مكتبة الإسكندرية تناقش "الجمال الأعزل" المترجم من الإيطالية

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 09:44 م
مكتبة الإسكندرية تناقش "الجمال الأعزل" المترجم من الإيطالية الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية
الإسكندرية جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظمت مكتبة الإسكندرية، مساء اليوم الأربعاء، جلسة لمناقشة كتاب "الجمال الأعزل" المترجم من الإيطالية إلى العربية، والذى يعد أحدث إصدارات المكتبة، شارك فيها الدكتور مصطفى الفقى؛ مدير المكتبة، والمؤلف الإيطالى جوليان كارون؛ أستاذ علم اللاهوت بالجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلانو، والدكتور حسين محمود؛ مترجم الكتاب، مارتا كرتافيا، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا بإيطاليا، وأدار الجلسة الدكتور وائل فاروق؛ أستاذ الأدب العربى بالجامعة الكاثوليكية بميلانو، وذلك بحضور ومشاركة لفيف من الأدباء والمثقفين.

وفى بداية كلمته رحب الدكتور الدكتور مصطفى الفقى، بالوفود الأجنبية المشاركة فى الجلسة، مؤكدًا أن العلاقات بين مصر وإيطاليا متميزة وخاصة ليس فقط لأنهما يشتركان فى موقعهما على البحر الأبيض المتوسط، وإنما لأنهما يمتلكان علاقات تاريخية تمتد لآلاف السنين كونهما أصحاب حضارتين عظيمتين الفرعونية والرومانية.

وشدد "الفقي" على أن مصر مختلفة عن الدول الأخرى لما لديها من تاريخ حضارى عريق، كما أنه بها تنوع حضارى وثقافى ودينى فى ظل تعايش بين لجميع، مشيرًا إلى عمل مكتبة الإسكندرية على إنشاء متحف فى قصر خديجة بمنطقة حلوان بالإسكندرية ليكون مجمعًا للأديان التى يشهدها المجتمع المصرى، ليكون معبرًا عن التنوع والتسامح فى مصر.

وعبر جوليان كارون؛ مؤلف الكتاب، عن سعادته بالتواجد فى مكتبة الإسكندرية، مضيفًا "العالم الذى نعيش فيه ملئ بالصراعات والنزاعات التى تفرق بين الإنسان، ولذلك علينا أن نصل إلى فضاء واسع يمكن فيه أن نتعايش مع بعضنا البعض ونتبادل التأثير الحضارى والثقافي".

واستعرضت مارتا كرتافيا، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا بإيطاليا، العلاقة بين القانون والحرية وكيف يمكن تحقيق الحرية دون الإخلال بالقانون، مشيرة إلى قصة طفل هندى فى كندا حيث أنه من السيخ وكان يلزمه اعتقاده بأن يحمل خنجرًا باستمرار فى المدرسة وهو ما كان يشكل خطرًا على الأطفال، حتى حكمت محكمة كندية بأن يخيط الخنجر فى معطفه وبذلك احترمت عقيدته وحافظت على القانون فى آنًا واحد.

وأضافت، أن أكثر ما جذبها إلى الكتاب العلاقة التى تجمع الكاتب مع وائل فاروق، وإيمان الكاتب باحترام الحرية حيث يؤكد على حرية الشخص كعنصر بناء ومميز للحظة التاريخية التى نعيشها الآن، خاصة أننا خلقنا كائنات حرة.

وقال حسين محمود؛ مترجم الكتاب، أن الكتاب لا يعد كتابًا فكريًا أو نظريًا يتعامل بشكل متعالى على الواقع، ولكنه ينتمى إلى الواقع ويعكس حوار الكاتب مع المجتمع الذى يعيش فيه، حيث يحاول فيه وضع تساؤلات حول هذا الواقع والوصول إلى تصور فلسفى حوله، مشيرًا إلى أن ما يرصده الكتاب لا يختلف كثيرًا عن الواقع الذى تشهده مصر حاليًا والقضية الكبرى المطروحة وهو التخوف من تغول الخطاب الدينى واتجاهه نحو الراديكالية والتطرف.

وأضاف "محمود" أن الفكرة الثانية التى يطرحها الكتاب هى التجدد المستمر فى الدين لكى يكون له حضور فى كافة تفاصيل الواقع، وينتقد فكرة أن يكون الدين مجرد مجموعة من الشعائر والأخلاقيات فقط، كما يعرض صورًا من تقبله للأخر على الرغم من الاختلاف فى الأفكار والإيديولوجيات وكذلك الأديان.

ويطرح كتاب "الجمال الأعزل" العناصر الأساسية للتأمل الذى قام به الأب جوليان كارون منذ انتخابه رئيسًا لجماعة المناولة والتحرير، وتشكل كتاباته شهادة على معانى الحياة والعقيدة اليوم، وهى تمثل دعوة إلى الانفتاح على الآخرين، وعدم التشبث الجامد بمواقفنا الخاصة، وفيما يخص الجزء الخاص بالتعليم أكد الكاتب على أهمية دور الجامعات فى تشجيع الاستخدام الحقيقى للعقل.

وقد تناول الكتاب فى أجزائه العديد من القضايا المحورية والتى يرتبط فيها الدين المسيحى بالثقافة والسياسة والتعليم، وتطرق الكاتب أيضًا إلى قضية تعليم السلطة، وأكد أن السلطة الحقيقية هى تعريف الصداقة، فالصداقة الحقيقية هى الرفقة العميقة فى مسيرنا إلى مصيرنا، والأصدقاء هم أولئك الذين يساعدوننا على السير نحو المصير، الذين يعيشون بنضج إيمانى أكبر وبتجربة يمكننا من خلالها التوحد معا.

ويضم الكتاب عدة محاور تتعلق بالتاريخ كفضاء للحوار، ويؤكد على أهمية الحرية فى الوصول للحقيقة وإقامة علاقة بناءة مع الواقع، وقدرة الإيمان على الوقوف أمام التحديات الجديدة لواقعنا، وتمثل القضايا المطروحة فى الكتاب مساهمة قيمة لأى شخص يبحث عن أسباب كافية للعيش وبناء مساحات من الحرية والتعايش فى مجتمع تعددي.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة