أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 ديسمبر 1974.. وفاة فريد الأطرش بعد حضور والدته علياء المنذر فى منامه ترتدى السواد وتحتضنه

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 ديسمبر 1974.. وفاة فريد الأطرش بعد حضور والدته علياء المنذر فى منامه ترتدى السواد وتحتضنه فريد الأطرش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيا الفنان فريد الأطرش آخر حفلاته فى بيروت مساء السبت 31 أغسطس 1974، حسب الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «فريد الأطرش ومجد الفليم الغنائى»، مضيفا: «غنى ليلتها بأغنيتيه» زمان ياحب» و«ياحبيبى ياغاليين» حتى فجر الأحد، وأمطرت السماء ليصاب بالتهاب رئوى بعدها لتتحرج حالة قلبه أكثر، وعندما عاد إلى بيروت فى الأيام الأخيرة من ديسمبر 1974 بعد رحلة علاج فاشلة فى لندن، دخل مستشفى حياك بضاحية «سن الفيل»، وتوفى عصر الخميس 26 ديسمبر 1974، أثناء العرض الأول لفيلمه الحادى والثلاثين «نغم فى حياتى» فى دور السينما اللبنانية.
 
تأكد فريد أن لحظة رحيله حانت بعدما تعرض لموقفين، يذكرهما نبيل سيف فى «مجلة الأهرام العربى - القاهرة - 7 سبتمبر 2016».. الأول، ليلة وفاته، حينما حلم بوالدته ترتدى السواد، وهى تحضنه.. والثانى حدث قبل شهرين من رحيله، حينما ضاع منه المصحف الذهبى الصغير الذى أهدته له الفنانة «سامية جمال»، وظل معه 25 عاما فى جيب بنطلونه لا يفارقه، وكان يشعر بأنه يعطيه قوة جبارة، حتى ضاع منه خلال تمثيل آخر أفلامه «نغم فى حياتى»، فشعر بقرب نهاية أجله. 
 
بناء على وصيته بدفنه بجوار شقيقته أسمهان بالقاهرة، تقرر نقل جثمانه لمصر، ويذكر «سيف»، أن طائفة الدروز فى لبنان اعترضت، وحضر منهم 400 شخص بالمدافع الرشاشة، فأقنعهم شقيقه فؤاد بأنها وصية فريد نفسه، وتم تحنيط جسده فى المستشفى بلبنان طبقا لطقوس الدروز، وفى صباح 27 ديسمبر، انتقل الجثمان إلى مطار بيروت وسط حشد هائل، وعلى الطائرة كانت معه سكرتيرته «دينيز»، وخطيبته «سلوى القدسى»، حيث وصل الجثمان لمطار القاهرة ومنه إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وفى اليوم التالى تم نقل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم، ولكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببا فى إلغاء الجنازة، وخرج الجثمان من باب البدروم فى عربة رأسا إلى مدافن البساتين، وسط هتافات هيستيرية: «الله أكبر.. الله أكبر مع السلامة يا فريد».
 
كانت وصيته بدفنه فى القاهرة ختاما لحياة عاشها فى مصر بآلامها وآمالها، فحين توفى كان عمره نحو 63 عاما، عاش منها نحو 55 عاما بمصر، ووفقا لحنفى محمود: «قبل أن ينصرم عام 1923 بأيام قليلة، وصلت إلى القاهرة السيدة علياء حسين المنذر، درزية لبنانية تحمل الجنسية السورية، وتسحب فى يديها فؤاد، فريد، أمل «أسمهان»، أبناء فهد بن فرحان إسماعيل الأطرش، ابن عم سلطان باشا الأطرش، قائد ثورة جبل العرب «1922 - 1925»، التى اندلعت لتعم سوريا قبل ذلك بعام واحد.. جاءت هربا من ملاحقة قوات الاحتلال الفرنسى، التى استهدفت اعتقالهم لكسر شوكة آل الأطرش، الذين كانوا يقودون حربا شرسة ضد الاحتلال.. كان الهرب سريعا، حتى أنها لم تحمل معها وثائق تحقيق الشخصية، فاتصل ضابط الجوازات المصرى من منفذ القنطرة تليفونيا بالزعيم سعد زغلول فى القاهرة، للحصول على موافقته بالدخول، وحين عبرت وأبناؤها من باب الحديد «رمسيس حاليا» فى شتاء192 إلى «حى البحر»، حيث أقاموا فى أول مسكن لهم بالقاهرة، لم تكن تعلم أن وصول صغيرها فريد، سيكون واحدا من الأحداث المهمة فى تاريخ الغناء المصرى بعد ذلك».
 
فى مساء السبت 19 يوليو 1930، قدم فريد حفله الأولى فى تياترو «برنتانيا» بشارع عماد الدين، ويذكر «حنفى»، أنه فى مارس 1936 استمع جمهور إذاعة القاهرة أغنيته الأولى «بحب من غير أمل»، ثم قدم خلال شهور إبريل ومايو ويونيو من نفس العام أغنيات مثل «ياريت تدوق اللى فى قلبى»، و«الشريد»، و«يا نسمة تسرى»، ثم جاءت الشهرة إليه بعد أن غنى مساء الأربعاء 29 يوليو 1936 أغنيته الخالدة «ياريتنى طير لأطير حواليك» نظم ولحن «يحيى اللبابيدى».
 
يؤكد حنفى: «منذ أن عرف الناس صوت فريد ورصيده من حب الجمهور فى نمو وإزدياد، حتى عده الكثير من النقاد مثل رتيبة الحفنى وكمال النجمى، المنافس الوحيد والحقيقى لمحمد عبدالوهاب، إذ قدم فريد فى سنوات بداياته الأولى فى عقد الثلاثينيات الكثير الذى جذب إليه جماهير الطبقة الراقية، فبالإضافة إلى تميز صوته وسحر عزفه على العود، فإن استعانته بإيقاعات غربية كالتانجو والرومبا والفالس فى ألحانه الأولى ذات النكهة والأصل الشرقى، جذب إليه أسماع المثقفين وأبناء الطبقة الراقية». 
 
منحه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الاستحقاق عام 1970 بعد أن عاد إلى القاهرة أثر إقامة طويلة فى بيروت، وفى أعوامه الأربعة الأخيرة بلغ ذروة فى نشاطه الفنى، وألقى بتعليمات الأطباء وراء ظهره، ويؤكد «حنفى»: «كان إنسانا له نبل الفارس ورقة الفنان، فبالإضافة لأغنياته التى شدا فيها بالحب والجمال والوطن والقومية وكل القيم الرفيعة، فإنه قدم خلال مسيرته نموذجا إنسانيا يندر تكراره، فمن خلال رئاسته لجميعة المؤلفين والملحنين المصرية منذ 1963 وحتى وفاته قدم الكثير للدفاع عن حقوق إخوانه المؤلفين والملحنين، وكان ماله الخاص حلا سحريا لمشاكل الروتين واللوائح، وكان كرمه الحاتمى وبيته المفتوح للجميع حديث الكل، ومثار حكاياتهم فى حياته وبعد مماته».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة