رغم التفاؤل بإمكانية تمرير تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لصفقتها الخاصة بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبى فى عبر البرلمان فى يناير المقبل، إلا أن هذا لا يمنع استعداد الحكومة للخروج دون صفقة، لاسيما مع فوضى المشهد السياسى البريطانى حيث يرفض كثير من البرلمانيين اتفاق الخروج بينما يطالب آخرون بإجراء استفتاء ثان.

وعلى الرغم من أنه كان من المقرر أن يصوت النواب فى 11 ديسمبر الجارى على اتفاق "بريكست" الذى وافق عليه الاتحاد الأوروبى فى قمة تاريخية فى بروكسل فى نوفمبر الماضى، إلا أن إدراك "ماى" أنها متجهة إلى هزيمة كبرى، دفعها للاتجاه نحو تحول دراماتيكى، حيث أجلت التصويت على الاقتراح حتى يناير.
وعارض العديد من أعضاء حزب المحافظين الصفقة حتى أنهم أطلقوا تصويت حجب الثقة ضد رئيسة الوزراء التى تمكنت من النجاة منها، حيث فازت بـ200 صوتا مقابل 117.
ومع تفاقم الخلافات السياسية حول شروط المغادرة واعتبار عديد من أبرز أعضاء حزب المحافظين أن الخروج دون صفقة أفضل من الخروج الناعم، تزيد احتمالات الخروج دون صفقة.
ولكن ماذا يعنى الخروج دون صفقة؟

تيريزا ماى ورئيس المجلس الأوروبى
تعنى أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى لن يكونا قادرين على التوصل إلى اتفاق يحدد شروط مغادرة الأولى من التكتل الأوروبى. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فهذا يعنى أنه لن تكون هناك فترة انتقالية مدتها 21 شهرًا. وهذا يعنى أنه سيتعين على المستهلكين والشركات والهيئات العامة الاستجابة على الفور للتغييرات الناتجة عن مغادرة الاتحاد الأوروبى.
يقول الدكتور سيمون أوهيروود، أستاذ السياسة بجامعة سرى لصحيفة "أى نيوز": "فى 29 مارس من العام القادم، ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى وكل شيء مرتبط بأوروبا سيصل إلى نهايته".
وأضاف قائلا: "الخروج بـ(لا صفقة) لا يوقف مغادرة المملكة المتحدة، لكن هذا يعنى أنه لا يوجد أى وضوح على الإطلاق فيما يحدث." فى حين أن هذا احتمال، فى الواقع، لا تفضل المملكة المتحدة ولا الاتحاد الأوروبى التوصل إلى اتفاق لأنه يشير إلى فقر العلاقة السياسية. وأوضح أن سيناريو الخروج دون صفقة سيؤدى إلى انتشار عدم اليقين فى جميع مناحى الحياة فى بريطانيا.
ما الذي يمكن أن يحدث بالفعل بدون صفقة؟
التجارة

الشعوب

قوانين

الأموال

الحدود الايرلندية
