قال الموسيقار محمد سلطان، إن أسماء الله الحسنى فيها الوهاب بما يعنى الموهبة، والفنان الذى يعمل على إبداع جملة موسيقية لابد وأن تكون لديه الموهبة من عند الله.
وأضاف "سلطان" فى ندوته بمعرض القاهرة للكتاب، إن الحب والغناء مرتبطان لأن المستمع للموسيقى يخاطب الطرف الآخر بالأغانى، حتى فى حالات الحزن يرتبط ذلك بالاستماع إلى الموسيقى، لذا فإن الموسيقى والغناء أمر مهم فى حياتنا جميعًا، وتابع: "الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، اكتشفت موهبتى أثناء صغرى وأوصى والدى ووالدتى بالاهتمام بى، وقال لهما: "هذا الولد سيكون ذا شأن فى المستقبل".
وأشار "سلطان"، إلى أن والده كان ضابطًا فى الشرطة ولم يهتم بالأمر كثيرًا إلا أن والدته كانت لديها نزعة فنية فهى تعزف بيانو وعود واهتمت كثيرا بتطوير وتنمية موهبته، مضيفًا أن موهبة الإبداع الفنى والموسيقى من المواهب العظيمة التى يمن بها الله على عباده، فالموهبة تولد مع الإنسان، وأوضح أن نجاح الموسيقى مرتبط بالمواهب التى أعطاها الله لكثير من المصريين .
ومن جانبه، قال الدكتور راجح داوود، إن الموسيقى خاصة والفنون بصفة عامة كقوى ناعمة تواجه التطرف تراجعت بشكل كبير وتدريجى منذ سبعينيات القرن الماضى وحتى يومنا، مشيرًا إلى أن الغناء عند الشعوب ليست وظيفتها الوحيدة هى الترفيه، وإن كان هذا أحد جوانبها.
وأضاف "داوود"، أن العمال فى الأعمال الشاقة كثيرًا ما نجدهم يرددون الغناء بأغنية ما، وهنا نجد أن الغناء يؤدى وظيفة مهمة فى قتل الملل وتنظيم حركة العمل وزيادة الحماسة بين العمال، كما أن هناك أنواع جديدة من الأغانى المرتبطة بكثير من المناسبات مثل الأغانى الوطنية والدينية والاجتماعية والأسرية.
وأشار الدكتور راجح داوود، إلى أن الدور الذى تلعبه الموسيقى فى دور الشعوب لا يقل عن الأدوار الأخرى لكثير من الجوانب فى تنمية المجتمع، وعلى سبيل المثال الرقى بالذوق العام، مشيرًا ألى أنه فى وقتنا الحاضر يمكن أن نلمس فساد الذوق العام، وذلك مرتبط بتراجع دور الفنون والموسيقى والرياضة، خاصة أن تلك الأنشطة انتهت تمامًا فى المدارس المصرية ما أثر على النشء.
وأوضح راجح داوود، أن الاهتمام بالثقافة والفنون ترجع مسئوليته على جهتين أولها مؤسسة التعليم، مضيفًا "من وجهة نظرى أن المؤسسة التعليمية فى مصر ضد تطوير الفنون والثقافة، لأنها لا تهتم بهما"، مشيرًا إلى أن الجهة الثانية هى المؤسسات الإعلامية، إلا أنها لا تهتم إلا بالموضة والكثير من الأمور السطحية، وكذلك السماح لبعض الشيوخ المتطرفين الذين يحرمون الفنون والموسيقى والغناء، وجميعها أفكار هدامة ومخربة تمتد لسنوات.
وفى السياق ذاته، قالت الدكتوة رشا طموم، إن البشر يختلفون فى ثقافاتهم وطباعهم، ولكنهم يجتمعون فى موسيقى الطبيعة من حولهم، مضيفة إذا اختلفت لغات المجتمعون فى مكان ما سيحتاجون وسيط للترجمة للتواصل، ولكن لغة الموسيقى ستكون نافذه بنفسها للجميع دون حاجة الى وسيط.
وأضافت "طموم"، إذا استطعنا تطوير لغة الموسيقى يمكن فى تلك الحالة استخدامها كقوى ناعمة فى تطوير المجتمع داخليًا والتواصل والنفاذ خارجيًا إقليميًا ودوليًا، مشيرة إلى أن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلك للدول فى التأثير على جيرانها وأن تكون أداتها لجذب الدول الأخرى.
وأشارت طموم، إلى أن الموسيقى دبلوماسية ناجحة جدًا فى التقارب بين الشعوب بعيدًا عن الدبلوماسيات الجامدة التى يمكن أن تنفر بين الشعوب فى بعض الأحيان، على عكس الموسيقى التى تخلق التجانس بين الشعوب، مؤكدة أن مصر لها دور رائد وعظيم فى هذا المجال.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)