أكرم القصاص - علا الشافعي

قصص إنسانية وصراع طبقى ورومانسية بالقائمة القصيرة لأفضل فيلم بالأوسكار

الأحد، 23 ديسمبر 2018 08:05 م
قصص إنسانية وصراع طبقى ورومانسية بالقائمة القصيرة لأفضل فيلم بالأوسكار
كتب باسم فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خرج الفيلم المصرى "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقى من قائمة أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية لتكون المرة رقم 33 التى تشارك فيها مصر فى القائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار، ولا تتمكن من الوصول إلى القائمة القصيرة للجوائز خلال تاريخ مشاركتها، وأعلنت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، عن القوائم المختصرة لحفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 91، فى 9 فئات من أصل 24 فئة، وذلك قبل أسابيع من إعلان الترشيحات النهائية يوم الثلاثاء 22 يناير المقبل، على أن يعقد حفل توزيع جوائز الأوسكار، يوم الأحد الموافق 24 فبراير 2019، فى مسرح دولبى بهوليوود، ويذاع على الهواء مباشرة.

 
الاوسكار
 

 

وضمت القائمة المختصرة لنيل جائزة الأوسكار بدورتها الـ91، 4 أفلام من آسيا بينها فيلم عربى وحيد، وهى: الفيلم اللبنانى "كفر ناحوم" و"Shoplifters" من اليابان و"Ayka" من كازاخستان و"Burning" من كوريا الجنوبية، و3 أفلام من أوروبا، هى: فيلم "Never look away"  من ألمانيا، و فيلم "The guilty" من الدنمارك، ومن بولندا "Cold war"، إضافة إلى فيلمين من أمريكا الجنوبية هما الفيلم المكسيكى"Roma" وفيلم "Birds of passage" من كولومبيا .

الاوسكار 2

 

فى السطور التالية نسلط الضوء على الأفلام التسعة التى تم اختيارها فى القائمة القصيرة لأفضل فيلم أجنبى بالأوسكار:

 

الفيلم اللبنانى "كفر ناحوم"

أحداث الفيلم تدور حول الطفل "زين" الذى يبلغ من العمر 12 عامًا، يرفع دعوى قضائية ضد والديه بسبب الإتيان به إلى الحياة المليئة بالمعاناة التى يعيشها، وتبلغ مدته ساعتين من الزمن.

فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان السينمائى الدولى، وتصدر شباك التذاكر اللبنانية، كما فاز بجائزة الجمهور فى مهرجان سراييفو الدولى بلبوسنة والهرسك، وجائزة الجمهور فى مهرجان ملبورن بأستراليا، وجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان النرويج السينمائى الدولى، وجائزة الجمهور التفضيلية فى مهرجان كالجارى فى كندا، وجائزة أفضل ممثل للطفل زين الرفيع، وجائزة لجنة تحكيم الشباب لأفضل فيلم فى مهرجان أنطاليا.

كما نال الفيلم أيضًا جائزة الجمهور الذهبية فى مهرجان ميل فاليه Mill Valley فى الولايات المتحدة الأمريكية وجائزة الجمهور Gigi Guermont فى مهرجان ميامى السينمائى - الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى مشاركات فى مهرجان تورونتو – كندا وسان سيباستيان – إسبانيا ومهرجان لندن إلى مهرجانات عدة أخرى.

 

الفيلم المكسيكى "روما"

منذ فوز فيلم روما بجائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية السينمائى فى سبتمبر الماضى، أصبح اسم مخرجه "ألفونسو كوارون" حديث العالم، وأحدث ضجة كبيرة وعلت التوقعات وفى المقابل زاد سوء الفهم حول طبيعة هذا المنتج الفنى.

اسم الفيلم "روما" نسبة إلى حى فى مكسيكو سيتى حيث تعيش العائلات خلف بوابات مغلقة، وتعمل الخادمات والطباخين والسائقين فى واحدة من هذه المنازل، إذ تعيش "كليو" حاضنة الأطفال بجانب كونها خادمة، فى الصباح تستيقظ مع الأطفال، فى الليل تضعهم فى السرير، تقدم وجبات الطعام، وتنظف فضلات الكلاب وتحمل الغسيل إلى السطح.

سلسلة من الكوارث تنال من استقرار هذه الأسرة، بدءًا برحلة عمل يقوم بها الأب لكندا لا يعود بعدها، بالإضافة إلى وقوع زلزال، وموت ابن الخادمة وخيانة حبيبها بعدما عرف أنها حامل، فى واحدة من أكثر التسلسلات إثارة للدهشة، شاهدت كليو وجدة العائلة سينيورا تيريزا (فيرونيكا غارسيا) مظاهرة طلابية تحولت إلى أعمال شغب من خلال نافذة صالة عرض للأثاث، لا يشير "كوارون" إلى الحادث - الذى يعرف باسم مذبحة كوربوس كريستى عام 1971 - لكنه يملأ ذلك اليوم بمشاهد من العنف الفوضوى، بما فى ذلك صورة امرأة تصرخ طلبا للمساعدة بينما تحتضن رجلا يحتضر.

استخدم المخرج المكسيكى ألفونسو كوارون لوحة كبيرة تحكى قصة حياة قد يظن البعض أنها صغيرة، فـ"كوارون" واحد من أكثر المخرجين تنوعاً فى السينما المعاصرة، إذ أخرج أوبرا الفضاء "جرافيتى"، و"أطفال الرجال"، و"هارى بوتر وسجين أزكابان"، وعلى الرغم من أن سيرة سير Cuarón منتقاة بدقة، فإن "Roma" شىء جديد بالنسبة له.

لجأ المخرج إلى الأبيض والأسود لرسم حكايته، ليخلق صورا تتميز بوضوح غير عادى، وتفاصيل ودرجة لونية كاملة من الرمادى والأسود والأبيض، وتتحرك الكاميرا مع كليو وتتوقع وتتبع تحركاتها مثل رفيق مخلص وبدأ أحداثه باتباع "كليو" مهامها المنزلية الشاقة، مثل الانتهاء من كمية هائلة من الغسيل وتحضير طعام الأسرة والأطفال قبل الذهاب للمدارس وبعد، نهاية  بوضعهم فى السرير وإيقاظهم لتبدأ يومها من جديد، ليتيح لنا رؤية كيف تسكن كل واحدة من هذه الشخصيات فى هذه المساحات المحددة، ويخلق Cuarón رؤية دقيقة عن امرأة وعالم يشكّله ماض استعمارى يثقل على نحو لا يرحم.

لضبط المشهد، وجد المصمم "أوجينيو كاباليرو" (Pan’s Labyrinth) منزلًا فى مكسيكو سيتى تم التخطيط لهدمه وإعادة تشكيله ليصبح نسخة مكررة من منزل عائلة Cuarón، وحوالى 70٪ من الأثاث المعروض على الشاشة هى الأشياء التى رآها كطفل، وأصر كوارون على أن تذكره مجموعة الممثلين بالأشخاص الحقيقيين، وبعد البحث من قرية إلى قرية عن بطل الرواية، وجد مدرسة تدعى "ياليتزا أباريسيو" ، وهى الخادمة / المربية التابعة للأسرة على غرار المرأة التى يعتبرها كوارون أما ثانية ضنت أحداث الفيلم.

 على الرغم من خطر الظهور الهادئ وبطء الإيقاع مع بداية الأحداث أكثر من اللازم لفترة طويلة، إلا أن "روما" بشخصياته يشير إلى لمحة عن مجتمع يتجه نحو الانهيار بشكل لا يقبل الجدل.

 أحد مميزات فيلم "روما" قدرته على التشابك بذكاء مع الحالة السياسية لدولة المكسيك من خلال هذه القصة الشخصية، ورصدت بصريًا لحظات مظلمة فى التاريخ المكسيكى الحديث، مثل مذبحة كوربوس كريستى عام 1971 لطلاب الجامعات.

 

الفيلم الكورى "احتراق"

قصة قصيرة للأديب هاروكى موراكامى المخرج والروائى ووزير الثقافة الكورى الأسبق، وحامل جائزة السيناريو فى كان 2010 عن فيلمه السابق "شعر"،  يصيغها تشانج دونج فى فيلم مدته ساعتين ونصف،  ويدور حول شاب بسيط يحلم أن يكون كاتبًا بعد إنهاء الخدمة العسكرية، يقابل جارة قديمة تتعرف عليه لتبدأ بينها صداقة بها شىء من الحب، قبل أن تسافر الفتاة فى رحلة وتعهد له برعاية قطتها، لتعود ومعها شاب ثرى يركب سيارة "بورش" حديثة ويعيش فى شقة فاخرة مما يجعل البطل غير جدير بالفتاة.

الرواية تتعرض للصراع الطبقى فى كوريا وتبعات الفروق الطبقية على العلاقات، والعمل لا تنتمى لنوعية الأفلام التى تصلح لمخاطبة جمهور عريض، بل يناسب محبى السينما التأملية ويخاطب هؤلاء بلغة راقية.

 

الفيلم الكزاخسانى "Ayka

"

حصلت بطلته سامال يسلياموفا على جائزة أفضل ممثلة بالدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى، وهو الفيلم الذى رشحته كازاخستان لتمثيلها بالنسخة الـ91 من جوائز أوسكار عن أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.

اختار الكاتب والمخرج الكازاخستانى «ديفورتسيفوى» أن يلقى الضوء فى تجربته السينمائية الروائية الثانية، بعد فيلم «Tulpan» الذى حصد جائزة الإخراج فى قسم «نظرة ما» بمهرجان كان عام 2008، على قصة إنسانية شديدة الحساسية حول امرأة تواجه قرارات الحياة أو الموت فى شوارع موسكو، إذ يدور حول فتاة من كازاخستان تُدعى «أيكا» تعيش وتعمل بشكل غير قانونى فى موسكو، فهى لا تستطيع أن تُربى طفلاً، لأن ليس لديها عمل ولا غرفة تعيش بها، وتنام فى شقة مكتظة بالسكان الأغراب عنها، وبعد ولادة ابنها تتركه فى المستشفى، لأنها ترى أن طفلها لديه فرصة أفضل للبقاء فى المستشفى حيث يوجد على الأقل بعض الطعام والمأوى.

ولكن بعد مرور بعض الوقت يقودها شوقها الأمومى إلى محاولات يائسة للعثور عليه، وقدمت الممثلة سامال يسلياموفا أداء استحقت به عن جدارة جائزة التمثيل من المهرجان السينمائى الأبرز.

 

الفيلم البولندى "الحرب الباردة"

الفيلم حصد 5 جوائز من مهرجان كان السينمائى الدولى، أفضل فيلم، أفضل ممثل (توماس كوت)، أفضل إخراج، أفضل ممثلة (جوانا كوليج)، أفضل سيناريو.

تدور الأحداث حول قصة حب بين اثنيْن طبائعهما شديدة الاختلاف، وينحدران من خلفيات اجتماعية مختلفة، تنشأ قصة حبهما وتدور فى خلفية الحرب الباردة خلال الخمسينيات، ما بين بولندا ويوغوسلافيا.

أجواء الفيلم تدور بين بولندا وفرنسا وبريطانيا، وهى نفسها الجهات المنتجة ويولد الحب من اللحظة الأولى بين «ويكتور» قائد الفرقة وعازف البيانو الماهر الذى جسده «توماز كوت» وبين «زولا» امرأة تتقدم لاختبارات الغناء والرقص وقدمتها الممثلة «جوانا كولينج»،  الإعجاب أولا كان بصوتها الذى وصفه امام اللجنة بـ«الأصيل »، وعلى الرغم من أن الشخصين ينتميان لخلفيات فكرية وثقافية شديدة الاختلاف إلا أن العواطف كانت المحرك الأساسى للأمل.

الفيلم بطولة: جوانا كوليج، بوريس شيس، توماس كوت، أجاتا كولسزا، آدم ورونويكز، سدريك كان، ومن تأليف وﺇﺧﺮاﺝ باول باولكوسكي.

انعكست الأحداث على أداء البطلين توماز كوت وجوانا كولينج إذ استطاعا التعبير بصدق عن التشتت بين حب كبير ينمو وظروف سياسية قاسية، عبر سيناريو محكم لصاحبه باوليكوفسكى الذى قال إنه استوحى «الحرب الباردة» من حياته الشخصية وقصة والديه «شخصان كل منهما أقوى من الآخر، يكرهان بعضهما، يخونان بعضهما، يتطلقان، يتركان بلادهما ثم يلتقيان من جديد ليعشا معا فى الخارج، وأنه لم يجد من حوله شخصيات بهذه الدرجة من «الطاقة الدرامية، فهما يريدان أن يعيشا معا لكن لا يقدران على ذلك».

 

الفيلم اليابانى "السارقون"

تدور أحداث "السارقون" فى 121 دقيقة، يناقش خلالها المخرج اليابانى هيروكازو كورى إيجا، عددا من القضايا الإنسانية والأسرية فى المجتمع اليابانى من خلال قصة عائلة فقيرة تعيش فى طوكيو، تسرق المحال التجارية للبقاء على قيد الحياة والحصول على الطعام.

ويلتقى أوسامو وابنه بفتاة صغيرة تكافح للبقاء فى البرد القارس بعد واحدة من جولاتهم فى السرقات، وتوافق زوجة أوسامو على الاعتناء بها بعد علمها بالمصاعب التى واجهتها، رغم أن العائلة فقيرة، وتستمر الأمور حتى يكشف حادث غير متوقع أسرارًا مخفية، تضع الروابط العائلية على المحك.

ويوضح الفيلم ترابط العائلة رغم تواجدها فى شقة متداعية فى ضواحى طوكيو، فهم يحبون بعضهم البعض، ويجدون طرقًا أخرى للتعبير عن الروابط القائمة بينهم.

 

الفيلم الكولومبى "طيور الممر"

ويوثق فيلم "طيور الممر" قصة صعود وسقوط عشائر "الواييون" المتناحرة حول تجارة المخدرات فى شمال كولومبيا، بطريقة غير معتادة على نوعية أفلام صعود العصابات "الكارتل".

كما يظهر الفيلم اهتمام مدهش بتفاصيل العادات والتقاليد والاحتفالات المحلية فى كولومبيا، وينسج المخرجان مأساة ملحمية من الفخر والجشع والصدام بين العالمين القديم والجديد.

 

الفيلم الدانماركى "المذنب"

تدور أحداث فيلم "المذنب" فى فضاء داخلى، رغم أن كل الأحداث التى صاغها المخرج بشكل تشويقى لاهث كانت تحدث فى الخارج فى جو ممطر، والتى جعلنا المخرج نعيش معها كمشاهدين مع الشخصية الرئيسية وهو شرطى يعانى من مشاكلات فى عمله وتم نقله للعمل المكتبى لتلقى مكالمات المواطنين الذين يجدون أنفسهم فى مشاكل، وإذا به يجد نفسه أمام مكالمة تقلب مسار اهتمامه وتجعله يركز معها دون غيرها كون صاحبتها تشتكى من تعرضها لخطر داهم لتتطور الأحداث بعد ذلك فى مسار غير متوقع.

 

الفيلم الألمانى "لا تنظر بعيدًا"

يدور الفيلم حول فنان تشكيلى ألمانى وجد نفسه منذ الطفولة واقعا فى قلب أحداث التاريخ المأساوية، فخالته الشابة الجميلة التى تصحبه فى جولاتها على معارض الفن الرفيع، لا تستطيع التأقلم مع القيود التى فرضتها النازية، فتعانى من نوبات اضطراب عصبى يجعلها تسقط ضحية للنظام النازى نفسه، فالطبيب الذى يحيلون إليه السيدات لفحصهن، يقضى بتعقيمها ثم بإرسالها إلى حيث يتم التخلص منها ومن مثيلاتها بالقتل.

 وينشأ الطفل "كيرت" وفى وعيه تلك الضحية البريئة التى دفعت حياتها دون ذنب، ويختار طريق الفن التشكيلى، لكنه يصبح بعد ذلك أسير النظرة الرسمية للفن فى ألمانيا الشرقية بعد زوال النازية وسيطرة الشيوعية، فهو لا يجد عملا كرسام سوى ضمن الآلة الرسمية الدعائية، حيث يصبح مطلوبا منه إنكار التعبير الذاتى، والالتزام بالتعبير عن قيم "الطبقة العاملة" حسب المفاهيم الجديدة بالمجتمع.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة