يطرح المخرج البوسنى ميروسلاف مانديتش وذلك من خلال فيلمه I Act Iam"" تساؤلا، كثيرا ما طرح فى الأوساط الفنية ومعاهد دراسة التمثيل فى العالم، ومفاده؛ هل يمكن أن ينغمس الممثل فى أداء دوره لدرجة تفقده إحساسه بنفسه ويتحوّل إلى الشخصية التى يجسّدها ؟
الفيلم إنتاج مشترك بين سلوفينيا والبوسنة والهرسك، ويدور حول 4 ممثلين هم لينا ونيكو ولوكا وإيفا، يجسد ثلاثة منهم شخصيات مختلفة، لكن ما يربط بينهم هو أن ثلاثتهم يفقدون تدريجيا إحساسهم بمن هم ليتماهوا تماما مع الشخصيات التى يجسدونها، الأمر الذى يدفعهم إلى تبنى نمط حياة هذه الشخصيات، وذلك من خلال 3 قصص منفصلة، فهذه "لينا" تجد نفسها متورّطة فى جرائم سرقة أثناء بحث تقوم به عن شخصية السارقة التى تمثلها، ونيكو يبدأ فى الطواف على الملاجئ محاولا تكوين صداقات مع مشرّدين بعد أن سيطر عليه دور المتشرد الذى يلعبه، أما لوكا فقد بات مقتنعا تماما بأنه واقع فى حب إيفا بعد أن مثل دور حبيبها فى مسلسل تلفزيونى.
يقدم مانديتش من خلال فيلمه دراسة نفسية لعملية الأداء التمثيلى بما يصاحبها من جهد ذهنى وبدنى، وكيف يمكن أن يتحول الارتباط بالشخصية إلى نوع من الهوس يُفقد الممثل إحساسه بذاته، وهو ما ينتصر لمنهج ستانسلافسكى فى التمثيل القائم على "الاندماج" إذ يندمج الممثل مع دوره اندماجًا كبيرًا حتى وإن كان خارج المسرح، فى مقابل مدرسة التشخيص البريختية – نسبة إلى بريخت - ومفادها أن يعيش الممثل دوره لمرة واحدة، ثم يتدرب على تمثيل الدور بطريقة آلية، يخلق نموذجه فى خياله أو يتصور الشخصية ثم يقلدها بشكل كامل, فالممثل لا يعيش بدوره إنما يمثله.
صمم مانديتش لوحة ثلاثية الأبعاد بطريقة تتغذى بها القصص من بعضها البعض ، وسلط الضوء من خلال شخصياته على القضايا الاجتماعية لبيئة معينة مع الحفاظ على الفكرة الرئيسية، ففى كل قصة يسعى أحد الممثلين تلبية ما تمليه عليه مشاعره .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة