قصة "ضريح لم يكتمل".. 3 أشقاء ينقلون جثمان والدهم بعد دفنه بـ5 شهور للمنزل

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 02:35 ص
قصة "ضريح لم يكتمل".. 3 أشقاء ينقلون جثمان والدهم بعد دفنه بـ5 شهور للمنزل مقابر القرية
بنى سويف - أيمن لطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت قرية أقفهص بمركز الفشن جنوب بنى سويف واقعة استخراج ثلاثة من الأشقاء جثة أبيهم من المقابر ودفنها فى إحدى حجرات منزل العائلة وإقامة ضريح له، بدعوى تنفيذ وصيته لهم خلال زيارته لهم بالمنام، ولكن الشرطة ألقت القبض عليهم لمخالفتهم القانون.

 

"اليوم السابع" التقى عددًا من أهالى القرية وعالم من الأوقاف وأحد المنتمين للطرق الصوفية للتعرف على آرائهم فيما حدث، يقول رمضان.أ عامل من جيران المتوفى: الشيخ فايز يرحمه الله له ثلاثة من الأبناء متزوجين ولهم أبناء وليس لهم وظائف حكومية وكان والدهم رجلاً طيبًا، يبيع وزوجته الحلوى فى كشك ملاصق لمنزله.

 

وأضاف كان الشيخ فايز منتميًا للطرق الصوفية، حريصًا على حضور حلقات الذكر وإقامة خيمة للخدمة وتقديم المأكولات المتواضعة الجبن وخبز البتاو والفول النابت والتى يحصل عليها من اهالى القرية، لرواد الاحتفالات بذكرى موالد أهل البيت وأولياء الله الصالحين فى القاهرة والمحافظات، ورافقته فى عدد من هذه الاحتفالات.

وتابع توفى الشيخ منذ خمسة شهور وعقب دفنه فى المقابر ذهب أبناؤه الثلاثة إلى رئيس المباحث مطالبين بنقل جثة والدهم إلى المنزل لإقامة ضريح له، فرفض وأخبرهم أن فى ذلك مخالفة للقانون ويعرضهم للعقوبة، ولكنهم كانوا راغبين فى نقل الجثة إذ يذهبوا كل جمعة لزيارة والدهم فى المقابر لتنفيذ ذلك، وعندما حانت الفرصة، أعدوا حفرة داخل إحدى الحجرات الثلاث بمنزل العائلة وشيدوا عليها القبة والمقام ليلة الخميس، وصباح الجمعة نقلوا الجثمان إليها وسط مشاركة العشرات من الصوفية، وفوجئنا بالشرطة أمام منزل الشيخ فايز، وأكد ضابط المباحث لأبناء الشيخ ضرورة نقل جثة والدهم إلى المقابر لكنهم رفضوا ذلك، فاصطحبهم فى سيارة الشرطة وعقب صلاة الجمعة عادت القوات وقامت بهدم المقام واستخراج الجثة وأعادوا دفنها بمقابر القرية .

 

والتقط أحمد.م أحد الأهالى أطراف الحديث، قائلاً إن الشيخ فايز كان يقيم مع زوجته بمنزل مساحته صغيرة، وأبناؤه الثلاثة يعملون فى المعمار والأراضى الزراعية ويقيمون بمنازل أخرى مع أولادهم.

 

وأردف: نصحنا أبناء الشيخ فايز إلا ينقلوا جثمان والدهم لأن فى ذلك مخالفة للقانون، ولكنهم أصروا على ذلك وكانوا يذهبون إلى المقابر يوم الجمعة لانتهاز فرصة خلو المنطقة من الأهالى الذين يزورون ذويهم، لاستخراج الجثة، وضربوا بنصائح الأهالى وأقاربهم والشرطة عرض الحائط رغبة فى الحصول على العطايا والهدايا وشرف أن منهم أحد أولياء الله الصالحين.

 

واستطرد مصطفى.م من أهالى القرية، أن القرية بها حوالى 10 أضرحة للمشايخ داخل المساجد وخارجها، من بينهم صحابة وتابعين مثل أبونخلة، أبوعيشة، أبوشهبة، عبدالصمد، إبراهيم ولى الدين داخل المساجد، لذلك هناك كثير من الأهالى مشاركين فى الطرق الصوفية، لافتًا أنه أثناء تشييع جنازة الشيخ فايز أفضى أبناؤه إلى بعض الصوفية المشاركين فى الجنازة رغبتهم فى دفن والدهم بالمنزل ولكنهم اقنعوهم بأن يدعوا النعش يسير وإذا توجه إلى المنزل واستقر أمامه ندفنه بداخله، وسارت الجنازة باتجاه المقابر ودفن الجثمان هناك.

 

 ومن جانبه أشار الشيخ أحمد عبدالعال من علماء الأوقاف ببنى سويف، إلى أن نقل الموتى من أرض إلى أرض أخرى يخضع لحالات الضرورة والحاجة والتحسين، وما حدث فى قرية أقفهص ينطبق عليه ذلك إذ أن نقل الجثمان لم يكن ضرورة أو حاجة، كما أن كلام الأشقاء الثلاثة عن أنهم نقلوا جثمان والدهم من المقابر إلى المنزل تنفيذًا لوصيته لهم أثناء زيارته لهم فى المنام، هم مسئولون عن صحة ذلك أو كذبه، لأنه لابد من وجود دليل قطع الثبوت أو الدلالة الظنية إذ أن هذه الرؤيا لإنسان وليست لنبى وهى ظنية فتحتاج إلى تفسير، كما أن هناك قوانين تحكم المجتمع ولابد أن نلتزم بها جميعًا.

 

بينما أوضح عبداللطيف سليم من أقطاب الطرق الصوفية ببنى سويف، أن أبناء الشيخ فايز أخطأوا وخالفوا القانون وكان الأجدر بهم الالتزام به، لافتًا أن الأولياء يظهرون فى كل زمان ولهم كرامات وعلامات، وكما قال الإمام الشافعى رضى الله عنه، إذا رأيتم الرجل يمشى على الماء أو يطير فى الهواء فاسألوا عن أعماله، لافتًا لأن هناك الكثير من الأولياء الذين شيدت لهم أضرحة وتقام لهم الاحتفالات التى يحرص الجميع على المشاركة بها.

 

وتلقى العقيد هشام لطفى مأمور مركز الفشن، بلاغًا من أهالى قرية أقفهص يفيد قيام الأشقاء ربيع 57 سنة، بطل 47 سنة، عاملين زراعيين ومحمود 42 سنة عامل، باستخراج جثة والدهم محمد على إبراهيم 70 سنة وشهرته الشيخ فايز، وحمله على الأعناق برفقة العشرات من الأهالى قبل دفنه بإحدى حجرات منزل عائلتهما وإقامة ضريح لها.

 

انتقل الرائد أحمد حسين رئيس مباحث الفشن وتبين صحة البلاغ وتم القاء القبض على الأشقاء الثلاثة وتحرير المحضر رقم 22558 لسنة 2018، بالواقعة واعترفوا خلاله بما جاء بتحريات المباحث وأكدوا أن والدهم كان حريصًا على أداء الصلوات الخمس وحظى بحب الأهالى وفارق الحياة منذ خمسة شهور وشيعت جنازته وتم دفنه بجبانة القرية ومنذ يومين زارهم فى المنام عقب أدائهم صلاة الفجر وطلب منهم استخراج جثته من المقابر ودفنها فى حجرة بالمنزل وإقامة ضريح له لأنه من أولياء الله الصالحين.

 

وأضاف الأشقاء عندما استيقظنا صباح وحكى كل منا للآخر ما حدث معه جمعنا افراد اسرتنا وقصصنا عليهم ما رأيناه فى منامنا فأكدوا أن ذلك نفس ما حدث معهم أيضًا، فهرعنا جميعًا إلى المقابر واستخرجنا الجثة التى لم يكن لها رائحة وطفنا بها من المقابر حتى وصلنا إلى منزل العائلة ثم دفناها بإحدى حجرات منزل عائلتنا.

الشارع الذى يسكنه عائلة المتوفى
الشارع الذى يسكنه عائلة المتوفى

 

المستشار ايمن ادريس مدير نيابة الفشن
المستشار ايمن ادريس مدير نيابة الفشن

 

المنزل الذى نقل اليه جثمان  الشيخ فايز
المنزل الذى نقل اليه جثمان الشيخ فايز

 

كشك امام المنزل
كشك امام المنزل

 

مدخل المقابر
مدخل المقابر

 

مدفن الشيخ فايز
مدفن الشيخ فايز

 

مقابر القرية
مقابر القرية

 

تم إحالة المتهمين إلى النيابة وقرر المستشار أيمن إدريس مدير نيابة الفشن حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة انتهاك حرمة الموتى واستخراج جثمان دون موافقة الجهات المختصة ودفنه فى مكان غير مخصص له، وشمل قرار النيابة تشكيل لجنة من الصحة والوحدة المحلية ومركز الشرطة لاستخراج الجثة من المنزل وإعادة دفنها فى منطقة مقابر القرية، كم تم تجديد حبس المتهمين 15 يوما وأحيلوا إلى المحاكمة العاجلة محبوسين فى جلسة 31 ديسمبر الحالى.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة