قبل المصور الدنماركى.. كيف تخيل نجيب محفوظ "الحب فوق هضبة الهرم" من 39 سنة؟

الجمعة، 07 ديسمبر 2018 08:00 م
قبل المصور الدنماركى.. كيف تخيل نجيب محفوظ "الحب فوق هضبة الهرم" من 39 سنة؟ الأديب العالمى نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فؤجى عدد كبير من متابعى مواقع التواصل الاجتماعى، فى ساعات متأخرة من مساء أمس الخميس، بانتشار مقطع فيديو وصور لمصور دنماركى يدعى أندريس هافيد قام بتسلق الهرم برفقة صديقته، حيث تخصص هذا المصور فى التصوير"العارى".
 
وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، عبر الكثيرون عن غضبهم بسبب الفيديو والصور وما يتضمنه من مشاهد خارجة ومخلة لا تتناسب مع تقاليد وعادات الشعب المصرى.
 
201812061056325632
 
وفى الوقت الذى تقوم فيه وزارة الآثار، بمتابعة الأمر، وبحث كيفية تسلل المصور سالف الذكر وصديقته الدنماركية، والصعود إلى سطح الهرم، ربما يكون الأديب العالمى نجيب محفوظ، جاوب على بعض التفسيرات التى طرأت على تفكير البعض عن السبب وراء ذلك.
 
الفيديو والصور العارية التى تم تداولها، عرفت إعلاميا باسم "الحب فوق هضبة الهرم" فى إشارة إلى إحدى المجموعات القصصية لصاحب نوبل الآداب عام 1988، الأديب العالمى نجيب محفوظ، وفى داخل القصة التى تحمل اسم المجموعة التى صدرت عام 1979، كان هناك مشهد يكشف كيفية الدخول إلى الهرم، وممارسة الحب.
 
1028328229
 
وتدور قصة "الحب فوق هضبة الهرم"، التى تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائى إنتاج عام 1986، من بطولة الفنان أحمد زكى، والفنانة آثار الحكيم، حول قصة شاب يدعى على عبد الستار، يواجه مشكلة فى عدم القدرة على الزواج وقلة الدخل وعدم العثور على عمل مناسب أو السكن، يتعرف على فتاة زميله له فى العمل، وبعد مواجهة أزمات متتالية فى إتمام الزواج بسبب عن وجود شقة، وصعوبة العيش فى بيت الاهل، نظرا لعدم القدرة على تكاليف الحياة الباهظة، يتزوجان سرا، وحين حاولا ممارسة الحياة الزوجية الطبيعية لم يجدا أفضل من جدران الأهرامات.. فماذا حدث لهما.
 
الحب فوق هضبة الهرم
الحب فوق هضبة الهرم
 
يقول نجيب محفوظ، على لسان بطل الرواية على: كان رفضها لفكرة الفندق قد أرجعنى إلى حيرة العذاب، ورغم أن الأمل فى الرسو على بر، بعد تقبلنا للهجرة، بات ممكنا إلا أن عذابى لم يبرد، ومضيت ذات مساء لا يخلو من دفء إلى هضبة الهرم، لم يبق الهلال الوليد فى السماء إلا قليلا ثم انتشر ظلام مريح.
 
عن يمننا ويسارنا مرقت الأشباح إلى الخلاء وذابت فى الظلمة، طوقتها بذراعى بحنان وشوق ونحن نتعثر على مهل حتى توقفنا تمام، ملت نحو أذنها لأهمس لها بخواطرى المضطرمة، ولكنها لكزتنى لكوعها قائلة فى تحذير: انظر!.
 
رأيت شبحا قادما تبينته شرطيا عندما وقف أمامنا، اضطربت، واتجه وعيى نحو الوثيقة فى جيبى، قال الشرطى: سلام عليكم.
فقلت وأنا أجهل ما وراء سلامه: وعليكم السلام.
 
مشهد من فيلم الحب فوق هضبة الهرم يصور الواقعة
مشهد من فيلم الحب فوق هضبة الهرم يصور الواقعة
 
صمت فانتظرت الخطوة التالية ولكنه لم ينبس ولم يتحرك فقلت: نحن نشم الهواء أنا وزوجتى.
فقال بنبرة واضحة: متزوج أو غير متزوج، لا يهم.
 
فقلت بتحد: لسنا وحدنا، الخلاء ملىء بأمثالنا.
فقال ضاحكا: أفعل مثلهم.
 
زايلنى الارتباك ففطنت إلى مقصده، دسست يدى فى جيبى مستخرجا ورقة ذات الخمسة والعشرين قرشا ومددتها إليه، تناولها ثم قرأها على ضوء بطارية، ثم ردها قائلا: مقامك جنيه على الأقل.
ولما ذهب قلت ضاحكا: أرخص من الفندق بما لا يقاس.
 
فهتفت: يا للعار!.
 
فضممتها إلى بحرارة وأنا أقول معتذرا: إنها ظروف استثنائية لعينة، ولسوف نضحك عليها فى القريب.
وأطلت علينا القرون من فوق الهرم، وهى كفا بكف.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة