محمود جاد

10 سنين.. هوامش بين الصحافة والسياسة

الجمعة، 16 فبراير 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان ذلك قبل ما يقرب من 11 عاماً.. بأعين سكنها الأمل، وطموح يقوده التحدى، تلاقت مواهب شابة مع خبرات صقلتها السنون داخل المبنى 54 شارع البطل أحمد عبدالعزيز، فى محاولة لإيجاد موطئ قدم على بلاط صاحبة الجلالة، فى وقت كانت الزميلة «المصرى اليوم» على عرش الصحافة المستقلة اليومية بعد الصعود اللافت الذى قادها للصدارة فى عام 2005 الأكثر زخماً فى تاريخ مصر لما شهده من صعود لافت لأسهم جماعة الإخوان داخل مجلسى الشعب والشورى، ولما تلا ذلك من انتخابات رئاسية هى الأولى فى تاريخ الدولة المصرية.
 
بتوترات من يستشعر اقتراب النهاية، كانت دولة مبارك رغم انفتاحها أكثر تحفظاً فى القبول بخروج منبر إعلامى جديد إلى النور.. استقبل حملة الأختام أوراق «اليوم السابع» الطامح للصدور الأسبوعى، وتأملوا حينها ما آلت إليه الأوضاع بعدما فتحت سياسة «خليهم يتسلوا» الباب واسعاً لصحف وقنوات تنال من شخص «الرئيس الأب»، وتنتقص من «بطل الضربة الجوية»، وتستبق الأحداث والحوادث بفتح ملف التوريث داخل السلطة.. وأمام استيفاء الشروط، كان التأجيل، نتاجاً طبيعياً لدولة تسللت إلى شراينها الفساد، ونالت من أوردتها أمراض الركود.
 
ومن التأجيل إلى انتزاع تراخيص الصدور كان الاهتمام يتزايد يوماً تلو الآخر بالإصدار الإلكترونى، الذى كان قائماً بالفعل فى نسخة ما قبل البث التجريبى ليسبق انطلاقه الإصدار الورقى بعدة أشهر.. وليخرج موقع «اليوم السابع» حاملاً العديد من القصص النوعية والانفرادات التى صنعتها مواهب شابة، لتحرك الكثير من المياه الراكدة فى عالم الصحافة الإلكترونية ولتصبح نواة صعود إلى الصدارة فى سنوات قليلة. 
 
بمسيرة احترافية، استطاع «اليوم السابع» أن يطوى السنين متزيناً بسلسلة لا تنقطع من الجوائز وأن يجتاز الأزمات تلو الأزمات بفضل معايير مهنية لم تضع فى اعتباراتها حسابات السياسة، وآثرت الرهان أولا وأخيراً على القارئ والاهتمام أولاً وأخيراً بما ينفع الناس ويمكث فى الأرض.
 
اجتاز «اليوم السابع» فى مسيرة السنوات العشر الأولى أيام مبارك الأخيرة داخل السلطة بذروة أحداثها فى برلمان 2010، وما واكبته تلك الفترة من ضغوط على كل صاحب كلمة ورأى. واستقبل رياح ثورة 25 يناير دون انزلاق فى دوامة من مزجوا بين الركود والاستقرار، وبادروا بالهجوم على الحراك الشعبى الذى أطاح بدولة الحزب الوطنى، ودون انحراف إلى دوامة الشعارات والأقوال التى لا تعرف طريقها جيداً إلى حيز الأفعال.
 
على عرش الصحافة الإلكترونية، كان «اليوم السابع» حاضراً فى قلب الحدث ليتابع الانتخابات الأولى فى عمر الثورة الوليدة وينفرد فى انحياز للمهنية أولاً بنتائج سباق الرئاسة المصرية 2012، معلناً فوز محمد مرسى. فتح «اليوم السابع» حينها صفحة جديدة عنوانها «النوايا الحسنة» مع القادمين الجدد داخل السلطة، مؤمناً أن الخلط بين السياسة والصحافة يظلم الأولى وينتقص من مصداقية الثانية، وأن القارئ أى قارئ لا يحتاج من الإعلام إلا حقيقة خالية من الأهواء، ومعلومة مجردة من الآراء.
 
كالقابض على الجمر، تمسك «اليوم السابع» بالنوايا الحسنة على مدى عام الإخوان داخل السلطة، ليجدد اختياره للقارئ أولاً، ويؤكد انحيازه القاطع للحقيقة عما سواها فى وقت تزايدت فيه القيود الرسمية والضغوط غير الرسمية التى فرضها عناصر الجماعة وأتباعها فى زمن اختار فيه القائمون على السلطة الحكم بمنطق «الأهل والعشيرة»، قبل أن تتحرك الحشود فى ميادين الثورة من جديد لإنقاذ مصر ممن حاولوا اختطافها خلف عباءة الجهل وتحت ستار الرجعية والاستبداد المتستر خلف رداء الدين ليسطر الملايين نهاية حكم الإخوان فى الـ30 من يونيو 2013، وليدون «اليوم السابع» صفحة جديدة من المهنية التى حفظت أمانة الكلمة فى وقت امتزجت فيه الفوضى بنيران الإرهاب الذى حاول إثناء المصريين عن ثورتهم، ويبدأ عهد جديد مع رسالة إعلامية قدمت دون وصاية الرأى والنصيحة لأهل السلطة، وعرضت دون خلل الحقيقة والمعلومة لأبناء الشعب الذى يناضل ولا يزال لبناء دولة جديدة تواكب تحديات العصر.
 
واليوم، وبعد 10 سنوات كاملة من الظهور الرسمى، وبعد قرابة 11 عاماً من ميلاد «اليوم السابع»، يظل العرفان واجباً لكل من اختاروا أن تكون الكلمة نورا يضىء طريق الطامحين نحو البناء والتنمية، ويظل الاعتراف بفضل من آمنوا بالتعدد ولم يزعجهم التنوع فى الأفكار والآراء لازماً.. ويبقى الشكر كل الشكر لخالد صلاح، ذلك الرجل الذى استطاع توظيف طاقة الشباب مع خبرات الكبار فى تجربة حفرت اسمها فى تاريخ الصحافة جيداً، واستطاع بحكمة لا يقودها انفعال، وجهد لا ينقصه حماس أن يجيد فنون البقاء على القمة بعدما أصبح ضمن قائمة قليلة شكلت حائط دفاع أول وربما أخير عن المهنة، ليقف فى وجه من أرادوا إقحام السياسة فى الصحافة، ومن أرادوا أن تتحول الصحافة إلى سياسة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة