ما إن تطأ قدماك المدينة الكتالونية برشلونة ، إلا ويذهب عقلك إلى ذلك الوقت الذى ستهيئ لك الظروف فيه رؤية ملعب " كامب نو " ، الذى طالما بعث الخوف فى نفوس خصوم "البارسا"، فمن هنا مر رونالدو الظاهرة ورونالديهو وإيتو ولويس فيجو ونيمار، ورسم إنييستا بقدميه لوحات على ملعبه المفضل، وهنا أيضا تعثرأسد الدفاع الكتالونى بيول ، أمام الملاك المدريدى "دى ماريا" ليسجل النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو هدفه الأشهر.
وهنا لعنت جماهير البارسا قميص لويس فيجو، الذى ارتداه يوما بعد انتقاله للنادى الملكى الذى يعد الخصم الأول والغريم التقليدى لبرشلونة، وبين هذه الجدران مفتوحة السقف هزت هتافات الجماهير الكتالونية قلوب المنافسين لناديها، وعلى هذه الحشائش تألق البرغوث الأرجنتينى ليونيل ميسى ، ليُلحق الهزائم المتتالية بأولئك الذين تحدوا "البارسا"، وعلى النقيض من ذلك شهد هذا الملعب العالمى انقباض الأنفاس وعبوس الوجوه فى مرات قليلة تعثر فيها برشلونة أمام ضيوفه
رحلة البحث عن "كامب نو" تبدأ من ميدان كتالونيا
بدأت رحلة البحث عن نادى برشلونة من ميدان كتالونيا، فعندما تكون غريبا فى بلد ما ، أول شئ ستفعله هو أن تسأل أهل المكان ، ومن حسن الحظ أن الأسبان بصفة عامة روحهم وملامحهم تشبه روحنا العربية ، التى عاشت فى هذا المكان 8 قرون فى بلاد الأندلس، لذلك لم يكن قريبا أن يُحضر لك شاب اسبانى خريطة ويرسم عليها النقاط التى ستمر عليها إذا ما استخدمت مترو الأنفاق للذهاب إلى النادى الكتالونى ويشرح لك آخر الدرب الصحيح إذا ما أخطأت الطريق فى منتصف المشوار.
وبعد هذه الرحلة الأولى تتفاجئ بأن الملعب الكتالونى يغلق أبوابه فى وجه الزوار فى تمام السادسة والنصف مساء لتعقد النية، التى تصبح أقوى مما مضى، على الحضور باكرا لتحقيق الرغبة الملحة فى تفقد هذا الصرح الرياضى العالمى، وتعود بالفعل صباح اليوم التالى وسط مجموعة من الأصدقاء الذين اجتمعوا معا على هدف واحد مشترك فى ضرورة التقاط الصور التذكارية داخل ستاد الرعب كما يلقبونه "كامب نو".
كل ما رأيته داخل النادى الكتالونى الكبير يؤكد حقيقة واحدة وهى القدرة على استغلال الموارد ، لدعم السياحة التى تتميز بها مدينة برشلونة ، فكل شئ يدعوك لالتقاط هذه الصور التذكارية والتجول فى المدينة الكتالونية والمعالم السياحية بها.
متحف نادى برشلونة وقسم خاص بـ"ميسى"
تبدأ الجولة الخاصة لـ"اليوم السابع" داخل ملعب الـ"كامب نو" بالمتحف الكتالونى، الذى يضم الكؤوس والبطولات التى حققها النادى ، إذ أن هذه الكؤوس اصطفت بطريقة تبعث فى روحك الفخر والفرحة ولاسيما إذا ما كنت من أحد مشجعى هذا النادى العملاق، كما ضم المتحف مجموعة من الصور والـ"تي شيرتات" التذكارية الذى وقع عليها اللاعبون أمثال ميسى ورنالدينهو وإيتو وغيرهم، كما ضم هذا المتحف غطاء اليد الخاص بحارس مرمى النادى السابق "فيكتور فالديز".
وضم المتحف الكتالونى قسما خاصا بأسطورة برشلونة "ليونيل ميسى" حيث وثضع فى هذا القسم 5 كرات ذهبية ، فاز بها النجم الأرجنتينى إضافة إلى الأحذية الذهبية التى فاز بها مصحوبة بصورة كبيرة الحجم للنجم ميسى، وكذلك وضع القائمون على المتحف لوحة عليها جميع رؤساء نادى برشلونة منذ أن تم تشييده منتصف القرن الماضى، وكذلك حجر الأساس الخاص بهذا النادى العريق.
قاعة المؤتمرات الصحفية وغرفة تغيير الملابس
تضمنت جولة "اليوم السابع"، تلك القاعة الشهيرة الخاصة بالمؤتمرات الصحفية التى يتم فيها الإعلان عن أى صفقة جديدة للنادى الكتالونى، ففيها تم تعميد جميع نجوم "البارسا" وسط جمع كبير من الصحفيين والإعلاميين على مستوى العالم، كما تجولت كاميرا "اليوم السابع "داخل غرفة تغيير الملابس الخاصة بفريق نادى برشلونة، ولم يغفل القائمون على النادى الكتالونى وضع الماكيت الخاص بإنشاء النادى داخله ليظهر على طراز يشبه كثيرا هذا الطراز الرومانى الخاص بالمسابقات التى كانت تقام فى هذا العصر.
شاشتان كبيرتان داخل النادى لعرض الصور التذكارية وبطولات البارسا
تم وضع شاشتان إلكترونيتان كبيرتان بمتحف النادى الكتالونى ، تعرض إحداهما صورا تذكارية كثيرة لنجوم النادى واللحظات السعيدة التى جمعت هؤلاء النجوم، وتعرض الأخرى البطولات التى حصل فيها النادى الكتالونى على الدورى الإسبانى ودورى أبطال أوروبا الذى تزينت قاعة المتحف بالكؤوس الخاصة به وتم وضعها فى منتصف المتحف، فيما وضعت قبل مخرج النادى بقليل شاشات أخرى كبيرة الحجم تعرض لقطات من المباريات ، التى تألق فيها نجوم البارسا ليستمتع أولئك الزوار بهذه اللقطات ويجلسون لالتقاط الأنفاس من جراء هذه الجولة الطويلة بمعقل النادى الكتالونى الكبير.
متى بنى كامب نو؟
وكامب نو هو ملعب كرة قدم يقع في منطقة ليس كورتس بمدينة برشلونة، بإقليم كتالونيا الإسباني، وتم افتتاح الملعب في 24 سبتمبر 1957 بعد 3 سنوات من عمليات البناء التي بدأت في 28 مارس 1954. و يتسع المعلب لحضور حوالي 99,354 ألف متفرج، مما يجعله أكبر ملعب كرة قدم في قارة أوروبا. وبدأ بناء الملعب عام 1954 واستمر حتى عام 1957، وكان المهندس المسؤول عن البناء هو فرانسيس فميتجانس ميرو وجوزيف سوتيرنس مورى بالتعاون مع لورنزو غارسيا باربون، وقدرت تكلفة المشروع بنحو 288 مليون بيزيتا وعندما أنشأ النادى كانت مساحته: 107×72 متر إلا أنه تم تقليصه بسبب قرار من الفيفا إلى :105×68 متر.
كان الافتتاح في 24 سبتمبر 1957 وكان سعة المتفرجين يقدر بــ 73,054 شخص على الرغم من أن العمل فى الملعب كان لم يكتمل بعد، ولكن أكثر من 80 ألف متفرج تمكنوا من مشاهدة الحدث الذى استمر مع ممثلى جميع نوادى كرة القدم الرئيسية فى كاتالونيا وكان الافتتاح في الملعب بفوز البارسا 4-2 ومر على الملعب عدة تجديدات وتحسينات منذ عام1957 أهمها الكشف على نظام الإضاءة في عام 1959، فضلا عن إضافة المدرج اللوحه الإلكترونية وغرفة الصحافة. وتم تمديد بنية أدنى مستوى لها في عام 1994، والتي تضمنت خفض مستوى أرضية الملعب. و تم تحديد اسم الـ"كامب نو" بناء على تصويت أعضاء النادى بريدياً حيث وصل عدد الأصوات إلى 29،102 حيث يصل أقصى ارتفاعه إلى 48 مترا) (ويصل طوله إلى 250 متر وعرضه إلى 220 متر).
أهم الأحداث التى شهدها "كامب نو"
شهد ملعب الكامب نو عدد من الاحداث الرياضية الهامة وأبرزها استضافة المباراة الافتتاحية في بطولة كأس العالم 1982 التى أقيمت فى إسبانيا وعدد من مباريات البطولة، وكذلك استضافة حفلى افتتاح وختام دورة ألعاب أولمبية التى اقيمت بمدينة برشلونة عام 1992، ثم استضافة عدد من نهائيات بطولات الأندية الأوروبية، إذ استضاف مبارتي نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 1989 و 1999 إضافة إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس عام 1972.
عدد الردود 0
بواسطة:
Osama
رياضه
مقال جيد جدا يارب دايما يا واءل ف تالق