لم يعلم هؤلاء المجرمون وقت تخطيطهم للجريمة بحجة شراء الأكل والسجائر، أن يكون مصيرهم داخل السجن، جريمة لم تكتمل كما خططوا لها، فشاء الله تعالى أن تكون نهايتهم هذه المرة، لسابقة ارتكابهم الكثير من الجرائم.
"علاء" سائق التوك توك، الذى لم يكل أو يمل متفانياً فى عمله كالعاد، كان يستقل تلك الدراجة البخارية التى تكسبه قوت يومه منتظراً أى زبون يقوم بتوصيله حتى يتقاضى بعض الجنيهات، فلم يكن يعلم أن ذلك الزبون هو قدره المحتوم، فلم يكن زبوناً وإنما كان شيطانا متمثلاً فى صورة إنسان.
وجهت النيابة العامة للمتهمين تهمة قتل المجنى عليه "علاء.س" عمداً مع سبق الإصرار بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله، وأعدوا لذلك الغرض سلاحين ناريين "فردى خرطوش"، كما أنهم شرعوا فى سرقة الدراجة البخارية "توك توك" ملكه، وكان ذلك بالطريق العام، حال كونهم أكثر من شخص، وكل منهم يحمل سلاحا، وقد خاب أثر جريمتهم لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو هروبهم خشية ضبطهم، كما أنهم حازوا وأحرزوا بغير ترخيص سلاحين ناريين، كما حازوا وأحرزوا ذخائر عدة طلقات استعملوها على السلاحين، دون ترخيص.
وقال أحد الضباط المسئولين عن التحريات إن تحرياته توصلت إلى قيام المهتمين بارتكاب تلك الواقعة بأن قاموا بالاتفاق فيما بينهم على سرقة المنقولات المملوكة لأحد سائقى الدراجات البخارية "توك توك"، وقتله حالة مقاومته، وأعدوا لذلك الغرض سلاحين ناريين "فردى خرطوش"، وسلاح أبيض"مطواة"، واستقل أحدهما الدراجة البخارية.
وأضاف الشاهد أن الثانى استدرج المجنى عليه لمحل الواقعة وما أن أبصر المتهم الأول حتى أطلق صوبه عياراً نارياً من "فرد الخرطوش"، والثالث مشهراً سلاح أبيض "مطواة"، قاصدين إزهاق روحه ما أحدث إصابته التى أودت بحياته، وعقب ذلك شرعوا فى سرقة المنقولات خاصته، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك لهربهم خشية ضبطهم، وأنه تمكن من ضبط المتهم الأول وقرر له بقيامه بإتلاف السلاح الذى استخدمه بالواقعة، وثلاث طلقات مما تستخدم فى ذلك السلاح.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة "أحمد.م"، حداد مسلح، وسبق ضبطه فى قضايا سرقة بالإكراه، وأخرى مخدرات، مشاجرة سرقة مسكن، و"أمين.إ"، سبق ضبطه فى قضايا سرقة، ومخدرات، وشريكهم الثالث "أحمد.ح"، وقد سبق رؤيتهم مع المجنى عليه تزامناً مع ارتكاب الوقعة، وأثناء هروبهم من مكان الواقعة، وبعد نصب عدة أكمنة فى الأماكن التى يتردد عليها المتهمون، تم ضبط المتهم الأول وضبط المتهم الثانى، وبتفتيشه عثر بحوزته على سلاح نارى.
واعترف المتهم الأول بواقعة القتل، مؤكداً أنهم كانوا يريدون سرقة المجنى عليه فقط، ولم يكن فى نيتهم قتله، ولذلك لم يسرقوا شيئاً بعد إطلاق النار عليه، وفروا هاربين، مشيراً إلى أن السلاح الذى تم ضبطه فى الواقعة ملكه، مضيفاً أن حالتهم صعبة للغاية وكانوا يريدون الأموال، قائلا: "حالتنا صعبة لأننا مكنش معانا فلوس ومش لاقيين نأكل ولا نجيب سجاير.
وتابع المتهم اعترافاته مؤكداً أن المتهم الثانى طلب منهم السرقة بالإكراه، قائلا: "أمين قالنا ما تيجوا نطلع طلعة ونسرق، ونقسم الفلوس علينا نجيب توك توك من المرج هيروح المطرية واحد مننا يعمل نفسه زبون، وهناك فى ميدان المطرية بتوع التكاتك معاهم فلوس، علشان شغل طول اليوم فى السوق، ويبقى فيه اتصال بينا، وأول ما يجى السواق نثبته وناخد منه الفلوس، ونهرب بعدها، وعشان نكمل الموضوع نثبت الزبون كمان اللى هوا صاحبنا".
واستكمل المتهم حديثه "وأول ما وصل صاحبنا ومعاه السواق روحنا ناحيته ولسه بقوله أثبت لقيت طلقة طلعت من السلاح فى السواق، ولقيته وقع الناحية التانية، وأول ما شفناه كده جرينا، وروحت لحد ما لقيت أمين شرطة جه يقبض عليا، وعرفت بعدها أن سواق التوك توك مات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة