محمود سعد الدين

قصة قائد عسكرى من الطراز الرفيع

الإثنين، 19 فبراير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى انشغل فيه الشارع المصرى بقرار الرئيس عبدالناصر بالتنحى عقب نكسة 67، كان هناك ضابط آخر يقدم استقالته سرًا بالقوات المسلحة، اعترافًا بالأخطاء التى وقع فيها الجيش.. رفضت القيادة العامة الاستقالة، وتولى الضابط فيما بعد تدريب الجيش الثانى الميدانى، وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة وقت أكتوبر، محققًا النصر الذى حلم به بعد النكسة.
 
رغم دوره الكبير فى حرب أكتوبر، لدرجة أن صنفته المعاهد العسكرية ضمن قائمة أفضل 50 قائدًا عسكريًا، فإنه يعرف نفسه بـ«مقاتل ساهم فى أكتوبر»، وليس «نسر أكتوبر»، أو «صاحب الضربة الجوية»، أو «رأس حربة الجيش»، فقط مقاتل، ليقدم صورة جديدة من صورة التواضع للقائد العسكرى، رغم أنه شارك فى الحرب العالمية الثانية، والعدوان الثلاثى، والاستنزاف، وصولًا إلى المفاوضات الأولى مع الإسرائيليين فى 74 التى كان يترأس الوفد المصرى فيها.
 
أنا وأنت عزيزى القارئ فى حضرة البطل محمد عبدالغنى الجمسى، أحد الأعمدة الأساسية لحرب أكتوبر، واحد ممن لم ينحازوا لأنفسهم فى كتابة التاريخ العسكرى، وينسبوا النصر لمجهودهم فقط.. فى مذكراته سطر فى الصفحات الأولى كلمات من نور، تعكس عظمة العقلية العسكرية، قائلًا: «لا أكتب التاريخ العسكرى للحرب، ولا أمتلك وجهة النظر الوحيدة فيها، فقط أسرد وقائعها للخروج بالدروس المستفادة لجيل جديد يستحق أن يعرف». تأمل الكلمات.. كيف يقول رئيس هيئة العمليات إنه لا يملك الحقيقة كاملة؟.. إذن، من يملكها، وأنت تعرف كل كبيرة وصغيرة، وكل قرار لم يكن يصدر إلا بمعرفتك وبعد موافقتك؟.. ستنتهى إلى تواضع القائد العسكرى، واحترامه آداب كتابة التاريخ، وهى أنك دائمًا تعرض وجهة النظر فقط دون امتلاك الحقيقة الكاملة، ليس ذلك فقط.. مذكرات «الجمسى» التى صدرت فى عهد مبارك كانت الوثيقة التاريخية الأولى التى أنصفت سعد الدين الشاذلى بعد واقعة انهياره يوم 20 أكتوبر التى أوردها الرئيس السادات فى كتابه «البحث عن الذات».
 
مقالى اليوم، لا يكفى أبدًا حق «الجمسى»، حق أحد أهم العقول العسكرية فى مصر، أحد أهم من ضحوا لأجل الوطن، وأحد أهم من سجلوا التاريخ العسكرى بحق، لكى يكون درسًا فى المستقبل، فى شهر الانتصارات.. شكرًا سيادة البطل الجمسى.. ولشعبك وأحفادك أن يفتخروا بك.
أعتقد أن حق الرجل علينا جميعا يتوجب أن تتولى الدولة إعادة نشر مذكرات الجمسى من جديد، بل والاحتفاء بها وتقديمه لجيل الشباب المصرى كأحد أهم العقول العسكرية التى ساهمت فى صياغة التاريخ العسكرى، وصنع أهم إنجاز عسكرى فى التاريخ الحديث، لأنه بكل وضوح، الدولة مقصرة فى كتابة وتوثيق التاريخ العسكرى، لدرجة أن العدو الإسرائيلى يزيف فى معارك أكتوبر ولا يجد من يكذبه بالوقائع التاريخية، وإذا ما قارنا أفلام السبكى بأفلام أكتوبر، فسنجد أن السبكى أنتج أفلاما شعبية أضعاف الأفلام التى تؤرخ لحرب أكتوبر، بخلاف أن مصر تفتقد بالأساس لمشروع قومى لتوثيق حرب أكتوبر كاملة لكى لا تضيع تفاصيلها والنجاحات النوعية بها بوفاة قادتها والمشاركين فيها، ومن ثم البداية بطرح مذكرات الجمسى ونشر التاريخ العسكرى سيكون له دور كبير فى نشر الوعى العام وتثقيف جيل جديد من الشباب المصرى.
 
تحية للقائد الجمسى ولأسرته وأحفاده، وتحية كبيرة للجيش المصرى الذى يقود عملية أمنية كبيرة فى سيناء للقضاء على الإرهاب، وعلى أية محاولات تريد زعزعة واستقرار البلاد، وندعو الله أن يحفظ رجال القوات المسلحة من أى سوء.









مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

السيسى قائد عظيم رغم انف الاخوان خوارج العصر لانه انفذ مصر من مصير سوريا وليببيا والعراق

العبرة دائما بالنتائج فاليوم مصر تعيش في حالة من الاستقرار واستتباب الامن وبالرغم من وجود مشاكل اقتصادية الا ان كل مصرى بما فيهم الخرفان يعود الى بيته في امان اما لو كان حكم المرشد استمر سنة واحدة فماذا سيكون الحال كنا سنرى مليشيات متناحرة في كل مدينة تقصف المنازل بالدبابات والمدفعية على من فيها وكنا سنرى قيام الدواعش بقطع رقبة مرسى وبديع ومن حوله لانهم يكفرونهم رغم انهم استغلوهم كسلم للتمكن من السلطة فقط

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد محمد غنيم مُؤَلِّف معاجم مُتَفَرِّغ

تعظيم سلام

 تحية للقائد الكبير الجمسي ولأُسْرَتِهِ وأحفاده ، وأَيْضا لكل قائد شارك في حرب أكتوبر المجيدة تخطيطًا وتنفيذا ومتابعَةً وكل أفراد قواتنا الباسلة التي حررت الأرض وردت لنا الكرامة وأعلت أعلام النصر خَفَّاقَة ، وياليت كل قزم بَيْننا يعلم أَنَّ العمالقة بهم لايَعْبَئون وأنَّ جَيْشَنا يَدٌ تبني البلاد ويَدٌ تحرسها بدروعها وسيوفها ، فالعمالقة عمالقة لا يضرهم عواء الأقزام. 

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة