بداية أحب أن أسجل اندهاشى مبكرا، إذ إن ما سمعته من عدد كبير من الصحفيين الفرنسيين عن الأوضاع فى مصر لم أجده مكتوبا فى صحفهم المرموقة، الكلام الشفوى مبهر ورائع ويعبر عن تقدير لما يجرى فى بلادنا، أما الصحف فلها مآرب أخرى لا أعرفها.
سأروى لك ما سمعته شفويا فى بعض القضايا.
أولاً:
تعليقا على حرب سيناء 2018 يرى كثير من الصحفيين الفرنسيين أن الدور الذى يلعبه الجيش المصرى فى سيناء تاريخى بكل المقاييس، فالقوات المسلحة المصرية لم تنتظر حتى تنقل داعش كل عناصرها من سوريا والعراق إلى سيناء، وبدأت الحرب فى الوقت المناسب، ومن ثم فإن القوات المصرية لا تطهر سيناء من الإرهاب فحسب، لكنها تسقط آخر محاولات داعش ومن ورائها من بلدان داعمة لتأسيس نقطة انطلاق إرهابية جديدة فى الشرق الأوسط.
تعليقى أن «مصر موعودة مع هذه المواجهات التاريخية، والعالم هذه المرة يتابع بدقة ما يجرى، إذ تعرف عواصم القوى الكبرى أن تأخير هذه المواجهة ربما أدى إلى تعقيد المشهد الإرهابى فى الإقليم إلى الحد الذى لا يهدد مصر وحدها، بل يهدد الشرق الأوسط وأوروبا بالكامل».
ثانياً:
يثنى بعض الصحفيين على الجهود المصرية لتعيين الحدود البحرية فى البحر المتوسط والبحر الأحمر، ويعتبرون هذا الجهد أحد التوجهات الذكية لإدارة الرئيس السيسى، إذ إن هذه الاتفاقيات ستضاعف من ثروات مصر بقوة، وتسهل على الإدارة المصرية مواجهة الأعباء الاقتصادية، وحين أشرت من جانبى إلى أننا فرحون بحقل ظهر، قال بعض المتخصصين فى مجالات التنقيب، إن ما ينتظر مصر فى الثروات البحرية أكبر كثيرا من حقل ظهر، وأن وزارة البترول المصرية لديها خطط واسعة فى هذه الاكتشافات مع شركات عالمية قد تغير وجه مصر بدءا من الحدود الجنوبية فى البحر الأحمر وحتى حدود خليج سرت غرباً على ساحل المتوسط.
تعليقى «سعادتى بهذه المعلومات تدفعنى لأطلب من وزارة البترول أن نزيد من سعادتنا بالإعلان المستمر عن الثروة المحتملة فى البحرين بإذن الله».
ثالثا:
دارت أحاديث واسعة عن قضايا الرأى والحريات، شرحت فيها من جانبى ظروف البلد ومواجهة الإرهاب ودور خلايا الإخوان فى مصر، وميل بعض القوى السياسية إلى المواجهة بالفوضى لا بالحوار، البعض من الصحفيين يتفهم، والبعض يتحفظ، وآخرون يعارضون، غير أن جميعهم يرون فى الرئيس السيسى قيادة قوية مخلصة لفكرة إنقاذ الدولة وتأسيس دولة حديثة وبعضهم يتوقع تغييرات سياسية كبيرة فى مصر لتأسيس دولة ديمقراطية عصرية ومناخ سياسى منفتح حال الانتهاء من ملفات الأمن والإرهاب والتحديات الاقتصادية.
رابعا:
يرى نخبة من الصحفيين أن استقرار جنوب البحر المتوسط هو استقرار لأوروبا، ومن ثم لا يريد الفرنسيون تكرار مشاهد العنف والهجرات إلى الأبد، ولذلك يدعم هؤلاء كل السياسات الأوروبية التى تساعد مصر على الاستقرار، أملا فى أن تكون القاهرة واحة أمل فى إقليم مضطرب.
مرة أخرى أندهش لماذا نسمع هذا الكلام الطيب ولا نقرأه بوضوح فى الصحف، هى التوازنات فى كل مكان؟!
المهم أننى شعرت بالسعادة، وقلت أكتبه أنا.
بكرة أحلى إن شاء الله
مصر من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة