وائل السمرى

منى برنس.. «الشاذة» التى تؤكد القاعدة

الخميس، 06 ديسمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعرف جميعا لأن لكل قاعدة شواذ، وهو أمر أراه مقبولا، بل أراه طبيعيا أكثر من اللازم، فلولا الكتابة السوداء ما كنا لندرك بياض الورق، ولولا البقع القذرة ما كنا لندرك بهاء النظافة، وهكذا الأمر أيضا فى حياتنا الفكرية التى ظن البعض أن الانقلاب على ثوابتها يزحزح من مكانتها، لكنهم لم فهموا أبدا أنهم بذلك يؤكدون القاعدة التى أرست هذه القواعد، وأن التغيير بالصدمات لم يعد أمرا فعالا، بل صار أمرا مستفزا فى حياتنا بعد أن فقدت الصدمات معناها وجدواها.
 
منى برنس، آخر هذه النوعية من «الشواذ» الذين يؤكدون القاعدة، لماذا؟ لأنها لا تفعل شيئا حقيقيا بالمرة، مرة بعد مرة حاولت منى برنس أن تكسر القواعد، لكنها لم تفعل شيئا سوى تكسير نفسها، وهى حالة «مزرية» جديرة بجلب الشفقة، لا بتأجيج الغضب، حاولت منى برنس أن تجذب إليها الأضواء منذ سنوات، ولم تجلب لنفسها إلا الظلام، سعت مدرسة الأدب الإنجليزى إلى الصعود سريعا إلى سلم الشهرة عبر رواية تفننت فيها فى سرد الأوضاع الجنسية كسرا لما هو معتاد من تناول الجنس بشكل فنى يخدم الدراما ويطورها، ولأنها كانت مفتعلة أكثر من اللازم، بعيدة عن الإتقان الفنى بمسافة شاسعة، لم تظفر روايتها بضجيج ولم تستطع أن ترسخ علامة، وحينما اشتعلت أحداث 25 يناير حاولت «برنس» تسلق أسوار «الثورة» بشتى السبل حتى أنها أعلنت عن ترشحها للرئاسة، لكنها مع كل هذا لم تحظ باهتمام أكثر مما حظى به «أشرف بارومة» ذلك المرشح الذى أتى من المجهول وذهب إلى المجهول.
 
خفتت الأضواء عن «برنس» قليلا، فظهرت بتقليعة جديدة، ويا لمناسبة هذه الكلمة «تقليعة» بها الكثير من الأصوات الموحية، والمعانية الشعبية الوافرة التى تدل على كثير من «القلع والتعرى»، كانت تقليعة «منى» هى الظهور فى فيديو مصور وهى ترقص، وفى الحقيقية لم تستطع منى شحن جذب اهتمام الرجال أو النساء، لأنها ببساطة كانت تفتقد للحد الأدنى من الأنوثة أو الحد الأدنى من الجاذبية، وكانت المفارقة أقبح، فلا هى حظيت بجذب الرجال ولا هى حافظت على مكانتها الجامعية.
 
من هنا أفهم تماما ما فعلته «منى برنس» التى نشرت صورا لها مع السفير الإسرائيلي، فقد أرادت أى شىء من أى مصدر، لكنها للأسف لن تحظ بشىء من أى نوع، لماذا؟ لأن الزيف ينبع من وراء جميع تصرفاتها التى لا تدل على بؤسها وحدها، ولكن على بؤس من يتفاعل معها أو من يظن أنه سيحصد من ورائها أى شىء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة