الكرسى المتحرك مش نهاية الطريق.. أبطال وعلماء وقفوا على أرض الواقع دون أقدام.. ستيفن هوكينج توصل لنظريات كونية غير مسبوقة.. عمرو السوهاجى بطل عالم السباحة رغم الشلل الرباعى.. وتفاصيل طبية عن فقدان الحركة

الأحد، 02 ديسمبر 2018 09:30 م
الكرسى المتحرك مش نهاية الطريق.. أبطال وعلماء وقفوا على أرض الواقع دون أقدام.. ستيفن هوكينج توصل لنظريات كونية غير مسبوقة.. عمرو السوهاجى بطل عالم السباحة رغم الشلل الرباعى.. وتفاصيل طبية عن فقدان الحركة كرسى متحرك
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من قلب المحن يخرج لنا الأبطال والعقول الفذة، هكذا هى الحياة عندما تمنحك الإرادة تأخذ منك الإمكانيات التى تسهل الوصول، ربما لذلك القمة لم تخلق لأى شخص بل للمميزين فقط، كلنا نتمتع ببعض الأشياء ونفتقر للأخرى وفى النهاية يحقق بعضنا المستحيل بينما لا يتمكن آخرون من الوصول لشىء إلا التعايش مع الحياة، لا نختلف إلا فقط فى مدى استيعابنا لقدراتنا وتوظيفها الصحيح، هذا ما أكدته الوقائع فلم يمنع الكرسى المتحرك رغم قسوة وجوده فى حياة صاحبه من وصوله للنجاح الحقيقى.
 
هناك الكثيرون من حولنا تمكنوا من القفز على إمكانياتهم والوصول إلى ما يريدونه عندما قرروا عدم الاستسلام، ولعل من بينهم المثال الشهير ستيفن كوينج هذا العالم الذى أفنى حياته كلها من أجل العلم ودراسة حقيقة الكون والإضافة للفيزياء، ولكن الحقيقة إنه لم يكن الوحيد ممن أذهلونا بقدرتهم على هزيمة الإعاقة بل هناك أبطال ربما لم نعرفهم بعد وآخرون بدأوا فى الظهور فى حياتنا كواقع رائع قوى يتمثل فى بطل العالم للسباحة "عمرو السوهاجى" الذى صدمته سيارة وشلت حركته تماما إلا أنه انطلق لكتابه اسمه فى تاريخ تحدى الصعاب.
 
يرصد "اليوم السابع" بعض الحالات التى تحدت "الكرسى المتحرك" ووصلت لأحلامها وأضافت للعالم شيئًا، ونقدم تفاصيل طبية مهمة عن طبيعة الشلل والمشكلات الصحية التى تؤدى له ومسار العلاج للمصابين.

 
ستيفن هوكينج 1
ستيفن هوكينج 
 

ستيفن هوكينج.. مثال قوة العقل البشرى

ستيفن هوكينج، أستاذ الرياضيات في جامعة كمبريدج البريطانية وعالم الفيزياء الفلكية، الذى بحث فى الثقوب السوداء بشكل أساسى وتوصل للكثير من خلال نظرياته العلمية الكونية، والذى ظهر لنا على كرسيه المتحرك لا يقو على الحركة أو التحدث إلا من خلال جهاز، كيف فعل كل ذلك وما هى قصته وكواليس مرضه تحديدا؟
 
المفاجأة أن ستيفن أصيب فى شبابه بمرض يسمى بمرض اعتلال الأعصاب الحركية، وبلغه الطبيب أنه سيفقد حركته سريعا ثم سيفارق الحياة بعد سنوات قليلة فى أفضل احتمالية لحالته، إلا أن الفيزيائي الشهير عاش من العمر 76 عاما!
 
 ووفقا لموقع " scientificamerican" الذى نشر تقريرا مفصلا عن حالته الفريدة مع مرض اعتلال الأعصاب الحركية (ALS)، فإن مرض ستيفن لم يبطئه، قضى هوكينج 30 عامًا كأستاذ في الرياضيات في جامعة كامبردج، وأصبح مدير الأبحاث في مركز الكونيات النظري.
 
وما أذهل الأطباء أنفسهم من حالة هوكينج، إن معظم المرضى المصابين بالـ ALS  يتم تشخيصهم بعد سن الخمسين ويموتون في غضون خمس سنوات من تشخيصهم، ولكن تم تشخيص حالة هوكينج لأول مرة عندما كان في سن الـ21، ولم يكن من المتوقع أن يشهد عيد ميلاده الخامس والعشرين.
 
ستيفن هوكينج قبل المرض
ستيفن هوكينج قبل المرض
 
وهو ما يطرح سؤالا: لماذا عاش هوكينج طويلاً مع هذا المرض بينما موت الكثير من الناس بعد التشخيص؟
 
هنا يتحدث الدكتور ليو ماكلسكي، أستاذ مساعد في علم الأعصاب والمدير الطبي لمركز ALS في جامعة بنسلفانيا، أن الشيء الوحيد الذي أبرزته دورة هذا الرجل مع المرض هو أن الطريقة الشائعة التي يموت بها الأشخاص من المرض هي الفشل التنفسي، وتدهور عضلات البلع، وهذا يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية والجفاف. 
 
ولكن إذا لم يكن لديك هذين الأمرين، فمن المحتمل أن تعيش لفترة طويلة على الرغم من أنك تسوء وهذا هو ما تمكن ستيفن من القيام به وأثبت جدواه.
 
ولا يزال مرض الاعتلال ALS لا يوجد له علاجًا شافيًا، والذى تم تحديده من تراكم البروتينات غير الطبيعية في الدماغ، و10% منه عاد لسبب وراثى  ويستند إلى طفرة جينية. 
 
ولعل هوكينج هو مثال رائع ومذهل على تقلبات المرض، والأمل بالنسبة للمرضى أنه يمكنهم أيضًا أن يعيشوا حياة طويلة، فإنه كسر كل التوقعات والإحصائيات التى أشارت إلى أن حوالي 10 % فقط من الناس يتعايشون مع المرض أكثر من 10 سنوات. 
 
ولا يمكننا ختام الحديث عن حالة هوكينج التى تحدت كل الصعاب إلا من خلال كلماته التى قالها في عام 2006 "لقد عشت معظم حياتي في انتظار الموت المبكر، لذا كان الوقت دائمًا غاليًا بالنسبة لي .. لدي الكثير مما أريد القيام به، لذلك أنا أكره إهدار الوقت".
 
عمرو السوهاجى فى المكسيك
عمرو السوهاجى فى المكسيك

 

عمرو السوهاجى .. بطل مصرى لم يوقف حركته الشلل

من الإطار العالمى للنموذج المصرى الذى خرج من هذه الأرض ليرسم طريقه أمام العالم كله، إنه البطل عمرو السوهاجى الذى كسر الرقم القياسى فى بطولة برلين برياضة السباحة وحصل على أول ميدالية لمصر فى هذا التصنيف بالمسابقة العالمية، فهو واحد من 20 شخصا على وجه الكرة الأرضية يمارسون رياضة السباحة البارالمبية "الصدر"، وكل ذلك بعد تعرضه لحادثة سيارة جعلته يصاب بشلل رباعى ويفقد الإحساس بالحركة.
 
كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسى ضمن بعثة السباحة البارالمبية بعد رجوعه من بطولة العالم بالمكسيك فى بداية العام 2018، و أُدرج اسم السوهاجى في قائمة الشرف الوطني المصري، في عام 2016، كأول رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة يحقق هذا المستوى المتقدم.
 
الرئيس السيس يكرم عمرو السوهاجى
الرئيس السيسى يكرم الفريق المصرى بعد عودته
 
وهو ما يجعلنا نتساءل عن كواليس حياة هذا البطل ورحلته على الكرسى المتحرك حول العالم.
 
يتحدث عمرو السوهاجى:"كنت ملاكما فى الأكاديمية المصرية ولكنى لم أحصل على أى بطولة إلا بعد إعاقتى" كان يحب ألعاب القوى ثم تعرض لحادث تسبب فى فقده للقدرة على الحركة والإصابة بشلل رباعى، وذلك فى عام 2010.
 
استمر فى العلاج فترة كبيرة ضمن برنامج إعادة تأهيل، حيث بدأ من فقدانه التام للإحساس بجسده، وعدم القدرة إلا على حركة عينيه، واستمر مستلقيًا على السرير لمدة عامين تقريبًا ولكنه لم يستسلم وبالوقت بدأ برنامج التأهيل فى إعطاء بعض النتائج حيث توجه للعديد من المراكز الطبية قاصدًا ألمانيا والصين والتشيك انتهاء بمصر، حيث حضوره كورسات التأهيل البدنى ومن بينها التدريب المائى، الذى كان انطلاقة جديدة لبطولاته الحالية.
 
عمرو السوهاجى خلال المسابقة
عمرو السوهاجى خلال المسابقة
 
ومن هنا كان اتجاهه الرياضى الجديد للسباحة التى لا يتعامل معها على أنها ضمن كورس علاج يطور من مهاراته ويساعد على تعافيه بل بشغف وتحدى، حيث حصل على أول بطولة فى عام 2015 كأس مصر فى السباحة مركز ثانى.
 
أوصى السوهاجى بضرورة أن ينظر كل شخص مصاب بداخله ليعلم جيدًا أنه قوى ويجب أن يظل كذلك لا يعرف معنى للمستحيل ولا يفقد الثقة فى قدرته".
 
 

طبيعة الشلل من منظور طبى

وفقا لما ذكره موقع " News-medical" الطبى، فإن الشلل هو حالة فقدان وظيفة العضلات في الجسم والتي قد تكون مصحوبة بخسارة حسية، ويشار إليها أيضًا بفقدان الإحساس، ويعد المصطلح "Paralysis" مشتق من الكلمة اليونانية التي تعني تعطيل الأعصاب، ويرجع ذلك إلى أنه عادةً ما يحدث تلف في الجهاز العصبي ما يؤدي إلى فقدان وظيفة الحركة أو المعلومات الحسية.
 
أما عن الأسباب خلف ذلك:
 
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي قد تجعل المرء يعاني من شلل مؤقت أو دائم، وعادة ما تكون نتيجة للضرر في الحبل الشوكي أو أجزاء أخرى من الجهاز العصبي وترتبط بما يلي:
 
- السكتة الدماغية
 
- صدمات الحوادث
 
- شلل الأطفال
 
- الشلل الدماغي
 
- الاعتلال العصبي 
 
- مرض الشلل الرعاش
 
- التصلب المتعدد
 
- متلازمة غيلان باريه
 
كما أنه بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض الأدوية على وظيفة الأعصاب، وفي حالات نادرة يكون لها القدرة على التسبب في الشلل.
 

ما هو الشلل الزائف؟

يوجد ما يسمى بالشلل الزائف وهو مصطلح يشير إلى تقييد طوعي للحركة، ولا يرجع ذلك إلى الشلل العضلي وعطل الأعصاب المسئولة عن الحركة بل بالأحرى خيار الامتناع عن الحركة بسبب الألم أو عدم الاتساق.
 
وهناك أيضًا ما يمكن تصنيفه على أنه موضعي عندما يتأثر جزء معين من الجسم مثل الوجه أو اليد أو يتم تعميمه عندما يتأثر قسم كبير من الجسم، مثل الجزء السفلي بأكمله.
 
 
كرسى متحرك
كرسى متحرك
 
 

أنواع فقدان الحركة

 

وهناك أيضًا مصطلحات أكثر تحديدًا لوصف مناطق معينة متأثرة من الجسم:
 
- الشلل العضلي هو شلل أحد الأطراف.
 
- شلل نصفي هو شلل في الذراع والساق على جانب واحد من الجسم.
 
- شلل النصف السفلى هو الشلل في الساقين وبعض المناطق الأخرى في الجزء السفلي من الجسم  مثل الحوض.
- الشلل الرباعي هو الشلل لكل من الذراعين والساقين.
 
 

صعوبات نفسية تواجه المصاب بالشلل

كثير من الأشخاص يعانون من الآثار النفسية نتيجة للتغيرات المتعلقة بالشلل، ولعل الاكتئاب شائع جدًا لأن الأفراد غالباً ما يكونون غير قادرين على عيش الحياة كما اعتادوا على القيام بها ويمكن أن يكون التكيف مع هذا التغيير صعبًا ويؤدى لعدة اضطرابات نفسية يمكن التعامل معها من خلال التأهيل النفسى المناسب.
 
 

العلاج المناسب للمصاب بالشلل 

الهدف من العلاج للأشخاص المصابين بالشلل هو أن يعيشوا بشكل مستقل قدر الإمكان، ويعتمد العلاج الأمثل لكل فرد مصاب بالشلل على نوع الشلل وتأثيره على نوعية حياتهم.
 
ويمكن للأجهزة المساعدة للإعاقة تقديم حل لبعض أنواع من الشلل، على سبيل المثال، قد يتمكن مصاب الشلل النصفي الذى فقد وظيفة الجزء السفلي من الجسم من استخدام كرسي متحرك وتعايش نمط حياة مستقل نسبيا، كما تتطلب مضاعفات الشلل وجود علاج، فإن الإدارة الطبية لهذه المشكلات الصحية يجب معالجتها لتحسين نوعية الحياة لكل فرد.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة