 يناير، سمعت من أحد الأشخاص عن فتح مديرية التربية والتعليم بالشرقية لتلقى طلبات للعمل بها، فتوجهت وتقدمت بأوراقي، وسخر الله لى أناس صالحين ساعدونى، وتقدمت وكان من حسن حظى أن أوراقى كانت فى أول الكشف أمام وكيل مديرية التربية والتعليم، وبدون تدخل من أى مسئول تم قبولها، وعملت أخصائية بمدرسة متكيس بمركز بلبيس وعينت رسميا فى التربية والتعليم.
وأشارت إلى أنها بعد نهاية عملها بالمدرسة، تقوم بتعليم الأطفال الصغار من المكفوفين على طريقة بريل، يأتون إليها بالمنزل، وتقدمت بطلب من أجل فتح فصل رسمى بإدارة بلبيس التعليمية، ولم أكتف بذلك بل أعكف حاليا على البدء فى تحضير الماجستير، وتم ضمى عضوا بحزب حماة الوطن، وحضرت على دورات تدريبية بالبرنامج الرئاسى للرئيس"عبد الفتاح السيسي" وأخدم من يحتاج لى وأرغب فى الترشيح فى الانتخابات المحلية القادمة.
تقول"ميرفت" أقيم مع 4 من أشقائى بمنزل الأسرة، وكنت أعمل المشغولات اليدوية بمساعدة والدتى وأبيعها فى الصغر لكى انفق على دراستى، قبل تعيينى بالتربية والتعليم، وأعكف باستمرار على القيام بمهام شئون المنزل من ترتيب المنزل، وطهى الطعام وأعد المحشى جيدا وكافة أنواع الطعام وسعيدة بحياتي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة