بعد تهديد تركيا باستهداف أكراد سوريا.. هل يظهر ترامب "العين الحمراء" لأردوغان بعد نجاحه فى الإفراج عن القس الأمريكى؟.. تجاهل الحلفاء فى سوريا يهدد الرهان الأخير لواشنطن.. وروسيا متأهبة لتقديم نفسها لهم كبديل

السبت، 15 ديسمبر 2018 12:00 ص
بعد تهديد تركيا باستهداف أكراد سوريا.. هل يظهر ترامب "العين الحمراء" لأردوغان بعد نجاحه فى الإفراج عن القس الأمريكى؟.. تجاهل الحلفاء فى سوريا يهدد الرهان الأخير لواشنطن.. وروسيا متأهبة لتقديم نفسها لهم كبديل أردوغان وبوتين
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تهديدات جديدة يطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشن عملية جديدة فى منطقة شرقى الفرات فى سوريا، وهو ما يمثل محاولة جديدة لإعادة فرض وجود أنقرة فى الأراضى السورية من جديدة، بعدما شهد دورها تهميشا واضحا منذ الاتفاق الذى أبرمه أردوغان مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، والمعروف إعلاميا باسم  اتفاق إدلب، والذى يقوم فى الأساس على قيام الحكومة التركية بنزع أسلحة وتفكيك الميليشيات المتطرفة الموالية لها، وهو الاتفاق الذى لم تنجح أنقرة حتى الآن على الوفاء به، وهو ما بدا واضحا فى الهجمات التى تشنها الميليشيات بين الحين والأخر فى سوريا، وأبرزها الهجوم الكيماوى على مدينة حلب السورية بالشهر الماضى.

إلا أن عدم التزام أنقرة بتعهداتها، والتى تقوم على تقليم أظافر الميليشيات الإرهابية فى سوريا، لا يقتصر فى مؤشراته على الهجمات الإرهابية التى تشنها الجماعات التى يمكننا تسميتها بـ"أذرع" أنقرة، ولكن أيضا فى السلوك العدوانى الذى يتبناه الرئيس التركى تجاه الميليشيات الكردية، والمعروفة باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، والتى تمثل رأس الحربة فى الحرب على تنظيم داعش الإرهابى، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى حديث أحد قيادات المعارضة السورية المسلحة، يوم الخميس، حول استعداد أكثر من 15 ألف من المسلحين الموالين لهم للمشاركة فى العملية التركية، فى انعكاس صريح لوحدة أهداف أردوغان وميليشياته العاملة فى سوريا.

قلق أمريكى.. تركيا تهدد نفوذ واشنطن وقواتها

ولعل الإصرار التركى على استهداف مناطق تواجد الأكراد يمثل تحديا كبيرا للولايات المتحدة خاصة وأنهم يمثلون الرهان الأخير للرئيس الأمريكى للاحتفاظ بقدر من النفوذ على الأراضى السورية فى المرحلة المقبلة، على خلفية النجاح الروسى فى السنوات الماضية فى القيام بالدور الأبرز على الساحة الروسية، وخاصة منذ عام 2015، عندما قرر الرئيس فلاديمير بوتين التدخل عسكريا لدحض الميليشيات التى سعت إلى الإطاحة بالنظام السورى، مع بداية ما يسمى بالربيع العربى.

ولكن ليس النفوذ وحده هو ما يثير القلق الأمريكى، من جراء الهجمات التركية المحتملة، والتهديدات الأخيرة التى أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث يمثل الهجوم العسكرى على منطقة شرقى الفرات تهديدا مباشرا للقوات الأمريكية المتواجدة فى تلك المنطقة، وهو الأمر الذى لم يستبعده أردوغان فى تصريحاته، حيث أكد أن أية إصابات محتملة بين الجنود الأمريكيين لن تكون مقصودة، على الرغم من تأكيده أن القوات الأمريكية ليست المستهدف من تلك العملية العسكرية.

وهنا يثور التساؤل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى صامتة أمام التهديدات التركية، التى ربما تنذر بخسائر كبيرة للولايات المتحدة، على المستويين العسكرى، فى ظل احتمالات استهداف القوات الأمريكية والسياسى، خاصة مع خسارة الولايات المتحدة لحليفها الكردى فى الداخل السورى، فى ظل استمرار التخلى الأمريكى عن الميليشيات الكردية فى مواجهة البطش التركى بين الحين والأخر.

موقف حاسم.. هل يظهر ترامب "العين الحمراء" لأردوغان من جديد؟

وهنا تظهر الحاجة الملحة لظهور موقف أمريكى أكثر قوة تجاه السلوك العدوانى لأنقرة تجاه الأكراد فى سوريا فى المرحلة المقبلة، إذا ما أرادت واشنطن الاحتفاظ بدورها فى الأراضى السورية، خاصة وأن الهجوم المحتمل يمثل تقويضا لاتفاق منبج، والذى يقوم على التعاون بين القوات الأمريكية والتركية فى حماية الحدود التركية، وهو ما التزمت به الولايات المتحدة بإجراء دوريات مشتركة فى شمال سوريا فى نوفمبر الماضى، إلا أن الأمور يبدو وأنها تعقدت بصورة كبيرة فى أعقاب القصف التركى للميليشيات الكردية فى منطقة شرق الفرات، وهو ما يمثل انتهاكا صريحا للاتفاق التركى الأمريكى.

القس الأمريكى أندرو روبنسون
القس الأمريكى أندرو روبنسون

 

ويعد النجاح الكبير الذى حققته إدارة ترامب فى إخضاع أردوغان إبان قضية الإفراج عن القس الأمريكى أندرو روبنسون، والذى احتجزته أنقرة لحوالى عامين، باتهامات تتعلق بتورطه فى محاولات الإطاحة بالرئيس التركى فى يوليو 2016، دليلا دامغا على قدرة الولايات المتحدة على اتخاذ مواقف حاسمة يمكن من خلالها احتواء السياسات المتخبطة التى يحاول أن يتبناها أردوغان، والذى استجاب فى النهاية للرغبة الأمريكية فى الإفراج عنه، بعد شهور طويلة من حرب التصريحات بين الجانبين، دفعت الرئيس ترامب إلى فرض عقوبات على شخصيات تركية، بالإضافة إلى زيادة الرسوم الجمركية على الواردات التركية للولايات المتحدة، وهو ما يمثل صفعة قوية للاقتصاد التركى.

شريك موثوق.. روسيا متأهبة للفوز بثقة الأكراد

على الجانب الأخر، تسعى الحكومة الروسية إلى تقديم نفسها كشريك موثوق به للأكراد فى المرحلة الراهنة، فى ظل الدور الكبير الذى يقومون به فى الحرب على داعش، بالإضافة إلى هيمنتهم على منطقة الشمال السورى، وهو الأمر الذى ربما يعززه التجاهل الأمريكى لحلفائهم فى سوريا، فى ظل تواتر الهجمات التركية دون أى موقف أمريكى.

ويمثل دخول روسيا على الخط بين الأكراد والنظام التركى ثقلا كبيرا للجانب الكردى، فى ظل قدرة الرئيس الروسى على تقليم أظافر أردوغان فى العديد من المواقف الدولية، وخاصة فى سوريا، بعدما أجبر الرئيس بوتين نظيره التركى على الرضوخ لما يسمى باتفاق "إدلب" وإجباره على القيام بتفكيك الميليشيات المتطرفة ونزع أسلحتها، وهو ما يراه العديد من المتابعين للملف السورى بمثابة نهاية الدور التركى، وتقويض أحلام أردوغان بالمشاركة فى رسم مستقبل سوريا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة