فيديو.. حكاية شاب الزمالك المشرد.. "نور" يعيش بالشارع منذ 15 عاما هربا من زوج والدته.. عمل 5 أعوام بجمع القمامة حتى أصيب بالبلهارسيا.. ورجال الشرطة يوفرون له الطعام وأماكن الاستحمام.. وغرفة بالوراق أقصى طموحاته

دائماً تختبئ القصص والحكايات، والمآسى الإنسانية، خلف المشردين فى الشوارع، الذين يفترشون الأرض، ويتخذون من الأسوار وأسفل الكبارى سكنا لهم.

ومن بين هذه القصص، ظهرت حكاية الشاب "نور"، صحاب الـ24 عاما، الذى يتواجد بصفة مستمرة منذ أكثر من 15 عاما، على الرصيف المقابل للنادى الأهلى بالجزيرة، ويبات ليلته أسفل الكوبرى، لا يمتلك سوى مصحفا، يظل يقرأ فيه طوال يومه، و"سبحة" يعلقها فى رقبته.

استوقفت حالة نور، المواطن نزار شفيق، الذى ظل يشاهده يوميا طيلة 6 أشهر، أثناء مروره بهذا المكان عائداً من عمله، إلا أنه فى إحدى الليالى قرر النزول له والتحدث معه ليكشف عن قصته، وتفاصيل حكايته التى جعلته مشرداً بالشارع.

يقول نزار شفيق لـ"اليوم السابع" إنه نزل من سيارته يوم الخميس الماضى، واستأذن نور فى أن يسجل معه مقطع فيديو، وقدم له بعضا من الطعام الذى كان بحوزته، ليسأله عن أحواله ومن يتولى رعايته، وحاز الفيديو الذى صوره نزار على ما يقرب من نصف مليون مشاهدة عبر موقع "فيس بوك".

بعد نشر الفيديو، قرر نزار أن لا ينتظر المساعدات، وأن يذهب بنور إلى المستشفى، ليبدأ معه رحلة العلاج، وبالفعل نقله إلى مستشفى وادى النيل، ليبدأ تلقى علاجه.

ورغم أنه لا يمتلك سكنا، أو وظيفة يعمل بها، إلا أنه يبدو مغايراً للهيئة التى يعرف بها أصحاب هذه الحالات المشابهة، فيظهر نور بملابس نظيفة، فهو يحرص على تبديل ملابسه والاستحمام داخل أحد المساجد.

كما أن ضباط شرطة قصر النيل، يعطونه قدراً من العناية والرعاية، وهو ما أكده نور بقوله: "معايا بعد ربنا الحكومة محمد بيه على بيدخلنى استحمى فى الحمام بتاعه، وفى رمضان بيجبولى الفطار قبل ما هم يفطروا".

نور وفقاً لما رواه بالفيديو، فإنه من نزح من محافظة الشرقية قبل 12 عامأ، بسبب تعنت جدته أم والدته، وزوج والدته، الذين لم يرغبوا فى بقائه معهم.

وتابع نور: "ريحت دماغى وجيت على القاهرة، وبدأت اشتغل فى لم الزبالة، لغاية من 5 سنين بس بدأت أتعب ولقيت نفسى برجع دم، ولو طلعت دور واحد بدوخ، ولو شيلت كيلو واحد ممكن أقع".

يعانى نور من مرض البلهارسيا، ومصاب بكهرباء زائدة على المخ، أدت لإصابته بثقل فى النطق، وكذلك شلل جزئى ليديه.

"اليوم السابع" تواصل هاتفياً مع نور، خلال أول أيام علاجه داخل المستشفى، عن طريق نزار شفيق، وأكد أنه لا يريد سوى غرفة يسكن بها تقيه شرور النوم فى الشارع، ووظيفة أو مشروع يناسب حالته الصحية ليكسب منها قوت يومه.

وقال نور: "نفسى فى أوضه 4 حيطان، أنام فيهم، وأى مشروع آكل منه عيش، حتى لو كشك جرايد، ونفسى تكون الأوضة فى الوراق"، بهذه الكلمات لخص نور مطالبه البسيطة وآماله التى ينشدها من الحياة.

وأردف: "على فكرة أنا بعرف أكتب واقرأ يعنى مش جاهل، واعرف اشتغل واصرف على نفسى، بس عايز حاجة تناسب وضعى الصحى".

 

نور داخل المستشفى

نور يمسك بالمصحف ويجلس على الرصيف