مازالت ردرود الفعل على نتائج مشاورات السويد تشغل الرأى العام الإقليمى والعالمى ، وفى هذا الإطار عقد مجلس الأمن جلسة طارئة اليوم لمناقشة الاتفاقات التى انتهت إليها مشاورات السويد وتمك إعلانها أمس فى ريمبو بالسويد، ومن أبرزها اتفاق الحديدة ، وأكد المبعوث الأممى باليمن أن الاتفاقات تعد خطوة مهمة على طريق حل الازمة اليكمنية وقد دخلت حيز التنفيذ.
وأكدت مصادر مطلعة أن الانتصارات المدوية التى حققتها قوى تحالف دعم الشرعية باليمن، كانت الداعم الأول للجيش اليمنى فى حربه على الميليشا الحوثية، مما أجبرهم على الدخول فى المسار السياسى كحل أوحد للأزمة اليمنية بعد أن كانت ترفض كل مبادرات السلام التي قدمت لها.
وقد برهن الحوثى أنه لا يخضع للسلم إلا تحت ضغط القوة، وذلك خلال مشاورات السويد التى عقدت بمدينة ريمبو السويدية على مدار أسبوع كامل قد خلصت لعدة نتائج كان أبرزها اتفاقا الحدية وتبادل الأسرى، فاضطر للخضوع للحل السياسى فى الوقت الذى تتوالى فيه انتصارات الجيش مدعوما بالتحالف فى الجبهات المختلفة.
تقدم التحالف عسكريا
وحول جانب العمليات العسكرية أوضح المتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركى المالكى، فى تصريحات سابقة له، نقلتها واس، أن عمليات قوات الجيش الوطني اليمني ما تزال تقوم بعمليات تعرضية، حيث تواصل عملياتها بالسيطرة على مديرية باقم، كما تمكنت قوات الجيش من السيطرة على جبل الأطلال وأنمار وأبو سن، مشيرًا إلى أن قوات الجيش قامت في محور الضالع بالهجوم على المحور الغربي على المواقع التابعة لمليشيا الحوثي التابعة لإيران، حيث تكبدت خسائر كبيرة على العدو.
وأكد المتحدث باسم التحالف ، أن في جبهة تعز قامت قوات الجيش اليمني بعمليات هجومية على مواقع مليشيا الحوثي وتمكنت من السيطرة على عدد من المواقع فيما استخرج الفريق الهندسي التابع لقوات الشرعية 8 ألغام مضادة للدروع من وادي الزوالي، موضحًا أن الألغام التي جرى استخراجها تعود للاتحاد السوفيتي، لافتًا الانتباه إلى أنه توجد اشتباكات مستمرة بين القوات الموالية للشرعية ومليشيا الحوثي التابعة لإيران في محور جبهة البيضاء، نتج عنها تحرير جبل صروان بالكامل والسيطرة على عدد من المناطق الجبلية.
وأضاف أن القوات المدعومة من القوات المشتركة للتحالف سيطرة على موقع مخدارالسود الاستراتيجي ومرتفع الخرابه، مشيرًا إلى أن العمليات مستمرة في الحديدة، حيث تسيطر القوات الموالية للشرعية على شرق محافظة الحديدة وجنوب شرق, وجنوب غرب المحافظة، مؤكدًا أن قرية الدريهمي مطوقة من قبل القوات المشتركة للتحالف من جميع الجهات وأن مليشيا الحوثي الإرهابية محاصرة من الجهات كافة.
دعم المملكة لليمن
ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم قوات "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" العقيد الركن تركي المالكي، أن جهود التحالف لا تقتصر على العمل العسكرى فحسب، بل يعمل التحالف جاهدًا على مستويات عديدة، سياسية واقتصادية وإنسانية وإغاثية، وبفعالية كبيرة على مستوى الحرب على الإرهاب، لاسيما ضد تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، مشيرًا في هذا الصدد إلى جملة من الإحصائيات، من بينها عدد التصاريح التي أصدرتها قيادة القوات المشتركة للتحالف من تاريخ 26 مارس 2015م حتى 3 ديسمبر 2018م والبالغة 35.358 تصريحًا.
ولفت العقيد المالكي ، الانتباه إلى تدشين منحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء وللشعب اليمني، بمقدار 60 مليون دولار شهريًا، مبينًا أن الدفعة الأولى المخصصة لميناء المكلّا تحتوى على 30 ألف طن من المشتقات النفطية، و 17 ألف طن من الديزل و13 ألف طن المازوت ستسهم في تشغيل 5 محطات توليد كهرباء و 5 محافظات، فيما خصصت الدفعة الثانية من المنحة لميناء عدن بواقع 97 ألف طن من المشتقات النفطية و 65 ألف طن من الديزل و 32 ألف طن من المازوت، حيث ستشغل 64 محطة توليد كهرباء و 10 محافظات.
وأشار المالكي، إلى زيارة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ، خلال الفترة الماضية،حيث اجتمع خلالها مع الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز، قائد القوات المشتركة، مبينًا أنه جرى خلال الزيارة التطرق إلى بعض التحديات الموجودة على الأرض في الداخل اليمني، وما تقوم به مليشيا الحوثي من انتهاك للقانون الدولي والإنساني للمحافظات اليمنية كافة.
ردود فعل متباينة على اتفاق الحديدة
أثار اتفاق الحديدة الذى أعلن عنه فى ختام مشاورات السويد ردود فعل إقليمية وعالمية، فمن جانبها رحبت الخارجية الأمريكية على لسان مايك بومبيو باتفاق وقف إطلاق النار الذى توصّل إليه فى السويد طرفا النزاع فى اليمن، معتبراً أنّ السلام أصبح "ممكناً" فى اليمن.
وقال بومبيو فى بيان إنّ "هذه المحادثات بين حكومة الجمهورية اليمنية والحوثيين تمثّل خطوة أولى حاسمة، السلام ممكن".
كما أكد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن أن المشاورات بين ممثلي الحكومة والحوثيين التى عقدت للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، خطوة أولى حاسمة نحو إنهاء الصراع في اليمن، ومعالجة حالة الطوارئ الإنسانية والتصدي للتدهور الحاد في الاقتصاد الوطني.
وفي بيان صدر عن السفراء الخمسة لدول (روسيا ، فرنسا ، بريطانيا ،الصين والولايات المتحدة) - أوردته وكالة سبأ - أثنى السفراء على كلا الطرفين "اللذان قاما بتنحية خلافاتهما جانباً، والانخراط بحسن نية والتعاون مع المبعوث الخاص لتحقيق تقدم في عدد من المجالات الهامة التي سيكون لها تأثير إيجابي فوري وهام على حياة الشعب اليمني، والتي ستعمل كذلك على بناء الثقة بين الأطراف من أجل تسوية سياسية شاملة دائمة".
علق السفير الأمريك لدى اليمن على الاتفاق النهائى للأطراف اليمنية خلال المشاورات التى عقدت بالسويد والتى قضت على تجنيب مدينة وميناء الحديدة الدمار وانسحاب الحوثيين منها ورفع الحصار عن تعز.
بومبيو
وقال ماثيو تولر، حسبما أوردت قناة العربية الحدث، إن هناك أطراف داخلية ستحاول تعطيل أى اتفاق على جميع الأطراف تسليم السلاح للحكومة التى ستشكل دون تحديد من هى تلك الأطراف.
وأضاف السفير الأمريكى: "نراقب عن كثب الدور الإيرانى فى اليمن ولن نقبل بسعى إيران لدعم الميليشيات التى تعمل ضد الحكومة الشرعية".
محللون: التحالف هزم الحوثى
وأكد محمد المقرمى الخبير السياسى اليمنى، أنّ التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية، كان لا بد لها من أن تمارس ضغوطاً على ميليشيا الحوثي لإجبارها على الرضوخ والدخول في العملية السياسية، وهو الأمر الذي أثمر عن ما تحقيق بعض التسويات والاتفاقات المهمة في محادثات السويد، وتعمّدت المليشيا إفشال كل محادثات السلام التي عقدت خلال العامين الماضيين، فضلاً عن أنّ مجلس الأمن الدولي نفسه كان متراخياً في مواجهة انتهاكات الميليشيا للقرارات التي أصدرها، الأمر الذي سمح لإيران بتسليح الميليشيا الحوثية، وتهريب السلاح لها عبر ميناء الحديدة البحري الذي تحوّل لمنصة لعملياتهم الإرهابية.
بينما أكدت نورا الجروى ، القيادية بحزب المؤتمر الشعبى العام باليمن ورئيسة حركة إنقاذ الشبابية، أن ردود فعل اليمنيين حول نتائج محادثات السويد مختلفة منهم المتفائل والمتشائم بما يمكن أن تلتزم به الميليشيا، مضيفة ، أن كل ما يهمنا من كل ذلك هو أن الضغط العسكري الكبير الذي أنجزته قوات المقاومة اليمنية المشتركة والجيش اليمنى وأبطال العمالقة وأسود تهامة خلال الفترة الماضية ووصول طلائعها الى مشارف ميناء الحديدة هي التى دفعت و أجبرت الميليشيات الحوثية للذهاب للسلام والجلوس على طاولة المفاوضات بعد التعنت والرفض الذي كانت تبديه خلال الفترات السابقة.
وأضافت الجروى، فى تصريحات ، لقد جعلت المقاومة المشتركة الحوثي ، يذهب خاضعا وذليلا الى السويد باحثا عن السلام وعن مخرج يمكن أن يحفظ به ما تبقى من ماء وجهه فلو لم تتحرك معركة تحرير الحديدة لما رضخ الحوثيين للمفاوضات لكن بعد أن تم كسرهم عسكرياً وشعبيا فيها أضطروا للرضوخ للمفاوضات وقبلوا بالاتفاق..
قرقاش: مازال الطريق وعرا
ومن جانبه رأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أن الطريق لا يزال وعرا أمام تحقيق السلام في اليمن، مؤكدا أهمية قيادة الأمم المتحدة للعملية السياسية.
وغرد قرقاش، على حسابه الرسمى بـ"تويتر" باللغة الإنجليزية قائلا: "لا يزال الطريق أمامنا وعرًا، لكن التقدم الكبير الذي تحقق سيجعل السلام ممكنًا. قيادة الأمم المتحدة لعملية السلام في اليمن ضرورية لتحقيق طموحات محفوفة بالصراعات. ولكن المرجعية الراسخة والضرورية في العملية هو قرار مجلس الأمن رقم 2216"، وأعلن الوزير الإماراتي أن الاتفاق الذي توصلت إليه مشاورات اليمن في السويد هو الخطوة الأولى التي يمكن البناء عليها.
وكتب على "تويتر": "بعد يوم من جلب السويد الأمل إلى اليمن، تحققت الخطوة الأولى والمهمة نحو تحقيق نتيجة سياسية مستدامة. سنواصل دعم العملية السياسية والإنسانية، وكذلك خطط إعادة الإعمار"، وأوضح قرقاش أن الضغط العسكري للتحالف في اليمن على الميليشيات الحوثية كان وراء إنجاز الاتفاق.
وغرد: "ثبتت صحة الحجة الأساسية للتحالف وهي أن الضغط العسكري سيحقق نتائج سياسية، وأن الحديدة كانت حاسمة. الآن يجب أن نركز على البناء على ما تحقق في السويد"، وأعرب عن تطلعه إلى دولة يمنية بعيدا عن الصراعات الداخلية أو التدخلات الخارجية.
وكتب: "على المدى الطويل نتطلع إلى يمن في سلام بالداخل ومع جيرانه. عندما تكون الدولة فعالة، وليست ميليشيات قوية موازية تسيطر عليها قوى خارجية. نتطلع إلى يمن ينظر إلى المستقبل بثقة".