جزيرة القرن الذهى التابعة لمحمية قارون بمحافظة الفيوم ، تعشقها الطيور المهاجرة والنادرة ويستقر بها سنويا الآلاف منها ، ولم يتوقف عشق هذه الجزيرة عند الطيور فقط ، ولكنها خطفت قلب الملك فاروق ، الذى أسس فيها استراحة ملكية .
وقال الدكتور عمرو هيبة ، مدير مكتب الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئة بوزارة الخارجية ، أن القرن الذهبى هى الجزيرة ،المتبقية من ضمن 4 جزر كانت تمثل اليابس فى البحر القديم قبل نشأة الفيوم ، مضيفا أن الجزيرة تعتبر من أهم مواقع الحفريات النادرة، ففى عام 1902 سجل العالم الألمانى شوين فورس، بحثا عن حفريات نادرة فى هذه المنطقة ، حتى جاء الملك فاروق ، للجزيرة ، و انبهر بسحرها وطبيعتها الخلابة فأنشأ استراحة صغيرة لمشاهدة الطيور والتمتع بالهواء النقى والمياه الصافية وحفر أماكن لتربية الغزلان وبعض المدقات الصغيرة لمرور الكارتة.
وأوضح هيبة ، أن الجزيرة تعتبر إحدى أماكن تجمع الطيور المهاجرة والنادرة يستقر على ظهرها سنويا أكثر من 40 ألف طائر من النورس، والخطاف البحرى والصقور والحمام الجبلى.
ويقول الدكتور محمد حماد ، المشرف على حركة الطيور بالمحمية، إن عملية التزاوج ووضع البيض تكون فى شهر أبريل ، من كل عام يفقس البيض فى شهر مايو لتبدأ الكتاكيت فى أول عملية طيران اعتبارا من شهر يوليو ، يصل عدد النوارس الموجودة إلى نحو 10 آلاف طائر تضع 25 ألف بيضة على رمال الجزيرة، وتعتمد فى غذائها على صيد الأسماك الصغيرة فى المياه الراكدة الهادئة وتتجمع النوارس فى 35 تجمعا فى المستوى الأعلى من الشاطئ بطول 2 كيلو متر، بينما الحمام الجبلى يضع البيض فى الأماكن الصخرية.
ويضيف حماد ، أن هناك ثروات طبيعية من الحيتان النادرة والطبيعة الخلابة التى من الممكن استثمارها فى السياحة الطبيعية من خلال تخصيص مغابى للسياح وأبراج مراقبة عن بعد لمشاهدة الطيور البحرية دون إزعاجها والوقوف بجانب الصخور العجيبة ذات اللون الذهبى الرائع.
وعن الاكتشافات النادرة والحديثة أكد الدكتور عمرو هيبة ، أنه تم التوصل إلى 9 هياكل عظمية لأنواع نادرة من الحيتان القديمة التى يبلغ عمرها حوالى 40 مليون سنة ،الاكتشاف كان أكثر غرابة حينما عثر على أصابع الأطراف الأمامية لذلك الحوت وهى تدل على مرحلة تطور الحيتان إلا أنه ثبت أن تلك الأنواع لم تعش على الأرض لكنها شهدت نهاية مرحلة التطور فقط.
وكانت الهياكل المكتشفة لأنواع الباسيلوسوس إيزيس والدريدون أتروكس، تجمعت تلك الحيتان قديما داخل أخوار "بحر التيسى القديم" وهو المتوسط حاليا و"التيسي" كلمة لاتينية على اسم إله وكانت تعيش فى هذا البحر تلك الأنواع للتزاوج والمعيشة وتربية الصغار.
وأضاف وهيبة "تم العثور على ذراع للحوت وليس زعنفة ويبلغ طولها حوالى 30 سم ، وهو ما يؤكد أن حيتان الجزيرة ليست لها القدرة على السير على الأرض وإنما كانت فى نهاية مرحلة التطور وذلك لصغر الأذرع مقارنة بحجم الحوت الذى يبلغ طوله 18 مترًا ويتميز السورس بكبر حجمه وطول الفقرة الواحدة من الفقرات البطنية 30 سم وعدد الفقرات فى العمود الفقرى 65 فقرة منها 20 فقرة فى العنق و17 فى الصدر و21 فى الذيل" ، كما تم العثور على مجموعة كبيرة من أسنان سمك القرش، وبعض عظام التماسيح، هذا بالإضافة إلى أن هناك أعدادًا كبيرة من الأشكال الطبيعية المكونة من صخور على شكل رءوس الأفاعى والبطيخ والصقور ذات الثقوب الكثيرة جدًا".
وأكد هيبة، أن هناك تهديدات كبيرة تواجه جزيرة القرن الذهبى بقارون، فى حال إنشاء منتجعات سياحية بالساحل الشمالى ، مؤكدا أن تلك المنتجعات مخالفة لقانون البيئة ، وتشكل خطورة على الثروات الطبيعية النادرة بالمنطقة المأهولة بالحفريات النادرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة