أفريقيا فى قلب أم الدنيا..السيسى يعيد مصر إلى أحضان القارة السمراء.. 21 زيارة للرئيس و112 اجتماعا تعيد أفريقيا إلى خريطة السياسة الخارجية لمصر.. و2019 تكلل إنجازات القاهرة برئاسة الاتحاد الأفريقى

الأحد، 30 ديسمبر 2018 11:30 ص
أفريقيا فى قلب أم الدنيا..السيسى يعيد مصر إلى أحضان القارة السمراء.. 21 زيارة للرئيس و112 اجتماعا تعيد أفريقيا إلى خريطة السياسة الخارجية لمصر.. و2019 تكلل إنجازات القاهرة برئاسة الاتحاد الأفريقى أفريقيا فى قلب أم الدنيا
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015 أنجز الرئيس 7 زيارات للقارة

 

- 6 زيارات لأفريقيا بين 8 يونيو 2016 و7 يونيو 2017

 

- 28 يناير 2017 فازت مصر بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى

 

- 2016 فازت مصر بعضوية مجلس الأمن عن أفريقيا لمدة عامين

 

- 45 مؤتمرا ومنتدى أفريقيا استضافتها مصر 

 
 
لم تغب أفريقيا عن اهتمام مصر، لا يرتبط الأمر بالسياق الراهن فقط، وإنما يضرب بجذوره فى عمق التاريخ، منذ سيّرت الملكة حتشبسوت رحلاتها إلى بلاد بونت «الصومال» فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حتى توسع محمد على فى الظهير الجنوبى خلال القرن التاسع عشر الميلادى، وصولا إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، عندما راهن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على العمق الأفريقى لمصر، وتحرك على محاور عدة لتعزيز علاقة القاهرة بالقارة السمراء.
 
Screen-Shot-2018-12-29-at-1.27.13-PM
 
 
ظل عبدالناصر يردد «ستظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله»، وأدرك ما لم يدركه غيره من الرؤساء المتعاقبين، وهو أن مصر رأس القارة وعليها أن تتصدى لقيادة هذا الجسد الضخم، حتى يستعيد عافيته ولا يشكو منه عضو واحد، وبعدما رحل جمال عبدالناصر غابت هذه النظرة قليلا، تحت ضغط الظروف السياسية وجهود تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلى، وأخذ الاهتمام يتراجع شيئا فشيئا، حتى غابت أفريقيا عن اهتمام النظام السياسى قبل 25 يناير.
 

الزعيم.. معشوق الأفارقة

 
عندما وضع جمال عبدالناصر اللبنة الأولى فى أسس السياسة الخارجية المصرية الحديثة، صاغها استنادا إلى 3 مرتكزات أو دوائر أساسية، حسبما أوضح فى كتابه «فلسفة الثورة»، وقد احتلت أفريقيا الموقع الثانى بعد العلاقات العربية التى حلت فى المرتبة الأولى، واستجابة لهذه الرؤية أولت مصر القارة السمراء اهتماما خاصا، فإلى جانب توثيق العلاقات الدبلوماسية، سعت القاهرة لاستئصال جذور الاستعمار التى كانت تتسلل فى أغلب بلدان القارة، فساند عبدالناصر حركات التحرر، وسخّر كل إمكانات مصر لخدمة الأشقاء والزعماء الأفارقة المؤمنين بفلسفة الثورة المصرية فى 23 يوليو 1952، وأثمرت هذه الجهود مساندة واضحة ودورا مباشرا فى تحرير كينيا وأوغندا وتنزانيا والكونجو وغيرها، فأصبح معشوق الأفارقة.
Screen-Shot-2018-12-29-at-1.27.04-PM
 
 
فى السنوات التالية لرحيل جمال عبدالناصر فقدت مصر زخم العلاقات مع القارة السمراء، فتراجع دورها التاريخى فى القارة، وانحسرت ريادتها متأثرة بالخلافات التى عصفت بالعلاقات العربية والأفريقية على أثر توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل فى العام 1979، وتجمدت بعض النشاطات الاقتصادية المشتركة، التى كانت إحدى عوامل التقارب بين مصر والقارة السمراء، وقتها بدأ الجسد الأفريقى ينفصل عن الرأس، وسارت العلاقات من سيئ إلى أسوأ، وأخذ الموضوع منحنى أكثر وضوحا فى العام 1995 بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق حسنى مبارك فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وما تبعها من غياب الرئيس المخلوع عن القمم الأفريقية المتوالية، لتشهد العلاقات فترة من الجمود والجفاء، رغم بعض المساعى الضئيلة للحفاظ على المصالح المصرية فى الظهير الأفريقى، ثم جاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية لتزداد الهوة اتساعا على خلفية تصاعد أزمة سد النهضة، وزاد الطين بلة فشل الرئيس المعزول محمد مرسى فى إدارة الملف وتأمين حصة مصر من مياه النيل.
 

السيسى يستعيد عرش أفريقيا

 
ميراث الجفاء الطويل الذى خلفته سنوات مبارك والثورة والإخوان، احتاج جهدا كبيرا من الدولة المصرية لتذويبه وتجاوز آثاره، وبجهود دؤوبة ومتواصلة عاد منحنى العلاقات المصرية الأفريقية للصعود مجددا، بعدما نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة مصر إلى محيطها الأفريقى، واستعادة مكانتها بين دول القارة، فى ضوء إدراكه الواسع لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة. وتجلى هذا بوضوح فى تأكيد الرئيس فى أكثر من مناسبة للأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية، واعتزاز القاهرة بانتمائها للقارة السمراء. ومن أقواله المهمة فى هذا الإطار: «عازمون على عودة مصر إلى مكانتها، والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بنا، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة».
 
القاعة-الرئيسيّة-للاتحاد-الأفريقي2
 
 
وقبل نحو 5 سنوات من الآن بدأت الدولة المصرية تكثيف جهودها لإعادة إحياء التعاون مع القارة السمراء، لتدب الحياة فى شرايينها من جديد، وتعود أم الدنيا إلى أحضاء الأشقاء فى أفريقيا، فاستأنفت مصر حضورها الواسع ونشاطها الكبير فى العمق الأفريقى، والآن بدأت حصاد ما زرعته، إذ كُلّلت جهودها الحثيثة بالفوز برئاسة الاتحاد الأفريقى فى دوراته المقبلة بالعام 2019.
 
وعلى مدار السنوات الماضية، حرصت الدولة المصرية على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقى، فى مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات المصرية فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة عموما، ودول حوض النيل خصوصا، فضلا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا» التابع لوزارة الخارجية.
 

خطاب سياسى مختلف

 
التحركات العملية للدولة المصرية تجاه القارة، واكبها خطاب سياسى جديد ومختلف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ما ساهم فى عودة مياه العلاقات المصرية الأفريقية إلى مجاريها، بينما يتواصل تأكيد الرئيس فى كل المحافل والمناسبات لتاريخية واستراتيجية علاقات مصر بالقارة السمراء، واعتزازها بانتمائها لها. وإلى جانب هذا حرصت مصر على قطع أشواط أبعد فيما يخص الانفتاح على دول القارة المختلفة، وتدشين مسارات متوازية من العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع دولها المختلفة، لتصبح حاضرة بقوة فى عشرات من الدول والمجتمعات، مستعيدة جانبا كبيرا من ميراثها العميق مع الدول الأفريقية ومواطنيها.
 
لسيد-الرئيس-ورئيس-الوزراء-الإثيوبي-يعقدان-جلسة-مباحثات-رسمي
 
 
وبالنظر إلى خريطة الجهود المصرية لمدّ أواصر الاتصال والتعاون مع دول القارة، يتجلّى الأمر واضحا فى تحرك عدد من الوزارات والمؤسسات لإبرام بروتوكولات واتفاقات شراكة مع عدد من الدول، لكن المؤشرات الأبرز على هذا التحول فى الرؤية المصرية للقارة السمراء تكشفها خريطة زيارات الرئيس التى بلغت 21 زيارة فى مناسبات أفريقية، بما يمثل أكثر من %33 من إجمالى الزيارات الرئاسية الخارجية بحسب تقرير للهيئة العامة للاستعلامات.
 

خريطة زيارات الرئيس

 
مؤشرات الاهتمام المصرى بأفريقيا جسدها تنظيم مصر عديدا من المنتديات والفعاليات الأفريقية، إضافة إلى عقد الرئيس السيسى 112 اجتماعا مع قادة وزعماء ومسؤولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، من إجمالى 543 اجتماعا عقدها مع زوار مصر من قادة ومسؤولى دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية. وتنوعت خريطة زيارات الرئيس لتتضمن 7 زيارات فى العام الأول لرئاسته «من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015» شملت: السودان بـ3 زيارات، وإثيوبيا بزيارتين، وزيارة لكل من غينيا الاستوائية والجزائر. وفى الفترة نفسها عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أو خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 213 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية 45 اجتماعا منها، شملت دول: إثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والمغرب، والجزائر، وليبيا، ومالى، وبوركينافسو، والصومال، والسنغال، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وتونس، وبوروندى، ورواندا، وجنوب أفريقيا، وغيرها، كما شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود من وزراء البيئة الأفارقة، ورؤساء تحرير الصحف الأفريقية، ووفد التليفزيون الإثيوبى، ووفد السوق المشتركة لشرق وجنوبى أفريقيا «كوميسا».
 
وخلال العام الثانى من رئاسته «8 يونيو 2015 حتى 7 يونيو 2016»، زار الرئيس السيسى إثيوبيا، إضافة إلى مشاركته فى قمة الهند أفريقيا. وفى تلك الفترة عقد اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زيارات لمصر، أو خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 175 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية منها 42 اجتماعا، شملت دول: إريتريا، وزيمبابوى، ومالاوى، وموزمبيق، وأوغندا، والجابون، والنيجر، وموريتانيا، ونيجيريا، وتوجو، وإثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والجزائر، وليبيا، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وبوروندى، وجنوب أفريقيا، والمغرب والكونغو الديمقراطية وغيرها. كما شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود رؤساء تحرير الصحف الأفريقية، والدبلوماسية الشعبية الإثيوبية، وبنك التنمية الأفريقى، وسكرتير عام تجمع الكوميسا، ورئيس برلمان عموم أفريقيا، ووزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وغيرها. وفى 28 يناير من العام نفسه فازت مصر بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى، والعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولى عن القارة لعامين «2016/ 2017».
 
لقاء-رئيس-أنجولا-‎
 
 
وفى السنة الثالثة للرئيس عبدالفتاح السيسى «8 يونيو 2016 حتى 7 يونيو 2017» أنجز 6 زيارات لأفريقيا، تضمنت المشاركة فى القمة الأفريقية فى العاصمة الرواندية كيجالى، والقمة العربية الأفريقية فى مالابو، والقمة الأفريقية فى أديس أبابا، إضافة إلى زيارات ثنائية لكل من السودان وأوغندا وكينيا. كما زار الرئيس أوغندا فى 22 يونيو 2017 لحضور قمة دول حوض النيل، والقمة الألمانية الأفريقية فى 3 يوليو 2017، إلى جانب جولة رئاسية شملت 4 دول: تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، كما استضافت مصر نحو 25 اجتماعا أفريقيا.
 
أما أحدث اللقاءات والزيارات المتبادلة، فتضمنت عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر مؤخرا، كان أبرزها زيارة الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى للقاهرة فى 8 مايو 2018، إذ استقبله الرئيس السيسى فى قصر الاتحادية، وأثمر اللقاء عن إعلان خطة تعاون ثنائية فى مجالات الزراعة والتجارة والمناطق الصناعية والكهرباء والطاقة المتجددة، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين، ليتوج الرئيس ومؤسسات الدولة جهود 4 سنوات من العمل المتواصل، باكتمال العودة إلى أحضان الأشقاء فى القارة السمراء.

نقلا عن العدد اليومى..

p.4

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة