بلدة سورية تضع الحليفتين أمريكا وتركيا على خط المواجهة

الإثنين، 12 فبراير 2018 04:49 م
بلدة سورية تضع الحليفتين أمريكا وتركيا على خط المواجهة تيلرسون
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وضع نزاع بين تركيا والولايات المتحدة بشأن السيطرة على بلدة بشمال سوريا البلدين الشريكين فى حلف شمال الأطلسى على خط مواجهة الأمر لذى أدى إلى تفاقم خلاف دبلوماسى بينهما قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون لتركيا.

وتواجه محادثات هذا الأسبوع صعوبة بالفعل بسبب الخلافات حول الحملة التى يشنها الرئيس رجب طيب إردوغان منذ تحركات الجيش فى 2016 واحتجاز مواطنين أمريكيين وموظفين فى القنصلية الأمريكية ومحاكمة مسؤول تنفيذى مصرفى تركى لمساعدة إيران فى التحايل على العقوبات الأمريكية. وأدى النزاع بشأن سوريا إلى زيادة صعوبة هذه المحادثات.

وأقامت القوات التركية والأمريكية، التى انتشرت كل منها بجانب مقاتلين محليين، مناطق نفوذ على حدود سوريا الشمالية. وفى تحرك أثار غضب أنقرة تحالفت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية، وهى فصيل تقول تركيا إن قادته يشرفون على التمرد فى أراضيها الجنوبية الشرقية.

ووصل النزاع إلى مرحلة المواجهة حول بلدة منبج السورية حيث هددت تركيا بطرد قوات سوريا الديمقراطية وحذرت الولايات المتحدة، التى لها قوات هناك، من التدخل.

وقال إردوغان الشهر الماضى قبل أيام من شن هجوم عسكرى ضد وحدات حماية الشعب فى منطقة عفرين بشمال غرب سوريا "هذا ما يجب أن نقوله لجميع حلفائنا لا تقفوا بيننا وبين المنظمات الإرهابية وإلا فلن نكون مسؤولين عن عواقب غير مرغوب فيها".

وأضاف أن تركيا ستحول اهتمامها إلى منبج على بعد نحو 100 كيلومتر شرقى عفرين فى أقرب وقت ممكن، لكن واشنطن تقول إنها لا تعتزم سحب جنودها من منبج، وزار اثنان من القادة الأمريكيين المدينة الأسبوع الماضى لتعزيز هذه الرسالة.

كما حذرت من أن الهجوم الجوى والبرى الذى تشنه تركيا فى عفرين قد يؤدى إلى تفاقم أزمة إنسانية فى سوريا وزعزعة إحدى المناطق القليلة فى البلاد التى ظلت مستقرة خلال سبع سنوات من الحرب الأهلية.

وفى تقييم صريح وإن كان ربما مخففا بعض الشئ لزيارة تيلرسون قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تتوقع "محادثات صعبة" فى أنقرة.

وبالنسبة لتركيا وضع النزاع العلاقات مع الولايات المتحدة على شفا الانهيار.

وقال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو اليوم الاثنين "سنناقش هذه القضايا خلال زيارة تيلرسون، علاقاتنا تمر بمرحلة حرجة للغاية إما سنحسن علاقاتنا أو ستتدهور تماما".

مع تصاعد حدة الخلاف بين واشنطن وأنقرة، قامت تركيا ببناء جسور مع القوتين المنافستين روسيا وإيران، رغم أن دعمهما ساعد فى ترجيح كفة الرئيس السورى بشار الأسد فى المعركة بينما لا تزال تركيا تدعم مقاتلى المعارضة الذين يريدون الإطاحة به.

واتفقت الدول الثلاث على خطة لم تؤت ثمارها حتى الآن لخفض القتال بين الجيش السورى الذى تدعمه القوات الجوية الروسية والفصائل المدعومة من إيران والمقاتلين الجهاديين ومقاتلى المعارضة المدعومين من تركيا، وتقول تركيا إنها نالت موافقة من روسيا التى تسيطر على معظم المجال الجوى فى غرب سوريا لشن عملية عفرين.

وعلى النقيض تقول أنقرة إن واشنطن لم تف بعد بعدد من الالتزامات مثل وقف تسليح وحدات حماية الشعب الكردية واستعادة الأسلحة التى قدمتها للوحدات بالفعل بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا وسحب قوات وحدات حماية الشعب من منبج.

وقالت جولنور أيبيت كبيرة مستشارى إردوغان للعلاقات الدولية إن زيارة اثنين من القادة العسكريين الأمريكيين لمنبج كانت "بادرة عسكرية خرقاء" غلب عليها قصر النظر والتهور.

وقالت لرويترز "ليس مفيدا للجنرالات الأمريكيين فى الميدان القيام باستعراض يتسم بالوقاحة والاستفزاز فى منبج بجانب وحدات حماية الشعب فى الوقت الذى تحاول فيه الولايات المتحدة وتركيا إيجاد أرضية مشتركة".

قال إردوغان كذلك إن تركيا "ستسحق" القوة التى تخطط الولايات المتحدة لتطويرها فى الاجتياح الكبير لشمال سوريا الذى تسيطر عليه وحدات حماية الشعب وحلفاؤها فى الوقت الراهن ، بما فى ذلك أكثر من 400 كيلومتر من الحدود مع تركيا.

وتجد نبرته الصارمة، قبل عام من انتخابات رئاسية وبرلمانية، صدى فى بلد يشير استطلاع للرأى نشرت نتائجه اليوم الاثنين إلى أن 83 فى المئة من سكانه ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل سلبى.

كما اظهر الاستطلاع الذى أجراه مركز التقدم الأمريكى أن 46 فى المئة من الأتراك يعتقدون أن على بلادهم أن تبذل المزيد من الجهود لمواجهة الولايات المتحدة مقابل 37 فى المئة يعتقدون أنها يجب أن تحافظ على تحالفها مع واشنطن.

وعززت هذه المشاعر موقف إردوغان الرافض للخضوع فى نزاعات أخرى مع واشنطن.

ورفض إردوغان الانتقادات التى وجهت للحملة التى شنتها تركيا منذ التحركات العسكريه فى يوليو 2016 والتى قتل خلالها 250 شخصا، وقال إن الرد مبرر بسبب التحديات الأمنية التى تواجهها تركيا.

كما قال إن إدانة المحكمة الأمريكية لمسؤول تنفيذى فى بنك خلق المملوك للدولة فى تركيا بتهمة مساعدة إيران على التهرب من العقوبات المفروضة عليها هى "محاولة انقلاب سياسية" أظهرت أن الشراكة الأمريكية التركية تتآكل.

وفى أكتوبر تشرين الأول اتهم إردوغان القنصلية الأمريكية فى اسطنبول بإيواء موظف له صلات مع رجل الدين فتح الله كولن المقيم فى أمريكا والذى اتهمته أنقرة بتدبير التحركات العسكرية. وطلبت تركيا تسليم كولن الذى نفى أى صلة بتحركات الجيش.

وأدى احتجاز تركيا لموظفين محليين يعملان فى القنصلية الأمريكية دون تقديم أدلة حسبما تقول واشنطن إلى تعليق البلدين خدمات إصدار التأشيرات. وحتى عندما استؤنفت الخدمات اختلف البلدان علنا ​​بشأن الضمانات التى قدمت لتسوية خلافهما.

وقال أوزجور أونلو هيسار جيكله من صندوق مارشال الألمانى للولايات المتحدة الذى يروج للتعاون عبر الأطلسى فى تقرير نشر قبل رحلة تيلرسون " لم يعد بالإمكان التعامل مع التحالف الأمريكى التركى على أنه أمر مسلم به".

وأضاف "حقيقة أن هذه العلاقة سبق وصمدت أمام عدة اختبارات ضغط فى الماضى ليست ضمانة بأنها ستصمد هذه المرة". 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة