"نجيب محفوظ قراءة متجددة".. ندوة حول أعمال أديب نوبل بمنتدى عفيفى مطر

الجمعة، 21 ديسمبر 2018 08:00 م
"نجيب محفوظ قراءة متجددة".. ندوة حول أعمال أديب نوبل بمنتدى عفيفى مطر جانب من الندوة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ناقش مركز الدراسات الثقافية، ندوة بعنوان "نجيب محفوظ قراءة متجددة"، وذلك بمنتدى عفيفى مطر، أدارها الشاعر محمد حربى، وفق بيان صادر عن المركز اليوم. 
 
وقدم الدكتور نجيب أيوب، أستاذ الأدب العربى المساعد بآداب حلوان، ورقة بحثية بعنوان "نجيب محفوظ وتاريخ القصة عند العرب والساميين" قائلا: كان نجيب محفوظ بأعماله الفذة وإبداعه المبتكر جسر عبور لحاجز الخوف وانعدام الثقة لدى العرب وشعوب الشرق عموما، حيث أعاد الثقة لدى أبناء المنطقة والمصريين على وجه الخصوص فى قدرتهم على اختزال الهوة الحضارية التى بينهم وبين الغربيين، والتى صنعتها وضعيات تاريخية وظروف سياسية واجتماعية أحاطت بهم، لتترعرع القصة العربية بعد ظاهرة نجيب محفوظ، التى استنفرت نوازع الإبداع القصصى لدى الأجيال من بعده؛ لتتوالى الأعمال الروائية مواكبة التيار العالمى فى الكتابات القصصية والسناروهات الدرامية، بما ملأ فراغا فنيا وأدبيا بإنتاج ضارع الإنتاج الشعرى وتفوق عليه، ليتربع على عرش الأجواء الأدبية والإبداعية فى المنطقة.
 
وتحدثت الدكتور زينب العسال، عن "سيميائية العنوان والفضاء الروائى والمعمارى فى رواية "رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ، التى تعتمد على الفضاء المدينى الذى يتغير مع ترحال السارد قنديل محمد العنابى، من دار إلى دار، سوف تتم المقاربة النقدية للنص السردى، عبر المنهج السيميائى، الذى حقق طفرة نوعية فى الدرس النقدى بمنظوره النظرى والتطبيقى، فدراسات سيمياء الفضاء النصى وعلاقته بالفضاء المعمارى للنص مجلى مهم للمؤسسات البحثية الأكاديمية فى المغرب العربي، ويعد الملتقى الدولى التاسع " السيمياء والنص الأدبي"، أحد أهم تجليات هذا الاهتمام.
 
وقدم الدكتور إسلام فوزى بحثا بعنوان "استقبال الإيطاليين لأدب محفوظ (قراءة ثقافية)"، قائلا: حظى نجيب محفوظ بشهرة واسعة فى العالم أجمع بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1988. وفى إيطاليا بدأت حركة ترجمة أعماله الأدبية إلى اللغة الإيطالية بعد هذا الحدث مباشرة. فوفقًا لما هو مؤكد فى هذا العام تُرجمت إلى الإيطالية روايته "الكرنك" لصالح دار نشر إيطالية بمدينة "ساليرنو" Salerno اسمها "ريبوستِس" Ripostes وقد ترجمتها أستاذة الأدب الإيطالى دانيْيلا رامالدى Daniela Ramaldi بعنوان Il caffè degli intrighi أى "مقهى الدسائس" أو "مقهى المؤامرات" وقد صدرت هذه الترجمة بطبعة أخرى عام 2004 ثم صدرت ترجمة أخرى للرواية ذاتها عام 2008 بعنوان Karnak Café أى "مقهى الكرنك" عند دار نشر "نيوتن & كومبتون" Newton & Compton للمترجمة كِيارا ڨاتّيرونى Chiara Vatteroni. 
 
وأضحى عام 1989 عام محفوظ فى إيطاليا على صعيد الترجمة فقد صدرت ترجمات لعدد كبير من أعماله مثل "زقاق المدق"، و"ميرامار"، و"أولاد حارتنا"، و"بين القصرين".
 
ولعل هذه الورقة البحثية لن تكون الأولى من نوعها فلقد تصدى الأستاذ الدكتور حسين محمود لهذه القضية فى كتابه "نجيب محفوظ. أدبه فى إيطاليا" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة نجيب محفوظ. ولكن هنا أود التركيز على كيفية قراءة الإيطاليين للنص المحفوظى وتناولهم له بل إدخال أجزاء منه فى بعض الأنطولوجيات التى يدرسها الطلاب فى المدارس والجامعات. وهذا يعكس مدى الأثر الذى تركه الأديب العالمى نجيب محفوظ الذى استطاع الانطلاق من الإنسانية المصرية المحلية ليخاطب الإنسانية العالمية فى كل أنحاء العالم. وهنا يصبح المتلقى الإيطالى نموذجًا، حيث نستعرض فى هذه الورقة البحثية عدة آراء لدارسى أدب نجيب محفوظ ونحاول تحليل تلك الآراء بموضوعية.
 
بينما قال الدكتور حمدى النورج، أستاذ النقد الأدبى بأكاديمية الفنون، فى ورقة بعنوان "فن القص بين التأصيل والتفكيك": فى كتابه "مفكرة السارق" يقول جان جيني:" إن السرقة سواء أكانت فنا أم لا، وسواء أكانت تعتمد على اللغة أم لا، فمن المؤكد أن الكتابة عنها فن يعتمد على اللغة، فى وقت يعد فيه أدب الجريمة منذ فترة طويلة أحد الفروع الشعبية ذات النطاق الواسع من آداب العامة فى الغرب، بالإضافة إلى كونها تمثل جزءا مهما من أدب النخبة العربى الكلاسيكى فى العالم الإسلامي.
 
‎ولا يخفى على المتابعين للساحة النقدية العربية انتشار النصوص التى تهتم بأدب الجريمة والبوليسية بين أوساط طبقات القراء المختلفة، فى مقابل إحجام النقاد والدارسين عن تناولها، اعتقادا بعدم انتمائها إلى حقل الآداب الرفيعة، نظرا لضعف المستوى الأدبى واللغوى الذى يحمل أفكار هذا الفن الأخاذ.
 
‎وإذا كان التنظير النقدى لم يلتفت إلى مثل هذا اللون من الفن مثل احتفائه ببقية البنيات الإبداعية،  فإن هذا اللون على تشكله التراثى والحديث يبدو نتاج الثقافة الشعبية فى رقيها وهمومها، إنها فكرة الاستحواذ والصراع والرغبة وسيطرة نمط ثقافى على آخر.
 
‎لقد كان هذا الفن على تجليه المطلق،  وسيلة فرار زكية استعانت بها شهرزاد لتعزف على آلة الزمن القاهرة لوجودها،  الطموح نحو البقاء والفرار بجوهر الحكى المفعم بالتخييل وعالم الجريمة،  الصورة المبتدعة من ذكاء اللصوص عندما يمارسون لعبة السطو على غيرهم .على ذلك يهتم هذه البحث بتجلية هذا اللون الأدبى والوقوف على مكوناته وأنساقه الثقافية الحاضرة فى بعض نماذجه،  وكيف يكون عامل دعم فى صناعة ثقافية بناءة معتمدة جوهر القص منطق بناء وآلية فهم.
 
أما الدكتور ماهر عبد المحسن، فقال فى مداخلة بعنوان "الشحاذ بين الهوية والتعددية الثقافية": تتميز أعمال نجيب محفوظ بتعدد مستويات القراءة ومستويات الفهم. فيمكن الدخول إلى عالم محفوظ من البوابة السياسية أو الاجتماعية أو النفسية. كما يمكن مقاربة هذه الأعمال باستخدام أكثر من منهج، لأنها تستفز فى القارئ النشط ملكاته النقدية ومخزونه المعرفى والمنهجى، سواء أكان بنيويا أو تفكيكيا أو فينومينولوجيا تأويليا. باﻹضافة إلى قابلية النصوص المحفوظية إلى القراءة الجمالية الخالصة أو تلك المحملة بأبعاد إيديولوجية لخدمة أغراض أخرى غير فنية.
 
 
 وقالت الدكتورة مروة مختار، رئيس مركز الدراسات الثقافية، فى مداخلة بعنوان "الرواية المحرمة وسوسيولوجيا التلقي" ‎هل عملية تلقى أى عمل إبداعى حرة و فردية أم أن هناك ألوانًا من التلقى ‎الجماعى تُحَجم هذه الفردية وتسعى إلى تأطيرها؟هل التلقى فى مجتماعاتنا العربية ‎حر بشكل عام أم مقيد بتوجهات جمعية ثؤثر فى تلقيها الأعمال الإبداعية ‎والأفكارالمغايرة؟ هل يُربى داخل العقول وعيًا جمعيًا منذ الصغر وفق قواعد محددة ‎يُحاكَم من خلالها كل مخالف لهاعربيًا أوعالميًا؟هل التلقى حر أم أنه مجموعة من ‎الدوائر المتقاطعة تتحرك وتتفاعل بشكل معلن وخفى بمجرد تحريك محيط ‎إحداها؟هل واقع التلقى أسير للنخبة الثقافية ولرجال الدين وللساسةـ باعتبارهم ‎ممثلين لتيارات ليست بقليلة ـ أم أن القارىءالعام/المتلقى العام هو الفيصل فى ‎عملية التلقي؟ من بيده إصدار صك الحل والتحريم ؟ من بيده طرف الخيط ليقول ‎كلمة نهائية تلاحق عملًا أدبيًا على مدار عقود؟وإذا كنا اهتممنا لعقود بدراسة ‎سوسيولوجيا الأدب متى يكون لدينا كيفا وكما موازيا لسوسيولوجيا تلقيه تحاول ‎أن تستبصرطبيعة حركتنا،هل حركتنا نحوالمستقبل أم نحوالماضى أم حركة دائرية ‎ونحن داخلها؟
 
1
 

2
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة