حكايات الرزق الحلال.. حمادة جاء من الصعيد بصندوق مسح أحذية بحثا عن الرزق بالشرقية

السبت، 22 ديسمبر 2018 07:00 ص
حكايات الرزق الحلال.. حمادة جاء من الصعيد بصندوق مسح أحذية بحثا عن الرزق بالشرقية حمادة جاء من الصعيد بصندوق مسح أحذية
الشرقية - منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل أن يخط شاربه علمته أمه بصعيد مصر أن الرجولة مسئولية، وأن الرجل لا بد أن يتحمل مسئولية نفسه وأسرته، ولا يشترط أن يكون كبيرا فى السن، فالرجولة تغرس بالطفل قبل أن ينحت الزمن رجولته، هكذا عاش وتعلم حمادة البطل فى قرية جرنوس ببنى مزار محافظة المنيا، فهو ابن لأسرة بسيطة، لا يوجد بينهم عاطل، فهم ستة رجال بما فيهم والدهم، وثلاث سيدات بما فيهن الأم .

8cb92eeb-677e-4556-a8b8-7abda30cabc6

لم يكن حمادة يعلم أن رزقه يبعد عن قريته آلاف الكيلومترات، فى مدينة العاشر من رمضان، تلك المدينة الجديدة، التى تحمل بين مصانعها وشوارعها العديد من الأحلام، لم يكمل تعليمه مثل أشقائه، وعمل فى العديد من المهن فتارة نجار وأخرى سباك وأحيانا كثيرة عامل زراعى، أو عامل يومية يداه وجسده هما كل أدواته، واستقر به الحال ماسح أحذية، يجمع رزقه من تحت أحذية البشر.

 

حمادة الذى لم يتجاوز عمره الـ32 عاما تزوج وأنجب طفلتين ذهب ومريم تزوج ببلدته الصغيرة بالمنيا، وضاق به الحال وأقنعته زوجته وأهلها بالذهاب لمدينة العاشر فبها العديد من فرص العمل، فحمل صندوق البوية وجهازه وزوجته وأولاده واستقر مساكن عثمان، وعملت زوجته فى أحد مصانع الشيكولاتة.

0f51bb09-3284-428d-81e6-c1137c4a3c3b

يجلس حمادة كل صباح أسفل المبنى الإدارى للخدمات بوسط المدينة، يلاغى الموظفين الذين باتوا يعرفونه بالاسم، ويتبادل معهم الحكايات والمشكلات، فتراه أحيانا بجوار المقهى الذى يمتلكها عم عوض أحد موظفى الجوازات بعد خروجه على المعاش ليروى له حكايته مع زوجته وأهلها، وربما يطلب منه التدخل لإنهاء الخلاف، فيرى فيه الأب الذى تركه فى صعيد مصر وربما تحنو عليه أم إسلام بكوب من الشاى مع سندوتشات، فحمادة بوجه الصبوح وابتسامته الهادئة ولكنته الصعيدية استطاع أن يكون له أسرة بديلة من أهالى المدينة يذكّرون بأبيه وأمه اللذين تركهما بالبلد ويشتاق لرؤيتهما ويمنعه عنهما عمله فى العاشر.

b3b5d8ed-c1e5-4051-aba2-32ce1a52f83a

حمادة لم يمر عليه عام فى العاشر، لكنه أصبح له ذبائنه، وحين يضحك له ثغر الرزق يمكن أن تكون يوميته 100 جنيه لكن لو غير ذلك يمنحه فقط من 50 إلى 70 جنيها، والرضا بلقمة العيش يجعل الحياة تسير وتمر فى هدوء.

 

حمادة حين تراه ممسكا بصندوق البوية تعرف كيف يعتز به ويفخر بحمله فيحكى لك كيف يختار الفرشاة والألوان بعناية، وكيف يختار لون الفرشاة إن كان بنيّا أو أسمر والفرق بين الفرشة الخشنة والفرشة الناعمة، فكيف يعرف أنها مصنوعة من شعر الحصان العربى أو مضروبة، فهو ينزل يشتريها مخصوص من صعيد مصر لرخص ثمنها.

f102600e-f898-4617-9e91-1580cdad3614

حمادة كل أحلامه الستر والصحة والوفاء بالتزاماته ناحية أسرته، ويؤمن أن العمل شرف مهما كان، وأرض الله كلها رزق، فقط تحتاج البحث عنه والعمل فيه وتهون كل الالم والتعب حين يرى ابنتيه اللتين لم يتجاوز عمرهما 5 سنوات، وكل ما يسعى له الإبرار بأهله وتجهيز ابنتيه وأن يمنحه الله أخا لهما يكون لهما سندا .


 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة