17 كيلو مترا هى مسافة الطريق بين مدرسة سلمان الفارسى للغات بمدينة السلام، ومدرسة القديس يوسف للراهبات بمصر الجديدة، وتستغرق تلك المسافة 30 دقيقة تقريبا بالسيارة، إذا كان الطريق بحالة جيدة وغير مزدحم.
هذه البيانات وفقا لخرائط جوجل التى لا تعرف عن هاتين المدرستين سوى البعد المكانى، لكن واقع الأمر أن المسافة بين المدرستين قد تستغرق سنوات طويلة لتنجح الرحلة، لأن القضية بين هاتين المدرستين ليست مجرد إحداثيات مكانية، بل هى إحداثيات زمنية متآثرة بعوامل الفكر والثقافة والقانون والنجاح.
المسافة بين المدرستين على الخريطة
منذ 4 أيام تقريبا نشرت مدرسة القديس يوسف للراهبات بمصر الجديدة فيديو أثار كثيرا من الجدل وحقق مئات الآلاف من المشاهدات والمشاركات على مواقع التواصل الاجتماعى، الفيديو كان لفناء المدرسة يوم عيد الحب، حيث امتلأ الفناء بطالبات المدرسة وهم يشاركون فى الاحتفال بعيد الحب على أنغام أغنية "3 دقات" التى أذاعتها إدارة المدرسة يومها فى الإذاعة الداخلية لمشاركة الطلاب فى الاحتفال.
بعد انتشار هذا الفيديو بيومين وبالتحديد أمس السبت نشر اليوم السابع فيديو من داخل مدرسة سلمان الفارس بمدينة السلام بمحافظة القاهرة وحقق أيضا آلاف المشاهدات وأثار ردود فعلية كبيرة غاضبة بسبب ما رصده الفيديو من تجاوزات وسباب وشتائم على مدار دقيقتين و45 ثانية هى مدة الفيديو على لسان إحدى المعلمات فى مواجهة مجموعة من الطلاب المتجاوزين والذين يبدو عليهم عدم الالتزام.
مارصده الفيديوهان يكشف حجم الفوارق الزمنية والفكرية بين هذه المدرسة وتلك، فوارق ليست أساسها القانون ولا الوزارة ولا الحكومة، بل أساسها العنصر البشرى، فهنا فى مدرسة الراهبات إدارة قررت من نفسها أن تحتفل مع طلابها بعيد الحب وأن تمنح لطلابها فرصة للاحتفال والغناء والخروج عن روتين اليوم الدراسى التقليدى، وهنا مدرسة تشهد ثلاث دقائق متواصلة من الشتائم والسباب من إحدى المعلمات فى فناء المدرسة لمجموعة من الطلاب والتلاميذ الذين يبدو عليهم أيضا عدم الانضباط.
مدرسة القديس يوسف
ورغم أن وزارة التربية والتعليم أعلنت أنها ستبدأ تحقيقا فوريا فى واقعة مدرسة السلام، إلا أن المقصود من هذه المقارنة هو أن الأزمة ليست فى التحقيق ولا فى الوزارة ولا فى القرار، الأزمة فى الأشخاص، وفى الفوارق الشخصية بين أفراد العملية التعليمية، التى جعلت تلك المعلمة تسب مجموعة من التلاميد بدينهم، وبأهلهم، دون أن تفكر فى حلول أخرى للتعامل معهم، ودون أن يدرك عقلها أنها "معلم" وأن دورها ليس إطلاقا أن تسب وتلعن مهما كان الأمر، فى حين اختار أفراد مدرسة أخرى وهى مدرسة القديس يوسف دون قرار من وزارة أو قانون أو لائحة أن يحتفلوا مع الطلاب بعيد الحب على أنغام الموسيقى فى فناء المدرسة.
مدرسة سلمان الفارس
مشهدين وصنفين من البشر يجعلان المسافة بين المدرستين سنوات وسنوات فى حين أن المسافة بينهما على الخريطة 17 كيلو متر، ونصف ساعة بالسيارة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الفرق الاساسى
هذه مدرسه خاصه والطالب دافع فلوس من اجل الذهاب اليها بينما الاخرى مدرسه مجانيه والطالب يدرك تماما مهما فعل فلن يعاقب او يخسر شئ مطلوب عقاب رادع للطالب المشاغب فلا يعقل ان يكون التعليم المجانى للطالب الغير ملتزم يجب ان يكون هناك عقاب رادع يصل الى حد الحرمان من المجانيه حتى تنضبط المدارس مثلما يحدث فى بعض الدول العربيه البتروليه على الرغم من اقتصادها الكبير
عدد الردود 0
بواسطة:
فانوس رمضان المصرى
مقارنة خبيثة
مقارنة خبيثة بين المدرستين وليس من هدفها ان تظهر ان الفرق في العنصر البشري ولكن لتظهر الفرق بين "القديس" " سلمان الفارسي"
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
ردود سريعة
الى رقم 1 - ليس هذا هو الفرق او السبب - والى رقم 2 - ملاحظة جميلة -- الى المحرر - تحب تشوف مئات المدارس بنفس المواصفات - لماذا ذكر اسم المدرسة ؟ --- احنا عندنا ازمة في الوزارة والدولة وليست مقصورة على مدرسة او اثنين.