دائما ما تستخدم جماعة الإخوان أسلوب التناقض فى التعامل مع قضاياها، ففى الوقت الذى تزعم فيه رفع شعار "الإسلام هو الحل" نجدها ترحب بـ"الدعارة" المقننة و"الزنى" فى تركيا، طالما أن هذا سيخدم مصالح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ليس هذا فحسب بل يبرر إعلامها الذى يذاع من اسطنبول بأموال قطرية يبرر مثل هذه الأفعال الفاضحة.
وبالرغم من مزايدة الإخوان وحلفائهم على الآخرين باسم الدين، إلا أن ياسين أقطاى، مستشار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، القيادى بحزب العدالة والتنمية، اعتبر أن شرب الخمر وممارسة "الزنى والدعارة" حرية شخصية، مؤكدا أنهم لا يريدون أن يمنعوا مثل هذه الأمور.
وقال "أقطاى" خلال ظهوره على قناة "مكملين" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية: "من يريد أن يشرب الخمر فليشرب ومن يريد الزنى فليزنى" مضيفا: "لا أتأذى من وجود الزنى وشرب الخمر لكن من يفعل ذلك يتضرر"، مشيرا إلى أنه كإنسان مسلم لا يتمنى منع الخمر والزنى".
وزعم "أقطاى" أن المبدأ الإسلامى يتيح أن لمن يريد ممارسة الزنى وشرب الخمر أن يفعل ذلك شريطة ألا يكون على الملأ".
رضا إعلامى على تصريحات حرية الزنى وشرب الخمر
وتعليقا على هذه التصريحات المثيرة، أوضح هشام النجار، الباحث الإسلامى أن عرض قنوات التنظيم هذه الآراء هى علامة على الرضا التام ورسالة توحى بأن الإخوان على استعداد دائم لإضفاء الشرعية الدينية على هذه السياسات من خلال قنواتها ومن خلالها من يزعمون أنهم دعاة منتمون لها.
وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه فى مناسبات سابقة صدرت فتاوى عنهم تشرعن هذه السياسات وهو ما يحتاجه "أردوغان" الذى لا يريد أن يخسر دعم وولاء التيار الإسلامى والسلفى الجهادى من جهة، ومن جهة أخرى يسعى على النقيض لإظهار نفسه لدول الغرب كونه منفتح ويتبنى الحريات والحكم العلمانى.
عقيدة الإخوان النفاق من أجل المصلحة
وفى إطار متصل، أوضح إبراهيم ربيع، القيادى السابق فى جماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن خروج ياسين أقطاى، مستشار رجب طيب أردوغان على قنوات الإخوان، وتأكيده على حرية الزنى، يؤكد أن هذه هى عقيدة التنظيم التى تتمثل فى النفاق والمداهنة لكل من لهم مصلحه معه.
وقال القيادى السابق بجماعة الإخوان أن سبب سماح قنوات التنظيم بنشر هذه الآراء هو أن "أردوغان" وفر لهم الملاذ والدعم فمن الطبيعى أن يبرروا ويدافعوا عنه.
بدوره قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن قنوات الإخوان تكيل بمكيالين، ففى الوقت التى تركز فيه على أن هذه التصرفات مخالفة شرعية لبعض الدول وتضعها تحت عنوان كبير "الحرب على الإسلام" تغض الطرف تماما عن مخالفات أشد فى تركيا مثل إباحة الدعارة أو شرب الخمر علنا أو السماح للشواذ بالظهور علنا بل وعقد الزواج فيما بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة فى تصرف مخالف لكل الأديان.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية فى تصريح لـ"اليوم السابع" أنه من العجيب أننى سمعت الشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ وجدى غنيم، يبرران لـ"أردوغان" السماح بالدعارة وترخيصها بحجة أنه لم يأمر بها بل جاء ووجدها وهو تبرير غريب يدل على الهوى فى الحكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة