سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 28 ديسمبر 1969.. حشود فى استقبال عبدالناصر ببنى غازى والأمن يفشل فى السيطرة عليها ثلاث ساعات

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 28 ديسمبر 1969.. حشود فى استقبال عبدالناصر ببنى غازى والأمن يفشل فى السيطرة عليها ثلاث ساعات  الرئيس جمال عبد الناصر بليبيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الاستعدادت قائمة على قدم وساق فى مدينة بنغازى الليبية لاستقبال الرئيس جمال عبد الناصر، وكان فى أول زيارة له إلى ليبيا بعد قيام ثورتها بقيادة العقيد معمر القذافى يوم 1 سبتمبر 1969، وصل عبد الناصر إلى طرابلس يوم 25 ديسمبر 1969 بعد مشاركته فى مؤتمر القمة العربية المنعقد فى العاصمة المغربية «الرباط» «راجع - ذات يوم -  25 ديسمبر 2018».
 
يتذكر فتحى الديب «أمين الشؤون العربية برئاسة الجمهورية»، فى كتابه»عبد الناصر وثورة ليبيا» وقائع الزيارة والاستقبال الأسطورى له من الشعب الليبى فى طرابلس.. كان «الديب» موجودا فى ليبيا منذ يوم 2 سبتمبر 1969 بتكليف من عبدالناصر ليكون بجوار قادتها وتقديم المساعدة والمشورة لهم، يؤكد أن الرئيس السودانى جعفر نميرى ورفاقه غادروا طرابلس يوم 27 ديسمبر 1969، بعد أن أصدر الرؤساء الثلاثة «بيان ميثاق دول طرابلس».
 
يؤكد الديب: «فى صباح 28 ديسمبر استقل الرئيس عبد الناصر الطائرة وبصحبته العقيد معمر القذافى، وبعض أعضاء مجلس الثورة والوفد المرافق للرئيس إلى بنغازى».. يتذكر: «ما إن اقتربت الطائرة من المطار حتى وجدناها تدور دورة طويلة حول المطار، ثم تعاود الدوران للمرة الثانية دون الاقتراب من الأرض، وحدث اضطراب داخل كابينة الطيارين، وشعر الرئيس كما شعرنا جميعا بوجود شىء غير عادى، واستدعى مستشار الطيران المرافق ليسأله عن الأسباب،فأجابه بأن الطيار فشل فى إنزال العجل أوتوماتيكيا، وأنه يحاول إنزاله يدويا، الأمر الذى يدفعه للدوران بالطائرة عدة مرات»، يعترف «الديب»: «انتاب الجميع نوعا من الوجوم المشوب بالحيرة فيما ينتظر الطائرة من توقعات، إذا فشل الطيار فى إنزال العجل، ولكثرة عدد ساعات الطيران التى قمت بها انتابنى القلق لما سيترتب على اضطرار الطيار إلى الهبوط الاضطرارى».
 
يضيف «الديب»: «بدا على الرئيس جمال نوع من القلق، إلا أنه سرعان ما سيطر على الموقف واستحوذ على مشاعر الإخوة الليبيين من خلال حديث طويل مرح ليقضى على رهبة الموقف، وبحمد الله وتفيقه نجح الطيار فى إنزال العجل، وأسرع مستشار الطيران ليبلغ الرئيس بالخبر، فعلا وجهه السعادة، وبدأت الطائرة تأخذ طريقها للهبوط تدريجيا، وهبطت بحمد الله».. يكشف «الديب»: «كان مطار بنى غازى يعج بجماهير الشعب التى اكتسحت فى طريقها كل ما أعد من طوابير الجنود التى حشدها أعضاء مجلس الثورة تفاديا لما حدث فى مطار طرابلس، ولكن فشلت هذه الاحتياطات والإجراءات فى إيقاف الموجات البشرية العاتية التى اخترقت الحواجز البشرية من الجنود لتحيط بطائرة الرئيس جمال».
 
يتذكر «الديب»: «ما إن فتحت الطائرة أبوابها حتى تدافعت الجماهير، وتعالت أصواتها بالتكبير والهتاف مرحبة بعبد الناصر، وعانينا الكثير حتى أمكن إيصال الرئيس إلى صالون الاستقبال وسط حماس جماهيرى فاق كل تصور، وأعاق إتمام كل ما أعد من مراسم للاستقبال»، يضيف «الديب»: «بعد جهد كبير للسيطرة على الموقف حتى صالة الاستقبال، خرج الرئيس وبرفقته العقيد معمر القذافى وباقى المسؤولين ليستقل الرئيسان سيارة الركب، وتتبعه باقى السيارات فى طريقه إلى قصر الضيافة مارا بشوارع بنى غازى الرئيسية، ولم يكد يبدأ الموكب حتى لاقى ما لاقاه فى طرابلس، إن لم يكن أكثر»، يؤكد الديب: «راعنى ما رأيته من حشود ليبية هائلة كانت اصطفت على جانبى الطريق، وما إن ظهرت سيارة الرئيس حتى فقدت الجماهير سيطرتها على مشاعرها واندفعت لتحيط بالسيارة وتعوق مسيرتها».
 
يؤكد«الديب»: «تكرر ما حدث للركب بطرابلس، ولم أكن أتصور أن هذه الحشود الضخمة ستتواجد ببنى غازى، وعلمت فيما بعد أن سكان ولاية برقة بكل مدنها وقراها: رجالها ونسائها وشبابها وشيبها، وأطفالها غادروا مساكنهم ليزحفوا على بنى غازى منذ ثلاثة أيام مضت ليرابطوا فى أماكنهم متزودين بمأكلهم ومشربهم، واستغرق الموكب ما يزيد على ثلاث ساعات إلى قصر الضيافة برغم قصر المسافة».
 
يؤكد الديب: «اتسمت الاجتماعات التى تمت يومى 28 و29 ديسمبر بين الرئيس جمال والعقيد معمر وزملائه من مجلس الثورة بالطابع الأبوى البعيد عن الرسميات، وخلالها استفسر معظم الأعضاء عن تساؤلات دارت فى أذهانهم عن طبيعة مشاكل الحكم وأسلوب مواجهتها، وحينما أثاروا نقص خبرتهم فى مجال إدارة العمل التفيذى طمأنهم الرئيس باستعداد مصر لتزويدهم بكل ما يحتاجونه من خبرة، ورغم محاولات القذافى وزملائه إصرارهم على إتمام الوحدة بين مصر وليبيا، إلا أن الرئيس أقنعهم بأهمية التدرج تفاديا لمشاكل الاندفاع، والتقى بزعماء القبائل الليبية لبرقة وشخصيات عامة أخرى وضباط، والتقى بالجماهير فى لقاء شعبى كبير ليلقى خطابا سياسيا، وفى صباح الثلاثين من ديسمبر، ودع الشعب الليبى الرئيس جمال بحفاوة بمثل ما استقبله به».   









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة