سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10فبراير 1914.. الأحزاب العربية فى تركيا تجتمع لبحث أسباب القبض على «عزيز المصرى»

السبت، 10 فبراير 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10فبراير 1914.. الأحزاب العربية فى تركيا تجتمع لبحث أسباب القبض على «عزيز المصرى» الضابط عزيز المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظل الضابط عزيز المصرى، فى دائرة البوليس فى استانبول بتركيا طوال يوم 9 فبراير عام 1914، بعد القبض عليه ظهر نفس اليوم «راجع: ذات يوم- 9 فبراير 2018»، وبالرغم من محاولات الضابط العرب فى استانبول معرفة أسباب القبض عليه، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى شىء، ويؤكد «صبرى أبوالمجد» فى كتابه «عزيز على المصرى وصحبه.. بناة الوحدة العربية الإسلامية 1900-1916» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة» دعوة إلى دائرة البوليس فى استانبول، ولما ذاع الخبر فى الآستانة قام العرب بمظاهرات عديدة فيها».
 
يؤكد أبوالمجد: «فى 10 فبراير مثل هذا اليوم 1914»، عقد مندوبو الأحزاب العربية اجتماعا مهما للوقوف على الأسباب التى أدت إلى القبض على عزيز بك، وإجراء ما تقتضيه الحال ثم قابلوا جمال باشا، وطلعت بك وغيرهم فسمعوا منهم كلهم جوابا واحدا وهو أن عزيز بك أخوهم وحبيبهم، وأن وزارة الحربية تحقق معه فى بعض الشؤون العسكرية التى تتعلق بأمر الدفاع عن الدولة، وأن الحكومة قررت تعيينه واليا على البصرة، ولكن العرب لم ينخدعوا بكذب الاتحاديين هذه المرة، فقاوموا بمظاهرات عديدة فى الآستانة وطلبوا من الحكومة أن تعجل فى محاكمة عزيز بك، وأن يضاف إلى المجلس العسكرى الذى يتولى أمر هذه المحاكمة لجنة من أركان الحرب وكبار الأمراء العسكريين الخبيرين بالشؤون الحربية، فلم تفعل شيئا من ذلك، وألفت المجلس العسكرى، وبدأت المحاكمة فى أبريل سنة 1914».
 
يوضح «أمين سعيد» فى مجلده الأول «الثورة العربية الكبرى- تاريخ مفصل جامع للقضية العربية فى ربع قرن» عن «مكتبة مدبولى- القاهرة»، أن القبض على عزيز المصرى وإحالته إلى المحكمة العسكرية جاءت لاتهامه بأنه أساء التصرف فى 30 ألف ليرة عثمانية تسلمها من القائد العثمانى أنور باشا، حين مغادرته طرابلس الغرب، وطلبت منه حسابا عن طريقة إنفاقها، ويذكر أبوالمجد، أن المحاكمة، حضرها شهود ضد «المصرى» وهو، سليمان بك العسكرى، رمزى المهداوى، ضيا أفندى، الملازم أنور الدين أفندى، رشيد أفندى، وأدلوا أمام المحكمة بشهادتهم التى تتعلق بمجمل الاتهامات الموجهة ضد «المصرى»، وينقل «أبوالمجد» خلاصة أقوال هؤلاء الشهود كما وردت فى محضر الجلسة الرسمى، واللافت أنها جميعا تتعلق بما يمكن تسميته بـ«العرب» ضد «الترك».
 
ينقل «أبوالمجد» من محضر الجلسة الرسمى: قال سليمان العسكرى: إن فكرة عزيز بك تناقض المصلحة العثمانية، فقد سعى وهو فى طرابلس الغرب فى بعث الفكرة العربية بين الأهلين، وفى إناء دولة عربية مستقلة يتولى هو إدارة شؤونها، وكاد ينجح فى سعيه لولا معاكستى أنا وبعض الضباط الأتراك»، وقال رمزى أفندى: «إن عزيز بك اجتمع بالإيطاليين أثناء الحرب اجتماعا مهما، ولكنى لا أعرف ما دار بينهم من الكلام»، وقال ضيا أفندى: إن عزيز بك عدو للأتراك عموما وعدو لأنور باشا خصوصا، فهو خائن للدولة التركية»، وقال نور الدين أفندى: «إن عزيز بك اتفق مع الإمام يحيى «إمام اليمن» على نهج خطة واحدة الغرض منها ضم اليمن إلى مصر، وكان يسعى وهو فى بنغازى «ليبيا» إلى تنفيذ هذه الفكرة وجعل بنغازى واليمن دولة عربية واحدة»، وقال رشيد أفندى: «إن عزيز بك أعرب عن سروره أمامى لما أصاب المسلمين فى البلقان»، وفى 4 أبريل عقدت جلسة ثانية لسماع شهادة العبدالماس الذى قبض عليه فى السودان فى عام 1913، وشخض آخر يدعى قاسم كان قهوجيا عند عزيز بك فى برقة، فقال العبدالماس: «سمعت فى برقة «ليبيا» أن عزيز بك استلم من الإيطاليين مبلغا من المال لايقل عن 15 ألف ليرة مقابل تسليمهم البلاد».
 
كان الحديث عن الحرب فى برقة يعود إلى عام 1911، ووفقا لأبوالمجد فإنه فى يوم 27 سبتمبر 1911، وجهت إيطاليا إنذارا للدولة العثمانية، ثم بدأت الحرب بعد يومين، وكان عزيز قائدا للقوات العثمانية، وعمر المختار قائدا لشيوخ الزوايا، وظل عزيز يقاتل حتى وصل إلى الإسكندرية فى يوليو 1913، ولأعماله البطولية أطلق عليه الليبيون لقب «بطل برقة»، أما عمر المختار، فيتذكره «المصرى» لأبوالمجد: «أبلى بلاء حسنا فى حربه ضد الطليان، وكان لديه مال قليل وعدد قليل من الجنود، لكنه صمد ودحر الطليان، وحارب بإخلاص، وكان العرب يعدونه وليا وكانوا يتبركون به، فكان كثيرا ما يأتى إليه العرب ويقطعون قطعا من ثيابه يعلقونها عليهم، كان العرب فى ليبيا متأخرين ويعتقدون كثيرا فى السحر والخرافات».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة