الست المصرية الأصيلة، يظهر معدنها الطيب وأخلاقها فى الشدائد والأزمات، السيدة "نوال" 42 سنة من منطقة زهراء مصر القديمة، متزوجة ولديها 3 أبناء ولدين أحدهم فى الصف الأول الثانوى والآخر فى الصف الثانى الإعدادى، وبنت وزوجها أرزقى، ومريض قلب، يعمل يوم ويرقد أيام ضاق بها الحال ولم تجد سوى النزول للعمل من أجل مساعدة زوجها وتربية أبنائها.
بوجه بشوش وضحكة يملؤها الأمل والرضا تحدث السيدة "نوال" اسم مستعار بناء على طلبها، لـ"اليوم السابع"، حيث روت تفاصيل تجربتها، فقالت بعد مرض زوجى وإجراء جراحة قلب مفتوح، تحملت مسئولية المنزل والأولاد، ففكرت فى عمل مشروع صغير يدر علينا ما نستطع العيش به وعدم الاحتياج للناس.
وتابعت السيدة نوال حديثها قائلة، تمكنت من عمل مشروع مصنع حلاوة طحينة صغير بأقل الإمكانيات، واستطعت بمساعدة شقيق زوجى من شراء بعض المعدات والخامات، ونجح المشروع وبدأ يدر علينا بعض الأرباح، ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن دائما.
وتستكمل قائلة أبلغ بعض الجيران عن المصنع نظر لعدم اكتمال الأوراق والتراخيص الخاصة به، كما قاموا بإلقاء بعض الأسلحة البيضاء داخل المكان، فداهمت الشرطة المكان وألقت القبض على شقيق زوجى، وتكاثرت علينا الديون لتصل إلى مبلغ 21 ألف جنيه.
واستطردت نوال قائلة، حتى دلنا أهل الخير على جمعية مساعدة أطفال السجينات، والتى ساعدتنا فى تسديد مبلغ 10 آلاف جنيه من الدين، وقاموا بجدولة باقى المبلغ المطلوب، وتمكنا من إخراج شقيق زوجى بعض قضاء عام ونصف فى السجن، إضافة إلى حضورى دورات تدريبية بالجمعية لتعلم حرفة، لاستكمال المشوار فى مساعدة أبنائى وزوجى.
واختتمت السيدة نوال حديثها بتوجيه رسالة إلى المرأة المصرية، بضرورة مواجهة الظروف القاسية التى تواجهن، وعدم الاستسلام للمشاكل والضغوط، والبحث عن العمل الشريف والرزق الحلال، من خلال تعلم أى حرفة، ولم تنس أن توجه الست نوال الشكر إلى كل أعضاء الجمعية اللى ساعدوها على تخطى محنتها والوقوف مرة أخرى على قدميها، لتربية أبنائها ومساعدة زوجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة