الإنسانية لا تقاس بالسنتيمترات.. مبادرة 100 مليون صحة تفتح ملف التقزم فى مصر.. 171 مليون طفل يعانون منه حول العالم.. والأشخاص الأقل من 145 سنتيمترًا يواجهون مشكلات جنسية وصحية أهمها السمنة

الخميس، 27 ديسمبر 2018 05:52 م
الإنسانية لا تقاس بالسنتيمترات.. مبادرة 100 مليون صحة تفتح ملف التقزم فى مصر.. 171 مليون طفل يعانون منه حول العالم.. والأشخاص الأقل من 145 سنتيمترًا يواجهون مشكلات جنسية وصحية أهمها السمنة الإنسانية لا تقاس بالسنتيمترات
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإنسانية ليست بالسنتيمترات، ولا تفرق بين شخص وآخر بمقياس طول، الجميع مختلفون فيما يخص لونهم وجنسهم واتجاهاتهم وملامحهم، ويبقى شيء واحد متشابه لدينا جميعًا وهو مفهوم الإنسانية، ولكن على الرغم من ذلك ما زالت لدينا ثقافة التنمر على الأقزام وعدم تقبلهم فى أكثر الأحيان، ففى حين إن مصر أكثر دولة فى العالم تحتوى على أقزام، حيث إنها تضم حوالى 75 ألف قزم من أصل 200 ألف، أى ما يزيد على ثلث أقزام العالم فى مصر إلا أنهم يواجهون العديد من المشكلات التى لا حل لها بعد.

ولعل مبادرة "100 مليون صحة" للكشف المبكر عن فيروس سى والأمراض غير المعدية مثل السكر والضغط والقلب والسمنة بالإضافة إلى الأنيميا والتقزم، خطوة جيدة ومهمة للتعامل مع هذه المشكلة التى تزداد بشكل خاص عند الأطفال.

ووفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية "WHO"، فإن التقزم هو النمو الضعيف الذى يعانى منه الأطفال نتيجة سوء التغذية والعدوى المتكررة، وعدم كفاية التحفيز النفسى الاجتماعى بالإضافة إلى عوامل جينية فى أحيان قليلة، ويكون التقزم عادة فى مرحلة مبكرة من الحياة لاسيما فى الأيام الأولى من الحمل حتى عمر السنتين وهو ما يؤدى إلى عواقب وظيفية سلبية على الطفل.

وتشمل بعض هذه العواقب سوء الإدراك والأداء التعليمي، وفقد الإنتاجية، وعندما تترافق مع زيادة الوزن فى وقت لاحق فى مرحلة الطفولة، يزداد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية فى حياة البالغين.

 

التقزم فى أرقام

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعانى حوالى 171 مليون طفل من التقزم فى العالم، حيث يعيش 98٪ منهم تقريبًا فى البلدان النامية، والسبب الرئيسى للتقزم هو عدم كفاية المتحصل من السعرات الحرارية أو المغذيات الدقيقة لدعم عمليات النمو الطبيعى فى الحمل وخلال مرحلة الطفولة.

 

 

أسباب وراء التقزم

وفقًا لما ذكره موقع "webmd" الطبى، فإن القزم هو الشخص الذى يبلغ طوله أقل من 145 سنتيمترًا، وتشمل أسباب التقزم الاضطرابات الأيضية والهرمونية مثل نقص هرمون النمو الذى يمكن أن يتم التعامل معه، ويوجد سبب آخر يرجع إلى خلل التنسج العظمى هى حالات نمو عظمى غير طبيعى تسبب تقزمًا غير متناسب.

ويحدث خلل التنسج العظمى بسبب طفرة جينية، ويمكن أن تحدث الطفرة الجينية عفوية أو يمكن أن تكون موروثة.

ولا يعرف الأطباء ما الذى يجعل الجين يتحور، وهو حدث عشوائى على ما يبدو يمكن أن يحدث فى أى حمل، وعندما يكون لدى الآباء متوسطى الحجم طفل مصاب بالتقزم بسبب طفرة عفوية، فمن غير المحتمل أن الأطفال الآخرين سيحصلون على الطفرة.

كما أنه بالإضافة إلى هذه الأسباب فإن التقزم له أسباب أخرى، بما فى ذلك اضطرابات الغدة النخامية، التى تؤثر على النمو والتمثيل الغذائي، والمشاكل التى تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.

 

تقزم الأطفال يجب علاجه تجنبًا لزيادة أعداد الأقزام

ووفقًا لما ذكره موقع "biomedcentral" فإن تقزم الأطفال لا يعنى أن يتحول الطفل لقزم بالضرورة ولكنه أمر يمكن علاجه، حيث تشير الأبحاث حول التمثيل الغذائى والتقزم بوضوح إلى أن تأخر النمو فى مرحلة الطفولة يؤدى إلى تكيفات التمثيل الغذائى التى تفضل الكربوهيدرات على التمثيل الغذائى للدهون.

وتجنبًا لزيادة أعداد الأقزام التى ترجع لعدة أسباب جينية أحيانًا وغذائية معظم الأحيان، يجب أن يتم التعامل مع مشكلة نقص هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، الذى يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية، حيث إن هذا السبب أو المرض يمكن علاجه طبيًا فى الصغر ونسبة النجاح تكون كبيرة.

 

كيفية علاج التقزم 

يمكن أن يساعد التشخيص المبكر والعلاج فى منع أو تقليل بعض المشاكل المرتبطة بالقزامة، ويمكن علاج الأشخاص الذين يعانون من التقزم المرتبط بنقص هرمون النمو بإعطاء هرمون النمو، ففى كثير من الحالات، يعانى الأشخاص الذين يعانون من التقزم من مضاعفات صحية أو طبية، وعلاجها يشمل:
 
• إدخال تحويلة لتصريف السوائل الزائدة وتخفيف الضغط على الدماغ.
 
• تحسين التنفس من خلال المسالك الهوائية الصغيرة.
 
• العمليات الجراحية التصحيحية للتشوهات مثل الحنك المشقوق.
 
• جراحة لإزالة اللوزتين أو اللحمية لتحسين مشاكل التنفس.
 
• جراحة لتوسيع القناة الشوكية وهى الفتحة التي يمر بها الحبل الشوكي لتخفيف ضغط الحبل الشوكي
 

وقد تشمل العلاجات الأخرى:

• العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وزيادة نطاق المفصل للحركة.
 
• تحسين انحناء العمود الفقري.
 
• وضع أنابيب تصريف في الأذن الوسطى للمساعدة على منع فقدان السمع بسبب عدوى الأذن المتكررة.
 
• علاج تقويم الأسنان حال حدوث مشكلة فيها.
 
• إرشادات غذائية وممارسة الرياضة للمساعدة على منع السمنة، التي يمكن أن تفاقم مشاكل الهيكل العظمي.
 
 

مشكلات حقيقية يواجهها الأقزام 

كونك قزمًا يعرضك للعديد من المشكلات فى حياتك وذلك بسبب الاحتياجات الخاصة التى لا تتوفر فى كثير من الأحيان، ولعل موقع "Ranker" قدم بعضًا من أهم هذه المشكلات الصحية والنفسية والحياتية أيضًا.
 
 

مشكلات صحية خاصة بالأقزام

تشكل المشكلات الصحية مصدر قلق كبير لهم حيث ترتبط بالتقزم، وتشمل انقطاع النفس، والسمنة، والتهابات الأذن المتكررة، وتشوهات العمود الفقري، وآلام الظهر، وصعوبة المشي، وفي الحالات القصوى، تراكم السوائل في الدماغ. 
 
 

مشكلات جنسية يواجهونها عند الزواج

نظرًا لأن العديد من أشكال التقزم يمكن أن تؤدي إلى وركين غير متماثلين مع أذرع قصيرة، فقد يكون الجنس في بعض الأحيان تحديًا خطيرًا، وهو ما يجعلهم يحتاجون إلى تثقيف بالطرق التي يمكنهم من خلالها التمتع بحياة جنسية صحية مع شركاء الحياة.
 
كما أن هناك خطوة صعبة أخرى تسبق ذلك وهى التعارف على الجنس الآخر والذى ليس سهلاً، لأنهم أمامهم خياران إما أن يتمكنوا من إيجاد أشخاص يعانون من التقزم مثلهم، أو يمكنهم البحث عن أشخاص قصار القامة.
 

التمييز في مكان العمل 

في حين أنه من غير القانوني رفض توظيف شخص ما على أساس كونه قزمًا، إلا أن أصحاب العمل نادرًا ما يهتمون بوجود الأقزام فى عملية التوظيف، ووفقًا لدراسة استقصائية بأمريكا عام 2012، أفاد 73٪ من 151 ممن شملهم الاستطلاع بأنهم يعانون من نوع من مشكلات التوظيف المرتبطة بتقزمهم.
 

العثور على أحذية يمكن أن يكون تحديًا

عادة ما يتم تصميم الأحذية إما للأطفال أو للبالغين، فغالبًا ما يكون طول القدمين عند القزم هو طول أقدام الأطفال، ولكن يمكن أن يكون عرضها كبيرًا جدًا بحيث لا يتناسب مع أحجام الأطفال. 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة