احتفل، أمس، عدد كبير من السائحين بظاهرة تعامد الشمس على المحور الرئيسى لمعبد آمون رع بمعابد الكرنك، ونستعرض خلال السطور التالية، تفاصيل الظاهرة.
قال الدكتور حسين عبد البصير مدير آثار متحف مكتبة الإسكندرية إن معابد الكرنك تعد من أعظم المعابد التى شيدها ملوك مصر، والتى تقف شاهدًا على إبداعات الحضارة المصرية، وتعتبر معابد الكرنك بمثابة السجل التاريخى الحافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداءً من الدولة الوسطى إلى نهايات تاريخ مصر القديمة.
وأوضح الخبير الأثرى الدكتور حسين عبد البصير، كما يعتبر الإله آمون هو الإله الرئيسى للدولة فى عصر الدولة الحديثة، وكان يتم تمثيل الإله آمون بشكل جسد بشرى كامل، ويرتدى على رأسه تاجًا ذا ريشتين ويمسك فى يديه رموز السلطة والحياة، ويعنى اسمه "الخفى" وكان يحمل لقب "ملك الآلهة".
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، تأتى ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بالكرنك فى الانقلاب الشتوى، فهى ظاهرة فلكية تكون فيها الشمس على أبعد درجة زاوية من مستوى خط الاستواء، وتكون متعامدة على مدار الجدى، ويتم رصد الظاهرة فى يومى 21 أو 22 ديسمبر من كل عام، ويكون فيه النهار هو أقصر نهار والليل هو أطول ليل، والشمس فى ذلك اليوم تكون على أدنى ارتفاع لها ظهرًا على الأفق.
ويقول الخبير الأثرى وتثبت ظاهرة تعامد الشمس السنوية عظمة الفراعنة المصريين، كونهم على دراية كاملة بحركة الشمس أو بمعنى أدق الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض وكانوا يشيدون المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، والشمس فى هذا اليوم ستتعامد فى معبدى الكرنك والدير البحرى على وجه الإله آمون، مما يشير إلى مناسبة خاصة تخص هذا الإله.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير إلى أن الظاهرة تبدأ عادة فى الساعة السادسة والنصف انتظارًا لشروق الشمس فى أرجاء المعبد، ثم يتم تتبع أشعة الشمس على الأعمدة والجدران والدخول إلى قدس الأقداس لرصد الظاهرة، وتتعامد الشمس عادة لمدة عشرين دقيقة، ثم تتجه غربًا إلى معبد حتشبسوت الذى يقع على امتداد معابد الكرنك فى البر الغربى.
ويأتى تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك فى ذات اليوم من كل عام إيذانًا ببدء فصل الشتاء فى مصر القديمة، وتؤكد مثل تلك الأحداث على عظمة التاريخ المصرى وقدرة المصريين على الإبداع منذ آلاف السنين. وتضيئ الشمس فى هذا اليوم تمثال الإله "آمون" وزوجته الإلهة "موت" اللذين يحتضن أحدهما الآخر فى وضع الجلوس والمصنوعين من حجر الألباستر والمتجهين بوجههما نحو الشرق وتدخل إلى قدس الأقداس وتضيئ القاعدة الحجرية التى كان يقف فوقها فى الأصل تمثال الإله آمون رع رب الكرنك. وتضيئ الشمس أيضا موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة من حجر الألباستر والتى تنتمي إلى عصور فرعونية مختلفة.
واختتم الدكتور حسين عبد البصير قائلا: ويعد تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الإله "آمون رع" بالكرنك بمدينة الأقصر من أهم الظواهر الفلكية فى مصر القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة