حازم صلاح الدين

«الحتة الناقصة».. حكايات الحنين إلى الماضى

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«كنت قد شعرت بالاغتراب الذى عاشته أمى، لكنها كانت تضحك وتقول: «جدى كان غيرهم كلهم، كان راجل عايق يحب يلبس ويتغندر ويروح السيما، وكمان كان بيروح حفلات الست».. كان هذا الإهداء من الكاتبة الصحفية ناهد صلاح إلى والدتها وجدتها خلال كتابها «الحتة الناقصة.. حكايات افتراضية»، الذى يستعرض مجموعة من الحكايات يمتزج فيها العام بالخاص، الحب بالثورة، فينقل ملامح تجربة ذاتية تلتقط من خلالها المؤلفة صوراً متعددة للمجتمع المصرى خلال عام مضى، كان شاهداً على لحظات حاسمة فى تاريخ البلاد، سرد تنفلت بين سطوره أوراق من العمر، ويتوغل فى عالم الأساطير والتراث بزاوية مختلفة عما هو معروف وسائد.
 
يقدم الكتاب شهادة فى الزمان والمكان كما يعد وثيقة اجتماعية فى تحولات الزمن على خلفية من قصة حب افتراضية تحدث عبر وسيط إلكترونى فى لحظات إنسانية صرف وتضيف مناخاً من البهجة والأمل بالرغم من الأحداث القاسية المحيطة، ومن هذه النقطة تنقل المؤلفة شهادة برؤية خاصة لكل هذه الأحداث التى وقعت بعد 25 يناير وأثرت على قصتها الخاصة.
 
وتقدم المؤلفة تحية خاصة للسينما كنافذة متاحة بالنسبة للمصريين كى يتنفسوا وينسوا قليلاً واقعهم المخيب، خصوصاً أنه فى مصر، السينما والحياة تكاد أن تكونا شيئاً واحداً، فتذكر فى مقطع بارز فى الكتاب: «الحياة حلوة أوى فى السيما.. السيما هى الجنة»، كانت تقولها كأنها تخمد كل الجروح، تنظر إلى فيلم أبيض وأسود على التليفزيون أمامها، وتقطع البصل وهى تجهز الطعام فيما تنساب دموعها، وينهمر نهر الذكريات، وتبدأ تتصيد حنينها لما كان جدها يأخذها وهى صغيرة إلى السينما الوحيدة فى مدينتنا الصغيرة، وكيف كانت تستعد لهذا اليوم الذى تشاهد فيه شخوصاً مختلفين يتحركون على الشاشة غير الموجودين فى حياتها وتتابع قصصا وروايات تقمصتها؟.. «الكاتبة نجحت فى الرصد من خلال سرد تأملى يدعمه لغة متطورة وحضور طاغ للصورة دون أن تقع فى فخ التحيز».






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

من : نشات رشدي منصور

مرة. اخري. من. ليس. له. ماض. ليس. له. حاضر. والماضي. والحاضر. معا. يشكلون. شخصية. الانسان. ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة