الخلافات السياسية فى "داونينج ستريت" تنذر بخروج بريطانى من الاتحاد الأوروبى بلا صفقات.. مخاوف من "فوضى تجارية" فى 2019 وهجرة الشركات الكبرى خارج لندن.. وغموض حول مصير 3.7 مليون مهاجر أوروبى

الأحد، 30 ديسمبر 2018 01:36 م
الخلافات السياسية فى "داونينج ستريت" تنذر بخروج بريطانى من الاتحاد الأوروبى بلا صفقات.. مخاوف من "فوضى تجارية" فى 2019 وهجرة الشركات الكبرى خارج لندن.. وغموض حول مصير 3.7 مليون مهاجر أوروبى تيريزا ماى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 

رغم التفاؤل بإمكانية تمرير تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لصفقتها الخاصة بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبى فى عبر البرلمان فى يناير المقبل، إلا أن هذا لا يمنع استعداد الحكومة للخروج دون صفقة، لاسيما مع فوضى المشهد السياسى البريطانى حيث يرفض كثير من البرلمانيين اتفاق الخروج بينما يطالب آخرون بإجراء استفتاء ثان.

 

وعلى الرغم من أنه كان من المقرر أن يصوت النواب فى 11 ديسمبر الجارى على اتفاق "بريكست" الذى وافق عليه الاتحاد الأوروبى فى قمة تاريخية فى بروكسل فى نوفمبر الماضى، إلا أن إدراك "ماى" أنها متجهة إلى هزيمة كبرى، دفعها للاتجاه نحو تحول دراماتيكى، حيث أجلت التصويت على الاقتراح حتى يناير.

وعارض العديد من أعضاء حزب المحافظين الصفقة حتى أنهم أطلقوا تصويت حجب الثقة ضد رئيسة الوزراء التى تمكنت من النجاة منها، حيث فازت بـ200 صوتا مقابل 117.

ومع تفاقم الخلافات السياسية حول شروط المغادرة واعتبار عديد من أبرز أعضاء حزب المحافظين أن الخروج دون صفقة أفضل من الخروج الناعم، تزيد احتمالات الخروج دون صفقة.

 

ولكن ماذا يعنى الخروج دون صفقة؟

تيريزا ماى ورئيس المجلس الأوروبى
تيريزا ماى ورئيس المجلس الأوروبى
 

تعنى أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى لن يكونا قادرين على التوصل إلى اتفاق يحدد شروط مغادرة الأولى من التكتل الأوروبى. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فهذا يعنى أنه لن تكون هناك فترة انتقالية مدتها 21 شهرًا. وهذا يعنى أنه سيتعين على المستهلكين والشركات والهيئات العامة الاستجابة على الفور للتغييرات الناتجة عن مغادرة الاتحاد الأوروبى.

يقول الدكتور سيمون أوهيروود، أستاذ السياسة بجامعة سرى لصحيفة "أى نيوز": "فى 29 مارس من العام القادم، ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى وكل شيء مرتبط بأوروبا سيصل إلى نهايته".

وأضاف قائلا: "الخروج بـ(لا صفقة) لا يوقف مغادرة المملكة المتحدة، لكن هذا يعنى أنه لا يوجد أى وضوح على الإطلاق فيما يحدث." فى حين أن هذا احتمال، فى الواقع، لا تفضل المملكة المتحدة ولا الاتحاد الأوروبى التوصل إلى اتفاق لأنه يشير إلى فقر العلاقة السياسية. وأوضح أن سيناريو الخروج دون صفقة سيؤدى إلى انتشار عدم اليقين فى جميع مناحى الحياة فى بريطانيا.

 
 

ما الذي يمكن أن يحدث بالفعل بدون صفقة؟

 

التجارة

 

ستعود المملكة المتحدة إلى قواعد منظمة التجارة العالمية بشأن التجارة. في حين أن بريطانيا لن تكون ملزمة بقواعد الاتحاد الأوروبى، لذا ربما يفرض عليها التعريفات الخارجية للاتحاد الأوروبى. كما يمكن أن يرتفع سعر السلع فى المحلات التجارية للبريطانيين حيث يتعين على الشركات وضع التعريفات الجمركية على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبى. وربما يتم رفض بعض المنتجات البريطانية الصنع من قبل الاتحاد الأوروبى حيث قد تكون هناك حاجة إلى ترخيص جديد وشهادات جديدة. بالإضافة إلى أن بعض الشركات الكبرى ربما تشعر بالحاجة إلى نقل عملياتها إلى الاتحاد الأوروبي لتجنب التأخير فى المكونات القادمة عبر الحدود.
 

الشعوب

 
ستكون المملكة المتحدة حرة فى وضع ضوابطها الخاصة على الهجرة أمام مواطنى الاتحاد الأوروبى ويمكن للتكتل أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة للبريطانيين. وربما يسفر ذلك عن تأخير طويل على الحدود إذا زادت الجوازات والتعريفات الجمركية. 
 
 
أما المغتربون - 1.3 مليون بريطانى في دول الاتحاد الأوروبى و3.7 مليون أوروبى في بريطانيا – فسيكون من غير الواضح كيف سيتم التعامل معهم ومع حقوقهم من حيث الإقامة والعمل، فربما يجد المحترفون العاملون فى الاتحاد الأوروبى أن مؤهلاتهم لم تعد معترف بها، مما يعنى أنهم لن يعودوا قادرين على ممارستها. كما يمكن أن تتأثر الرحلات الجوية إلى الاتحاد الأوروبى.
 
 

قوانين

 
سيتم العمل بقوانين الاتحاد الأوروبى ذات الصلة، حتى لا يكون هناك ثغرات فى كتاب القانون البريطانى. ولكن لن يكون على بريطانيا بعد الآن أن تلتزم بأحكام محكمة العدل الأوروبية ولكنها ستكون ملتزمة بقوانين المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهى هيئة غير تابعة للاتحاد الأوروبى.
 

الأموال

 
لن تضطر الحكومة إلى دفع المساهمة السنوية البالغة 13 مليار جنيه إسترلينى إلى ميزانية الاتحاد الأوروبى. ومع ذلك، ستخسر بريطانيا بعض الإعانات الأوروبية - فالسياسة الزراعية المشتركة تعطى 3 مليارات جنيه إسترلينى للمزارعين.
 
 

الحدود الايرلندية

 
مسألة الحدود بين ايرلندا الشمالية والجمهورية ستبقى دون حل. في حين تم الاعتراض وضع الحدود، إلا أنها ستصبح حدود خارجية للاتحاد الأوروبى في حالة عدم وجود صفقة بريكست. سيكون هناك ضغوط لإنفاذ ضوابط الجمارك والهجرة.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة