وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، رسالة سياسية إلى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وحكومة الاحتلال الاسرائيلى بأن الشعب الفلسطينى فى كل أماكن تواجده، متمسك بحقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير والاستقلال والعودة وفقا للقرار الأممى 194، وذلك بمناسبة مرور عام على الاعتراف غير القانونى بالقدس عاصمة لإسرائيل وإسقاط ملفات الحل النهائى بما فيها قضية اللاجئين.
جاءت رسالة عريقات خلال جولة سياسية فى بيت لحم، بمناسبة الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، افتتحها مساء أمس فى مخيم عايدة فى الوطن ومخيمات مار الياس وضبية والبص فى لبنان عبر الفيديو كونفرنس، بالتعاون مع اللجان الشعبية فى هذه المخيمات.
ووضع عريقات المشاركين بصورة المستجدات السياسية والعلاقة مع إدارة ترامب والاحتلال، مؤكدا على مواقف القيادة الثابتة فى رفض صفقة القرن، وقال: ان "وجودنا اليوم هنا فى مخيمات اللجوء وبين أبناء شعبنا اللاجئين فى الوطن والمنافى هو رسالة إلى إدارة ترامب بأننا باقون ومتجذرون فى أرض آبائنا وأجدادنا، وسنحافظ على حقوقنا وسنناضل من أجل إنجازها طال الزمن أو قصر".
وأضاف "قد يقدم ترامب وفريقه خطة سلام لجعل الجانب الفلسطينى يرفضها ويحمله مسؤولية تدهور الأوضاع، لكننا مصرون أن السلام يتأتى فقط من خلال إنهاء الاحتلال وتجسيد سيادة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفير حل عادل لقضية اللاجئين وفقا للقرار الأممى 194، والإفراج عن جميع الأسرى".
واشار عريقات إلى محاولات إسرائيل، والسلطة القائمة بالاحتلال، وإدارة ترامب إلى تحويل الصراع إلى دينى مشددا على "أننا لن ننجر إلى هذا المربع، فصراعنا وطنى وسياسى على الأرض والحدود والحق فى إنهاء الاحتلال، والعيش بسلام فى دولتنا المستقلة".
وتساءل:"كيف يمكن أن يشكل الاعتراف بدولة فلسطين وحصول الشعب الفلسطينى على حريته واستقلاله تهديدا، وكيف يمكن أن يشكل إنهاء الاحتلال تهديدا؟" . مطالبا دول العالم بدفع السلام قدما من خلال دعم حل الدولتين والاعتراف بفلسطين، ومحاسبة إسرائيل على خروقاتها ودعم إصدار قاعدة بيانات الأمم المتحدة حول الشركات العاملة فى الاستيطان، ودعم خطوات القيادة الفلسطينية على المسار القانونى والسياسى والدبلوماسي، ودعا أبناء الشعب الفلسطينى على إبقاء الأمل فى نفوسهم.
وشدد على أن هذا الوضع ليس مستداما وأن السلام ممكن، ولكن ليس أى سلام، بل سلام يستند إلى قواعد القانون الدولى والشرعية الدولية التى تحصن شعبنا وتحمى حقوقه المشروعة التى كفلتها لهم، مؤكدا أهمية التمسك بالقانون الدولى والشرعية الدولية لأن هذه الشرعية الدولية التى انقلبت عليها إدارة ترامب تمنح الفلسطينيين حقهم بتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، والحق فى القدس عاصمة لهم، والسيطرة على مواردهم ومصادرهم الطبيعية وغيرها.
ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية ستواصل توجهها إلى المؤسسات الدولية فى العام 2019، بما فى ذلك المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الانسان ومجلس الأمن من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطين، وإيجاد آليات عملية لتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى ، أكد عريقات أن القيادة الفلسطينية بذلت الجهود من أجل إبطال التحرك الأمريكى فى مجلس الأمن لإدانة حركة حماس، داعيا إلى قبول التنفيذ الشامل والأمين لاتفاق أكتوبر 2017 بشكل تدريجى تحت إشراف الشقيقة مصر، وصولا إلى العودة ﻹرادة الشعب وإجراء انتخابات عامة.
وأكد أن القيادة الفلسطينية تضع قضية الأسرى على رأس أولوياتها وتطرح قضاياهم وتتابعها على أعلى المستويات الدولية، وأن منظومة القمع والأسر الاستعمارية لن تدوم وأن شعبنا على موعد مع الحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة